توقع مركز بحثي ارتفاع الأجور الحقيقية في بريطانيا مطلع 2020 إلى مستويات لم تسجلها منذ الأزمة المالية قبل ما يزيد على عشر سنوات، في 2008.
وبحسب “رويترز”، قال ريسولوشن فاونديشن في توقعاته للأرباح إن بيانات الأجور المعدلة في ضوء التضخم ستكون قوية في مطلع العام الجديد رغم فتور النمو الاقتصادي، ما يثير مخاوف من أن التحول ربما لن يكون مستداما.
وتباطأ النمو في خامس أكبر اقتصاد في العالم منذ التصويت في حزيران (يونيو) على مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.
لكن سوق العمل أبلت بلاء حسنا في 2019 مع انخفاض معدل البطالة في الآونة الأخيرة، مجددا إلى أدنى مستوياته منذ أوائل 1975.
وأضاف فاونديشن “السؤال الكبير في 2020 هو ما إذا كانت سوق العمل بإمكانها مواصلة الصعود القوي، أو ما إذا كانت ستصل إلى نقطة تحول وتعاود الارتباط بالأداء الأضعف للنمو”.
وأشارت المؤسسة، وهي مركز بحثي غير مرتبط بحزب يركز على القضايا التي تواجه الأسر من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، إلى أن تراجع فرص العمل وارتفاع البطالة بين الشباب يمثلان مؤشرات مثيرة للقلق في السوق.
من جهة أخرى، قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية في مقابلة مع صحيفة ليزيكو الفرنسية اليومية أمس إن الاتحاد الأوروبي ربما يحتاج إلى تمديد الموعد النهائي لمحادثات بشأن علاقة تجارية جديدة مع بريطانيا.
وأضافت فون دير لاين أن الجانبين بحاجة للتفكير على نحو جاد بشأن ما إذا كان هناك وقت كاف للتفاوض بشأن اتفاق تجاري جديد والعمل على اتفاقات بشأن مجموعة من المسائل الأخرى، مشيرة إلى أنه “سيكون من المنطقي تقييم الوضع في منتصف العام، ثم الاتفاق، إذا اقتضت الضرورة، على تمديد الفترة الانتقالية”.
وحددت بريطانيا موعدا نهائيا صارما في كانون الأول (ديسمبر) 2020 للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع الاتحاد الأوروبي، مراهنة على أن وضع خروجها من الاتحاد الأوروبي مجددا على شفا الهاوية سيجبر بروكسل على التحرك سريعا لإبرام اتفاق.
وفي تعليقات منفصلة لمجلة دير شبيجل الألمانية، ذكرت فون دير لاين أن الموعد النهائي لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، المحدد حاليا في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2020، “يمثل مبعث قلق كبيرا بالنسبة لي، بسبب أن الوقت قصير للغاية لمجموعة كبيرة من المسائل، التي يتعين التفاوض بشأنها”.
في سياق متصل، ذكرت فون دير لاين في تصريحات لمجلة “دير شبيجل” الألمانية، أن “بريكست” لن يؤثر سلبا في السياسة الخارجية أو الأمنية الأوروبية، معتبرة أنه “على عكس مجالات أخرى، كان البريطانيون يتحفظون للغاية بشأن السياسة الأمنية المشتركة، وقد عرقلوا بعض خطوات التقدم داخل الاتحاد الأوروبي”.
وأشارت فون دير لاين إلى أنه لذلك لم تتمكن مبادرات الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي من الانطلاق إلا بعد الاستفتاء البريطاني الذي جاء لمصلحة الانسحاب من التكت