أعلن وزير وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب أن موعد استئناف عمل القطاع السياحي في المملكة سيكون بنهاية يونيو/حزيران الجاري.
يأتي ذلك عقب صدور قرار مجلس الوزراء بتشكيل صندوق التنمية السياحي وذلك في إطار خطوات عديدة اتخذتها حكومة المملكة لتعزيز القطاع السياحي الذي يعد من ركائز تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030
يسهم القطاع السياحي بنسبة 14.2% من الناتج المحلي الإجمالي، كما يعد أحد أهم القطاعات المولِّدة للوظائف.ومنذ تفشي وباء كورونا بادرت حكومة المملكة بتقديم مجموعة أنشطة للتحفيز المالي بقيمة إجمالية تزيد عن 61 مليار دولار لحماية الوظائف والأعمال، وتخفيف العبء الاقتصادي للأزمة، واستفاد من ذلك القطاع السياحي المحلي بوصفه أحد القطاعات الاقتصادية المهمة, إذ شمل ذلك دعم 60% من رواتب الموظفين السعوديين في القطاع الخاص لمدة ثلاثة أشهر.
فرت المملكة رعاية صحية مجانية لجميع الأشخاص الذين يعانون من أعراض فيروس كورونا بغض النظر عن جنسياتهم أو وضع التأشيرات الخاصة بهم، كما تم اتخاذ إجراءات مرنة لمساعدة من خططوا لزيارة المملكة قبل الأزمة، وتم تمديد التأشيرات السياحية لهم.
على المستوى الخارجي، كانت المملكة كانت في طليعة الدول التي بادرت إلى العمل مع المنظمات الإقليمية والدولية لمواجهة الأزمة وتقديم الدعم اللازم، حيث قدمت دعما بقيمة 500 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم الجهود الدولية لمنع انتشار فيروس كورونا.
تهدف الاستراتيجية السعودية للسياحة لتوفير منظومة متكاملة من الخدمات والعروض للسياح، إضافة إلى توفير بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين الحاليين والجدد، وهذا من شأنه أن يرفع عدد الوظائف في قطاع السياحة إلى مليون و600 ألف وظيفة، ويزيد الناتج المحلي إلى 10% بحلول 2030.
يبدو أن توجه المملكة بعد التعافي من جائحة كورونا هو تفعيل وتطوير السياحة الداخلية لما لها من مردود اقتصادي مباشر، إذا تجري الاستعدادات لتهئية جميع مناطق المملكة السياحية والأثرية كي تصبح وجهة لاستقبال الزوار السعوديين.
في اجتماع افتراضي تم مؤخرا للجنة الثقافة والاعلام والسياحة والآثار بمجلس الشورى تم تدارس مشروع نظام صندوق التنمية السياحي، الذي يحتوي على 15 مادة ويهدف الى دعم التنمية السياحية في المملكة؛ تماشيا مع رؤية المملكة 2030،
تمتلك المملكة كوجهة سياحية إمكانات مهمة للنمو، “نثق بمرونة قطاع السياحة لدينا على المدى المتوسط والبعيد، ولكن هذا لا ينفي الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والدعم الفوري للقطاع، ونحن نتشاور مع شركائنا الرئيسيين في جميع أنحاء العالم سواء بما في ذلك الشركاء في هذه الصناعة والمجلس العالمي للسفر والسياحة ومنظمة السياحة العالمية، لضمان استمرارنا في تطوير التدابير الملائمة لدعم قطاع السياحة في المملكة”، يضيف الخطيب.
من بين المناطق السعودية التي تشهد تنفيذ عملية التجديد والتنمية المستدامة في المنطقة محافظة العلا حيث تركز الهيئة الملكية لمحافظة العلا ضمن المراحل الأساسية الأولية لعملية التطوير، برنامج المسح الأثري والتراثي لامحافظة ليدعم مهمة الهيئة في حماية وتطوير المواقع التراثية والتاريخية في المنطقة والحفاظ عليها، وذلك تحقيقاً للتحول المستدام وتمكين الزوار السعوديين من التعرف على ثراء إرث العلا الثقافي والتاريخي والطبيعي، وعلى الحضارات العربية في هذه المنطقة الضاربة في التاريخ.
من ضمن مسؤوليات الهيئة إدارة مسيرة تحول طويلة المدى في العلا لتصبح منطقة اقتصادية نشطة، من خلال إنعاش الاقتصاد وإطلاق مشاريع جديدة لتنمية مختلف المجالات، كمجال الآثار والسياحة والثقافة والتعليم والفنون، بالإضافة إلى إنعاش القطاع الوظيفي لتوفير فرص عمل جديدة والارتقاء بجودة الحياة في العلا.
كما يتم الاهتمام بعدة وجهات سياحية وحضارية في المملكة من أبها حيث أزهار شجرة الجاكرندا البنفسجية والمناطق التي تشتهر بصناعة الفخار في الأحساء، ومن حزم الجلاميد بين عرعر وطريف شمال شرقي المملكة. ومنطقة جازان، والسوق الشعبية في العارضة.
اهتمت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية باستكشاف الكهوف والدحول في عدد من مناطق المملكة لاسيما في مناطق الغطاء الرسوبي في المناطق (الوسطى، والشمالية، والشرقية) وفي المنطقة الغربية في صخور الدرع العربي (الحرات البركانية البازلتية) التي ينتشر بها العديد من كهوف الأنابيب والأنفاق (السراديب) البازلتية.
يأتي ذلك في إطار اهتمام المملكة بأهمية استغلال الكهوف من الناحية السياحية، وتعميق الاستفادة منها كثروة سياحية اقتصادية إذ تعد سياحة الكهوف من الأنشطة السياحية الداخلية
يرى الخطيب أن التحدي الأهم في هذه المرحلة يكمن في أمرين هما معالجة النتائج المباشرة للأزمة، وضمان استعادة الثقة بالقطاع السياحي, مؤكداً أن هذا التحدي يتطلب التنسيق والعمل المشترك بين الدول العربية، مع توفير أعلى المعايير الصحية للسفر الآمن، والتركيز على الخدمات التي تجعلهم السياح يشعرون بالأمن والأمان والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال.
أكثر من 80 مليون موظف بالقطاع السياحي العربي، أو جزءًا منهم، معرضون لفقد وظائفهم من جراء تداعيات أزمة جائحة كورونا العالمية.
بحسب الأرقام الصادرة عن مجموعة إكسبيديا للربع الرابع من العام 2019، شهد عدد السياح السعوديين الوافدين إلى الإمارات نمواً ملحوظاً. فقد استطاعت دبي استقطاب عدد لا يُستهان به من السيّاح السعوديين،إذ يشكّلون أكبر عدد من السياح في دول مجلس التعاون الخليجي مع أكثر من 1.25 مليون زائر.
يشير تقرير، صادر قبل انعقاد ملتقى “سوق السفر العربين أن السياح السعوديي قد قاموا بـ 1.4 مليون رحلة سياحية لزيارة مصر خلال عام 2019.وبحسب التقرير، يتوقع أن يصل عدد السياح السعوديين القادمين لمصر إلى 1.8 مليون فى عام 2024 بمعدل نمو 5% سنويا.وفيما يتعلق بالإنفاق السياحي ، أنفق السياح السعوديون 633 مليون دولار في عام 2019.