- سيجتمع خبراء من جميع أنحاء العالم في ميدلاب الشرق الأوسط لمناقشة تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع المختبرات
- سوف يعمل الذكاء الاصطناعي على تسريع عملية اتخاذ القرار والتشخيص، مما سيحدث ثورة في أنظمة الرعاية الصحية
- من المتوقع أن يصل الذكاء الاصطناعي العالمي في سوق اكتشاف الأدوية إلى 24.7 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2029
يعتمد قطاع الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لتسريع التقدم العلمي وتطوير علاجات جديدة وتحسين النتائج الصحية عبر مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، حيث يستعد ميدلاب الشرق الأوسط 2024 للتركيز أكثر على الدور المحوري الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في المختبرات عندما يجتمع نخبة من أبرز الخبراء العالميين في هذا الحدث الذي يقام في الفترة الممتدة من 5 إلى 8 فبراير في مركز دبي التجاري العالمي.
يحظى استخدام الذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي باهتمام كبير في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم من عدد من المبادرات والسياسات الحكومية، حيث تستخدم العديد من شركات الرعاية الصحية في دبي بنجاح تقنية التصوير الطبي القائمة على الذكاء الاصطناعي، وقد اعتمدت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) تقنية التصوير الطبي القائمة على الذكاء الاصطناعي للكشف الآلي عن سرطان الثدي وأمراض الرئة، فيما أعلنت المملكة العربية السعودية في شهر أكتوبر الماضي عن أول اختبارات لفحص العين تعمل بالذكاء الاصطناعي في البلاد والتي يمكن أن توفر تشخيصًا دقيقًا لاعتلال الشبكية السكري، وتبسيط الفحص وتوفير الوقت والتكاليف.
ويساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في تسريع اكتشاف أدوية جديدة، وهي عملية تتضمن عادةً اختبار مركبات كيميائية مختلفة والتي يمكن أن يكون هناك الملايين منها، حيث سيقوم الذكاء الاصطناعي بإجراء التجربة من خلال الحاسوب والتوصل إلى أفضل مزيج للدواء، ووفقًا لأبحاث سوق داتا بريدج، فإنه من المتوقع أن يصل الذكاء الاصطناعي العالمي في سوق اكتشاف الأدوية إلى 24.7 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2029، بمعدل نمو قدره 53.3 % سنويًا.
سيتحدث البروفيسور حسن عجيل، مدير مركز الحوسبة المرئية والأنظمة الذكية بجامعة برادفورد بالمملكة المتحدة خلال ميدلاب الشرق الأوسط كجزء من جلسة “الرقمنة والأتمتة والابتكار”، في اليوم الثاني من مؤتمر الجيل القادم، حيث قاد البروفيسور أوجيل عملية تطوير أداة رائدة للذكاء الاصطناعي تسمى “OrQA” (تقييم جودة الأعضاء)، والتي تعمل على تقييم جودة الأعضاء البشرية القابلة للزراعة.
عندما يتعلق الأمر بتقييم الأعضاء من أجل زرعها، فإن الوقت حينها يعد عاملاً حاسمًا، ويمكن لـ OrQA تقديم تحليل مفصل وموثوق في غضون ثوانٍ، وتستخدم طريقة الذكاء الاصطناعي نظام تسجيل لتصنيف الأعضاء بين صفر وخمسة، حيث تكون الأعضاء التي تسجل أقل من أربعة مناسبة للاستخدام.
وفي هذا السياق وضح البروفيسور أوجيل قائلاً: “نحن نستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتدريب خوارزمية التعلم الآلي وعملنا مع عدد من الجراحين “لتسجيل” مجموعة من الأعضاء، ثم تتعرف الآلة بعد ذلك على النتائج إلى جانب خصائص أخرى مثل لون العضو وملمسه وشكله”.
وأضاف أوجيل قائلاً: «عندما يصبح أحد الأعضاء متاحًا للزراعة عادةً، فإنه يتعين عليك جمع الخبراء في أسرع وقت ممكن لإجراء تقييم، ومن خلال استخدام تطبيق OrQA، يمكن تحميل صورة لهذا العضو وستوفر النتيجة بسرعة، إنه تطبيق ممتاز للذكاء الاصطناعي للاستخدام الحقيقي للرعاية الصحية ويساعد الجراحين على اتخاذ أفضل القرارات في أسرع وقت ممكن”.
هذا ويعد المشروع الذي تبلغ قيمته 1.2 مليون جنيه إسترليني بتمويل من المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية في المملكة المتحدة بمثابة تعاون بين جامعة برادفورد وجامعة نيوكاسل وجامعة أكسفورد ويمكن أن يؤدي إلى حصول 200 مريض إضافي على عمليات زرع الكلى المنقذة للحياة و100 عملية زرع كبد إضافية سنويًا، مما قد يوفر ملايين الجنيهات الاسترلينية لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، كما أن هناك خطط لنشر الأداة في جميع أنحاء العالم في العام المقبل.
وفي أكتوبر 2023، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن إطلاق أول مركز للتميز (COE) للذكاء الاصطناعي، وإحدى الخدمات التي يقدمها مركز التميز هي مركز التبرع بالأعضاء وزراعتها، حيث يساعد هذا المركز على مطابقة المتبرعين والمرضى من خلال تحليل نتائج الاختبارات، مما يساعد على تسهيل عمليات زرع الأعضاء وتحديد أولويات الحالات الحرجة داخل الدولة وخارجها، بالإضافة إلى ذلك سيتم استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل نتائج الفحوصات الإشعاعية، والتي من المتوقع أن تزيد من كفاءة التشخيص، كما من المقرر أن يطلق المركز مختبرًا للذكاء الاصطناعي في الأسابيع المقبلة.
من جهته قال توم كولمان، مدير معرض “ميدلاب – إنفورما ماركيتس للرعاية الصحية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “إن دمج الذكاء الاصطناعي في الممارسات المختبرية يعيد بالفعل تعريف مشهد الاكتشافات العلمية ويدفع الابتكار في مجال الرعاية الصحية، حيث ستستمر الحاجة إلى الذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي بالنمو في السنوات القادمة”.
وأضاف كولمان قائلاً: “إن تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على معالجة البيانات وتحليلها بسرعة ودقة أكبر مما يؤدي إلى رؤى جديدة في مختلف مجالات الدراسة، ونحن متحمسون للغاية لتسليط الضوء على هذا المجال المثير للرعاية الصحية خلال معرض ميدلاب الشرق الأوسط 2024”.
وستركز النسخة الثالثة والعشرون من ميدلاب الشرق الأوسط على إحداث ثورة في الطب المخبري وعرض الحلول المستدامة، حيث سيتم استكشاف طب الجيل القادم في المعرض كجزء من المنطقة الجديدة للمعرض هذا العام بالشراكة مع اكسبريس ميد التشخيص والأبحاث، إذ تشمل فئات المنتجات المعروضة كلاً من: التكنولوجيا والابتكار والخدمات العامة والتصوير والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والمختبرات والمعدات الطبية والأدوية والتغذية.