في زمن تحقيق الأحلام، وبلغة مختلفة للتعبير عن التميز، ووفق نظرة أعمق على قواعد الرقي الفكري، وضعت الدكتورة إيمان هباس المطيري (المولودة عام 1970) وصفة سحرية بين تخصصها في علم «الكيمياء» وبين «الكيمياء» الخفية الرابطة بين بصمة التميز وقوة الإنجاز، بحثاً عن الجزء المرئي من الإرث الحضاري.
وفي موعد مع الذات لصناعة الفارق وتمكين المرأة القوية الطموحة من استحقاقها، أعطت المعنى الراسخ لعدم وجود خطوط أمام مهارات المرأة في المجالات العلمية والمهنية والقيادية والإدارية؛ عطاءً وتأهيلاً، ولاءً وإبداعاً، إثراءً وعملاً، فجمعت بين «الكيمياء» كباحثة، و«التدريس» كأديمية، و«المسؤولية» كمساعدة لوزير التجارة والاستثمار.
لم يكن تخصصها العلمي في «الكيمياء» حاجزاً في التوجه إلى مجالات إدارية؛ فجمعت في كنانتها أسهماً في تخصصات أخرى؛ الطب الوقائي، علم الوراثة، الخدمات الصحية والاجتماعية، وإدارة الموارد البشرية والاقتصادية والتجارية؛ في «شهر عسل» علمي وإداري متفوق إنجازاً وحصاداً، وعندما تخلت عن مقعدها الأكاديمي في عمر الـ 23 ربيعاً حلقت بحلم «الأستاذية» في علم الجينات عقبها انطلاق إلى المراكز القيادية.
في عصر العولمة والتغيير المستمر، كانت إحدى عناصر التميز وضمان الجودة النوعية كشعار أساسي، بمزيج من المواهب الفطرية، واليقظة العقلية، والتعمقات الفكرية، والإبداع بالعبقرية، فأعطت معاني للأفكار، واكتشفت الجديد من التفكير الإبداعي، وخرجت بنتائج عملية أصيلة.
وإنصاتاً للصوت الداخلي المتوثب، ومهارات القيادة النابعة من الذات أولاً، وفي طموح قيادي متقد، انعطفت بها الطموحات لتسافر إلى المستقبل باتجاه قيادة التحول في وزارة الشؤون الاجتماعية والهيئة العامة للاستثمار، ووصولا إلى استدامة للاقتصاد المعرفي، فعملت على تقديم نماذج لاحتضان المشروعات ذات القيمة العلمية والاقتصادية، ومأسسة وتحسين أداء الأعمال في القطاع الخاص وتحفيزه للمشاركة في التنمية الاقتصادية عبر المركز الوطني للتنافسية «تيسير» كرئيس تنفيذي له.
إذا كان البعض يعتقد أن المرأة ليست قيادية، فإنه لم يقرأ جيداً سيرة المطيري ككيان نسائي عمل في المجالات العلمية والعملية والبحثية لبرامج أكاديمية وصحية واستثمارية واجتماعية، أثبتت فيها حضوراً لافتاً، وحققت احترافاً ناجعاً، وبطموح علمي متقد أصبحت رقماً مهماً في معادلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ولم يتوقف أمامها قطار المناصب القيادية داخل عملاق النفط السعودي (أرامكو)؛ ففي مركز «جونز هوبكنز الطبي» التابع لشركة أرامكو طبَّقت نموذجا جديدا للرعاية الصحية بتعزيز أساليب المتابعة الطبية وفق المعايير العلمية في مناصب: مستشار طب وقائي (2003 ـ 2006)، رئيس قسم العلاقات الطبية والقائم بأعمال مدير خدمات الدعم الفني الطبي ورئيس قسم الجودة وسلامة المرضى (2007 ـ 2010)، رئيس قسم تخطيط القوى العاملة والتحليلات (2010 ـ 2011)، ومدير مشروع التحول للقياديين ببرنامج الشركة للتحول الإستراتيجي المتسارع (2011 ـ 2012).