هل يمكن أن يكون محاميك في المستقبل روبوتا؟ قد يبدو الأمر بعيدا، بيد أن أنظمة برمجيات الذكاء الاصطناعي، وهي برامج كمبيوتر يمكنها التحديث و”التفكير” من تلقاء نفسها، تستخدم على نطاق واسع في الدوائر القانونية.
وبحسب موقع “بي بي سي” يساعد الروبوت المستخدمين على صياغة الخطابات القانونية، وما عليك سوى أن تخبر برنامج الدردشة الآلي الخاص بالبرنامج عن مشكلتك، مثل تقديم طعن على فرض غرامة انتظار سيارات، وسيقترح عليك ما يعتقد أنه أفضل صيغة قانونية يمكنك استخدامها.
ويقول، “يستطيع المستخدمون كتابة مرافعتهم بكلماتهم الخاصة، ثم يطابق برنامج مزود بنموذج تعلم آلي هذه الكتابة ويصيغها بطريقة صحيحة قانونيا”.
وقد يساورك اعتقاد بأن المحامين البشر يخشون من تعدي الذكاء الاصطناعي على مجال عملهم، بيد أن أناسا يعربون عن سعادتهم، إذ يمكنهم استخدام البرنامج لمساعدتهم على البحث السريع عن كميات هائلة من وثائق القضية وفرزها.
وتقول سالي هوبسون، المحامية في شركة محاماة “ذا جروب 36” ومقرها لندن، وهي تعمل في القضايا الجنائية، إنها استخدمت أخيرا الذكاء الاصطناعي أثناء محاكمة في جريمة قتل معقدة، وتضمنت القضية الحاجة إلى تحليل ما يزيد على عشرة آلاف وثيقة بسرعة.
استطاع البرنامج إنجاز المهمة في وقت أسرع أربعة أسابيع مما كان سيستغرقه البشر، ما وفر 50 ألف جنيه استرليني في هذه العملية.
وتقول إلينور ويفر، الرئيس التنفيذي لشركة “ليوميناس”، التي تصنع البرنامج الذي تستخدمه هوبسون، إن المحامين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لأغراض المساعدة “أصبحوا شيئا طبيعيا ولم يعد الأمر ترفا”.
ويستخدم البرنامج ما يزيد على 300 شركة محاماة أخرى في 55 دولة، ويعمل بـ80 لغة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي لا يساعد المحامين على عملية فرز الأدلة بالمستندات فحسب، بل يمكنه أن يساعدهم على إعداد وتنظيم قضيتهم، والبحث عن أي سوابق قانونية ذات صلة
