أدت تكنولوجيا مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الآونة الأخيرة، دورًا كبيرًا في تشكيل وعي ووجدان رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة؛ لما تقدمه من وسائل إبهار ومواكبة لكل ما هو جديد في الاقتصاد العالمي وسوق العمل وعلى الساحة التكنولوجية الحديثة، فمواقع التواصل تحمل بين ثناياها الكثير من النواحي الإيجابية التي قد يستفيد منها رواد الأعمال، ولعل أبرزها رفع مستوى الوعي بمفاهيم ريادة الأعمال وسوق العمل والاستراتيجيات الحديثة للمشاريع التي تتناسب مع الوسائل التكنولوجية المتطورة؛ من خلال الاطلاع على ما يحدث في السوق العالمي لحظة بلحظة.
ولم تقف مواقع التواصل عند هذا الحد، بل أسهمت بشكل كبير في الارتقاء بسقف طموحات رواد الأعمال، إذن، يُمكننا القول بأن مواقع التواصل تُعد بمثابة الهيئة الاستشارية المجانية التي تقدم كل المعلومات التي يحتاجها رواد الأعمال، فآراء مستخدمي تلك المواقع السلبية أو الإيجابية وكذلك النقدية ستساهم بشكل كبير فى رفع مستوى الأداء وخطط تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وبلا شك ساهمت تلك المواقع في بناء علاقة قوية _بطريقة مباشرة_ بين الشركات أو العلامات التجارية والمستهلكين لها؛ حيث أصبح 80% من هؤلاء المستهلكين يعتمدون بشكل أساسي على هذه المواقع في عملية التوجيه الشرائي والاستهلاكي، وأفادت بعض الدراسات المتخصصة في تكنولوجيا التواصل الاجتماعي بأن 45% من مستخدمي شبكة «فيسبوك» يتابعون الصفحات التجارية التي تلبي احتياجاتهم الاستهلاكية، وعلى مستوى العالم، وصل مبلغ الإنفاق الشرائي للمستهلكين عبر مواقع التواصل المختلفة كـ”فيسبوك وإنستجرام” إلى 327 مليار دولار سنويًا.
مواقع التواصل وتأثيرها في رواد الأعمال
ربما لاحظنا خلال الفترة الأخيرة أن مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت تأثيرًا إيجابيًا في حياة الشباب من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة؛ حيث أتاحت الفرصة الحقيقية للتواصل المستمر بين رواد الأعمال وكبار المتخصصين والخبراء في عالم ريادة الأعمال، بل طال هذا التواصل أيضًا أصحاب المشاريع العملاقة لتحقيق أقصى استفادة من تجاربهم الناجحة ومعرفة الطرق الصحيحة والاستراتيجيات الأساسية التي ينبغي على رواد الأعمال انتهاجها في مرحلة تأسيس مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، واستقطاب عدد أكبر من المستهلكين.
مواقع التواصل وتشكيل وعي الجمهور
في هذا الصدد، تؤكد عدد من الدراسات أهمية الدور الذي تؤديه مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل وعي الجمهور بالمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات، لأنها أصبحت أداة أساسية لترويج العلامات التجارية والخدمات أو المنتجات التي تقدمها بديلاً عن الوسائل التقليدية التي كانت تُكبد أصحاب الشركات تكاليف باهظة دون أن تحقق الهدف المطلوب، أو تلبي احتياجات العميل، وعلى العكس من ذلك تضمن أدوات التواصل احتياجات العميل في التواصل بشكل مباشر، وفي أي وقت مع الشركات المختلفة.
كما ذكرنا، فإن مواقع التواصل الاجتماعي تُعدمصدرًا مهمًا لتسويق المنتجات؛ وذلك لأنها تضم المليارات من البشر المهتمين بمجالات مختلفة، ويمكن لكل مشروع أن يستهدف عملاءه من خلال إطلاق العديد من الحملات التسويقية والترويجية المدفوعة.
وأتاحت مواقع التوصل، أيضًا، لرواد الأعمال إمكانية توفير الرغبة الحقيقية في الشراء لدى المستخدمين أو الأعضاء، فمثلاً عندما تعرض شركة ما منتج أو خدمة جديدة بطريقة جذابة فإن مجموعة من المشاهدين ستتكون لديهم الرغبة في الشراء ويصبحون عملاء محتملين؛ حيث تعتبر هذه المواقع من أكثر الأدوات التي يُمكن من خلالها التواصل مع العملاء؛ وذلك لأن أغلب الشركات لها صفحات خاصة بها ويمكن لأي عميل أن يدخل ويدلي برأيه أو يطلب تصحيح شيء ما أو حتى ينتقد الأداء، وبالطبع تطلع الشركة على كل الآراء والطلبات وتعمل على توصيل أعلى قيمة ممكنة لعملائها.
في نهاية المطاف، في ظل التطور المتسارع الذي تشهده تكنولوجيا مواقع التواصل الاجتماعي يومًا تلو الآخر، لا تزال مواقع التواصل هي البوابة الأولى لرواد الأعمال، والتي يُمكن الاعتماد عليها في تحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة وملموسة الأثر، ومن خلالها ستجد الملايين من العملاء المهتمين بالخدمات التي بقدمها مشروعك الخاص، وكل ما ينبغي عليك فعله هو أن تستهدف عملاءك بطريقة صحيحة.