بناتي وأبنائي،
الحضور الكريم،
بداية أود أن أعرب عن بالغ تقديري لكل الجهود المخلصة التي تبذل في سبيل خدمة هذا الوطن، وأخص منها تلك الجهود المتعلقة برعاية وتمكين بناتنا وأبنائنا من ذوي القدرات الخاصة …أصحاب الهمم والعزيمة.
بناتى وأبنائى،
أتحدث إليكم اليوم في هذه المناسبة التي أضحت تقليداً ممتداً ومستمراً، وليصبح احتفالنا بكم ومعكم اليوم، تحت شعار “قادرون باختلاف”، واحداً من الملتقيات التي نحرص أن تكون فرصة لنا جميعاً بأن نلتقي كل عام لنستمد منكم العزيمة والإصرار والتحدي والقدرة على العطاء، وأشعر أن هذا الاحتفال ما هو إلا تكريماً وتكريساً للاجتهاد في سبيل خدمة هذا الوطن وتعبيراً صادقاً عن يقيننا الراسخ في إمكاناتكم وقدراتكم التي تزداد مساهماتها يوماً بعد يوم في صياغة حاضر هذا الوطن وبناء مستقبله.
وأقولها لكم وبصدق …أنني أدرك جيداً أن المجتمع الذي يقدر أبنائه من ذوي القدرات الخاصة ويسخر لهم كل الدعم والرعاية الممكنة، هو المجتمع الأقرب إلى تحقيق أكبر معدلات من التنمية والتقدم والنهضة الشاملة في جميع المجالات.. مجتمع يرفع من شأن أبنائه ويقدر إنجازاتهم، ويرى تمكينهم ودمجهم في شتى مجالات الحياة غاية نبيلة وسامية.
الحضور الكريم،
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نري أبنائنا وبناتنا من ذوي القدرات الخاصة يحققون العديد من النتائج غير المسبوقة في مختلف المجالات، وهو ما يثبت مدى قدرتهم على تحدى الصعوبات والتغلب عليها، كما أن الدولة تولى عناية خاصة بأبنائها من ذوي القدرات الخاصة إيماناً بقدراتهم وإمكانياتهم، فنعمل على رفع كفاءاتهم وتنمية مهاراتهم من خلال توفير الخدمات التدريبية والتأهيلية لهم، بجانب اكتشاف مواهبهم ورعايتهم ودعمهم، تأكيداً لأهمية المشاركة المجتمعية الفعالة.
كما أغتنم هذه الفرصة لأؤكد ما تقوم به الدولة من إجراءات في هذا الشأن، وأطالب الحكومة بترسيخ وتعزيز تلك الإجراءات التنفيذية في إطار تمكين بناتنا وأبنائنا من ذوى القدرات الخاصة وتعزيز مشاركتهم المجتمعية وضماناً لحقوقهم وتفوقهم في شتى المجالات، فعلى صعيد قطاع التعليم، تسعى الدولة إلى تعميق الوعى وصقل قدرات وإمكانات المدارس والمدرسين بكيفية الطرق الحديثة في التعامل مع ذوى القدرات الخاصة، وعلى صعيد قطاعات الإنتاج الفني والثقافي ينبغي إنتاج العديد من البرامج والأعمال الدرامية والثقافية التي تعكس قدرات وإمكانات وإنجازات وإسهامات ذوى القدرات الخاصة، وعلى صعيد قطاع الشباب والرياضة هناك ضرورة لتوفير مدربين مؤهلين ومتخصصين في كافة المنشآت الشبابية والرياضية في المحافظات كافة على دراية كاملة بآليات التعامل مع ذوى القدرات الخاصة، مع أهمية البدء الفوري بالتواصل مع مؤسسات القطاع الخاص لإطلاق برامج ومشروعات رعاية الموهوبين والمبدعين منهم في مختلف المجالات وخاصةً الرياضية منها.
وفى مجال التشغيل والتدريب، يجب وضع برامج تدريبية لذوي القدرات الخاصة لتخريج دفعات متتالية لديها من الإمكانات والقدرات والمهارات ما يؤهلها للالتحاق والحصول على فرص عمل حقيقية بجميع قطاعات الدولة.
أما على صعيد نشر الوعي بحقوق الأشخاص ذوي القدرات الخاصة، أطالب جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص بالعمل على مكافحة ظاهرة التنمر، سواء من خلال صياغة التشريعات التي تجرم ممارسة تلك الظاهرة، أو عن طريق مواجهتها إعلامياً من خلال وسائل الإعلام المختلفة والأعمال الدرامية، أو من خلال الإجراءات التنفيذية لمؤسسات الدولة المختلفة.
بناتي وأبنائي من ذوي القدرات الخاصة، أصحاب الهمم والعزيمة،
إن تلبية احتياجاتكم وتحقيق تطلعاتكم وطموحاتكم ووضعها في مقدمة أجندة العمل الوطني تمثل الركيزة الأساسية وأحد أهم مقومات بناء الدولة في مختلف المجتمعات، لا سيما في هذا البلد الذي يزخر بثروة شبابية من ذوي القدرات الخاصة يرفعون علم وطنهم عالياً في شتى المحافل والمناسبات والبطولات.
وفقنا الله لما فيه الخير دائماً،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”