حظي المسجد النبوي بالمدينة المنورة باهتمام كبير من قادة هذه البلاد المباركة بعد أن كانت الأوضاع الأمنية قبل الحكم السعودي مضطربة في الجزيرة العربية ولم تكن فيها آمنة مستقرة وكان الطريق إلى المدينة المنورة يتعرض سالكوه لأعمال سلب ونهب وقتل حتى تأسست الدولة السعودية الأولى على يدي الإمام محمد بن سعود الذي كان من اهتماماته تأمين سير قوافل الحجاج والمعتمرين.
وقال الدكتور أحمد العرف أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد بجامعة القصيم : لقد كانت الأوضاع الأمنية في الجزيرة العربية قبل الحكم السعودي مضطربة ولم يكن استتباب الأمن على ما يرام و بعدما أدى الإمام سعود بن عبدالعزيز فريضة الحج عام 1221 هـ زار المدينة المنورة وتفقد أوضاعها وضبط أمورها وأقام فيها أياما ثم زارها في العام الذي يليه 1222 هـ بعد أداء فريضة الحج وتفقد أحوال أهلها وبعدما اطمأن على أحوال الناس غادر إلى الدرعية.
وبعد أن أسس الملك عبدالعزيز آل سعود الدولة السعودية الثالثة ووحدها باسم المملكة العربية السعودية تواصل الاهتمام بالحرمين الشريفين على نطاق واسع ومضى على نهجه أبناؤه الملوك البررة حتى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليشهد المسجد النبوي أكبر توسعة وعمارة عبر التاريخ يوازيها اهتمام كبير لخدمة المصلين والزائرين وتقديم كل سبل الرعاية لهم عبر مختلف أجهزتها الرسمية ليؤدي قاصدو المسجد النبوي عبادتهم بكل يسر وطمأنينة.
وشهد المسجد النبوي أعمال توسعة وإصلاح في عهد المؤسس بعد أن لوحظ في 1365 هـ تصدعا في بعض العقود الشمالية وتفتتا في حجارة الأعمدة في تلك الجهة بشكل ملفت للنظر فأصدر أمره بعد دراسة المشروع بإجراء العمارة والتوسعة للمسجد وصرف ما يحتاجه المشروع من نفقات دون قيد أو شرط مع توسيع الطرق حوله.
وأعلن الملك عبد العزيز في خطاب رسمي سنة 1368 هـ عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف والبدء بالمشروع وفي سنة 1370 هـ بدأت أعمال الهدم للمباني المجاورة للمسجد النبوي الشريف وفي ربيع الأول 1374 هـ احتفل بوضع حجر الأساس للمشروع بحضور ممثلين عن عدد من الدول الإسلامية.
وتوالت عمليات العمارة والتوسعة للحرم النبوي في عهد أبناء الملك عبدالعزيز وواصل الملك سلمان بن عبدالعزيز نيل هذا الشرف والمجد الذي يتوارثه قادة هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها كيف لا وهو الذي يؤكد في كل محفل على أهمية المسيرة وفخر المملكة قادة وشعبا بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما والحرص على متابعة العمل في مشروعات التوسعة الكبرى للحرمين الشريفين التي تصب جميعها في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى أرجاء المعمورة لتشكل لوحة فخر وشرف خاص ناله قادة هذه البلاد منذ تأسيسها بخدمة الحاج والمعتمر والزائر ليؤدي كل منهم عبادته بكل يسر وراحة واطمئنان.
وظلت جهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في خدمة الحرمين الشريفين خير شاهد على اعتزازهما بهذا الشرف فكلما قصد زائر أو معتمر الحرمين الشريفين إلا ونفسه تلهج بالشكر لله ثم لولاة الأمر على ما يجده من راحة وطمأنينة في المسجد الحرام والمسجد النبوي.