فاقمت الحرب الدائرة في أوكرانيا اضطرابات سوق السيارات بفعل أزمة أشباه الموصلات والتضخم، إذ أكدت شركتا رينو الفرنسية وصناعة الشاحنات الثقيلة والحافلات السويدية “فولفو”، أنه يصعب التنبؤ بتطورات السوق حاليا مع نقص قدرات الشحن والنقل.
وتفصيليا، قال تيري بيتون، المدير المالي في “رينو”، في بيان: إن “السوق اضطربت بشدة جراء الصراع الدائر في أوكرانيا وأزمة أشباه الموصلات والتضخم”.
وتشير تقديرات “رينو” إلى أن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية ستتسبب في خفض إنتاج الشركة بواقع 300 ألف سيارة تقريبا خلال العام الجاري، لاسيما خلال النصف الأول.
وتدرس “رينو” بيع جزء من حصتها في “نيسان موتور” اليابانية، في خطوة قد تؤدي إلى توفير مليارات اليوروهات من أجل التحول إلى تصنيع السيارات الكهربائية وخفض التوترات مع الشركة اليابانية، حيث يربطهما تحالف وشراكة منذ فترة طويلة.
ونقلت وكالة “بلومبيرج” للأنباء عن المصادر، التي رفضت الكشف، عن هويتها قولها: إن نيسان ربما تريد شراء بعض من أسهمها المملوكة لشركة رينو التي يبلغ عددها 1.83 مليار سهم.
وأضافت المصادر، أن “رينو” قد تسعى أيضا إلى بيع جزء من أسهمها التي تبلغ 43 في المائة في “نيسان” إلى أطراف أخرى.
وارتفعت أسهم “رينو” 8.3 في المائة خلال التعاملات صباح أمس في بورصة باريس. ومن خلال خفض حصتها التي تبلغ قيمتها 983.5 مليار ين “7.1 مليار يورو” في “نيسان”، فإن “رينو” ستكون مقبلة على عملية دقيقة حتى لا تزعزع استقرار التحالف القائم بين الشركتين منذ 23 عاما. وتمتلك “نيسان” 15 في المائة من أسهم “رينو”، وليس لها حقوق تصويتية على قرارات الشركة الفرنسية.
وتراجعت عائدات شركة رينو الفرنسية للسيارات بوتيرة أقل من التوقعات خلال الربع الأول من العام الجاري، في الوقت الذي تواجه فيه الشركة أزمة نقص الرقائق الإلكترونية التي تدخل في صناعة السيارات، والتراجع الحاد في مبيعاتها في روسيا بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وذكرت الشركة أمس، أن عائداتها تراجعت خلال الربع الأول من العام الجاري 2.7 في المائة، لتصل إلى 9.75 مليار يورو “10.6 مليار دولار”، لتتفوق على تقديرات وكالة “بلومبيرج” للأنباء التي كانت تتوقع أن تصل عائدات “رينو” إلى 9.27 مليار يورو. وكان التراجع في عائدات “رينو” متوقعا في ظل انخفاض حجم مبيعات الشركة على مستوى العالم 17 في المائة خلال الربع الأول، بما في ذلك تراجع 34 في المائة في روسيا، وهي ثاني أكبر أسواق الشركة، بحسب بيانات نشرت في وقت سابق هذا الأسبوع.
وكانت “رينو” قد أعلنت الشهر الماضي اعتزامها الانسحاب من روسيا، لكنها لم تكشف بعد عن تفاصيل هذه الخطوة، سوى أنها أوقفت العمل في مصنع لتجميع السيارات في موسكو.
وباستبعاد أنشطة “أفتوفاز” و”رينو روسيا” حققت الشركة مبيعات قيمتها 8.9 مليار يورو بانخفاض 1.1 في المائة على أساس سنوي. يأتي هذا التراجع مع انخفاض مبيعات الشركة بأكثر من 17 في المائة مقارنة بالربع الأول من 2021 إلى 552 ألف سيارة، وهي أقل مبيعات فصلية تسجلها الشركة منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2009.
وقالت الشركة: إن مبيعاتها من السيارات الكهربائية بالكامل والسيارات الهجينة زادت 13 في المائة وشكلت 36 في المائة من المبيعات.
إلى ذلك، أعلنت شركة صناعة الشاحنات الثقيلة والحافلات السويدية “فولفو”، أمس، تحقيق أرباح ربع سنوية أفضل من التوقعات بعد زيادة أسعار منتجاتها للتعامل مع ارتفاع معدل التضخم ونقص مستلزمات الإنتاج.
وحققت “فولفو” خلال الربع الأول من العام الحالي أرباح تشغيل بقيمة 12.68 مليار كورون سويدي “1.33 مليار دولار” بزيادة سنوية 7 في المائة، في حين كان المحللون يتوقعون أرباح تشغيل بقيمة 10.44 مليار كورون.
وقالت الشركة: إنه في حين كان الطلب قويا على شاحنات رينو وماك وفولفو التي تنتجها، فإنها كانت متحفظة في تلقي طلبات الشراء بسبب مشكلات سلاسل الإمداد، مشيرة إلى انخفاض عدد الشاحنات المطلوبة لديها خلال الربع الأول 47 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب “الألمانية”، قال مارتن لوندشتديت، الرئيس التنفيذي للشركة، “نفعل كل شيء لتقليل فترات الانتظار الطويلة من جانب عملائنا لتسلم شاحناتهم.. ورغم ذلك، فإن الموقف في سلسلة الإمدادت العالمية لأشباه الموصلات وغيرها من المكونات ما زال غير مستقر، ويسوده الاضطراب، ومن الصعب التنبؤ بتطوراته، مع نقص قدرات الشحن والنقل”.
وفولفو للشاحنات والحافلات ليس لها أي صلة بشركة فولفو كارز لسيارات الركوب والمملوكة لمستثمرين صينيين.
وفي سياق متصل بقطاع السيارات العالمي، أصدرت شركة فيراري الإيطالية للسيارات الرياضية الفارهة مذكرة لاستدعاء 2222 سيارة في الصين بسبب مشكلات فنية في المكابح.
وتشير بيانات خدمة “بلومبيرج أنتليجنس” للأبحاث التسويقية إلى أن هذا العدد يمثل تقريبا جميع سيارات فيراري التي بيعت في الصين منذ 2018.
وجاء في مذكرة على الموقع الإلكتروني للهيئة الحكومية لضوابط السوق في الصين، أن قرار الاستدعاء يشمل 458 سيارة طراز إيطاليا، و258 سيارة طراز سبيسيال، و488 سيارة سبايدر، و488 سيارة جي.تي.بي، ويراوح تاريخ تصنيع هذا السيارات ما بين 2 (مارس) 2010 حتى 12 (مارس) 2019.
وجاء في المذكرة، أن “السيارات المشمولة في طلب الاستدعاء، تتزايد لديها احتمالات حدوث تسريب في زيت المكابح، ما يقلل من كفاءة نظام المكابح أو يعطله”.
ونصحت المذكرة قائدي هذه السيارات بتوخي الحذر أثناء القيادة، وإذا ما أظهرت السيارة أي إشارة تحذيرية من نقص زيت المكابح، فلا بد من التوقف على الفور والاستعانة بعربة لقطر السيارة.
ويبدأ استدعاء السيارات المذكورة ابتداء من 30 (مايو) المقبل.