يُعتبَر منتجع ذا دولدر غراند معلماً متميّزاً يتربع على قمة تلّة مطلّة على بحيرة زيورخ في سويسرا، متموضعاً على حافة غابة ألديسبيرغ المبهرة مع إطلالات أخّاذة على بحيرة زيورخ، وقلب المدينة النابض بالحيويّة وجبال الألب. ويعود تشييد منتجع ذا دولدر غراند الذي يحتفي بالأسلوب الهندسي السويسري إلى القرن التاسع عشر ليشكّل مذّاك ملاذاً مثاليّاً للاسترخاء. وقد مكث في ربوعه ضيوف من الطراز الرفيع، ومن بينهم شخصيّات تاريخيّة على غرار ونستون تشرشل، وألبرت أينشتاين وشاه إيران، بالإضافة إلى مبدعين ومشاهير من العصر الحديث مثل الأمير ويليام وليوناردو دي كابريو ومخرج ومنتج الأفلام الأسطوري ديفيد فينشر.
في عام 2008 تمت إضافة مَبنيّين من الزجاج والفولاذ على شكل جناحيين على جانبي المبنى الرئيسي. وشمل التمديد إنشاء مرافق جديدة مثل مركز السبا الممتدّ على مساحة 43 ألف قدم مربّع ومضاعفة عدد أماكن الإقامة مع ربط الغرف الجديدة بالغابة المحيطة. وفي إطار إعادة ترميم التصميم الداخلي للفندق، تمّ دمج وسائل الراحة العصريّة التي تشكّل جزءاً لا يتجزأ من الفنادق الفاخرة، مع الحفاظ على الإرث الهندسي الأصيل.
كما أن بعضاً من جدران الفندق مبني على طراز أخشاب شجر البتولا التي تسمح بتغلغل أشعّة الشمس داخل المبنى مشكلة مزيجاً ديناميكيّاً رائعاً ينصهر فيه النور والظلّ معاً، وتتباين أشكال الجدران بطريقة آسرة مع عناصر أخرى من تصاميم الفندق مثل الزجاج الحاضر في كافّة أرجاء المنتجع وحجر الجير المصقول الذي يغطي ردهة السبا. وبالإضافة إلى سماته الجماليّة، يشتهر منتجع ذا دولدر غراند بنهجه المستدام والصديق للبيئة. فعلى الرغم من أنّ المنتجع يغطّي اليوم مساحةً أكبر عقباً لإعادة الترميم، إلا أنّ المبنى الجديد يستهلك نصف طاقة المنشأة القديمة.
وبعد الترميم، ازدان الفندق بأكثر من 120 عملاً فنّياً. ولا شكّ في أنّ القطعة الأكثر إبهاراً تتمثّل في لوحة «Femmes metamorphosées – Les sept arts» بريشة الفنّان سلفادور دالي من العام 1957. وقد يقف بعض الضيوف في ذهول في ردهة الفندق عند رؤية رجل منهك القوى نائم على حقائبه في الزاوية، إلا أنّ عشّاق الفنان دوان هانسون سوف يتعرّفون فوراً على تمثال “المسافر” النحتي الذي يبدو وكأنّه إنسان حقيقي.
هذا ويعجّ منتجع ذا دولدر غراند بالمنحوتات الفنية، بدءاً من تمثال متكّئ مؤلّف من ثلاث قطع لهنري مونرو خارج أحد الأجنحة الجديدة، مروراً بمنحوتة Trolls Umbrella التي تأخذنا إلى عالم من نسج خيال الفنّان تاكاشي موراكامي، وصولاً إلى تمثال Zaftig Nana الزاخر بالألوان للفنّانة الفرنسيّة الأميركيّة نيكي دي سانت فال، والذي نفّذته صحيفة لوموند بالتعاون مع النحّات جان تينغلي.
وتمتدّ الأجنحة الفاخرة على مئات من الأمتار المربّعة، ويتألّف بعضها من طابقَين كما يضمّ حمّاماتٍ بخاريّةً، وأحواض استحمام دوامة وترّاسات فسيحة مطلّة على مناظر خلّابة. والجدير ذكره أنّ كلّ جناح يحمل بصمة “شخصيّة مبدعة” معيّنة. فجناح مايسترو مثلاً يحمل اسم قائد الأوركسترا هيربرت فون كارايان، ويتغنّى ديكوره بعناصر من عالم الموسيقى، بما فيها بيانو كبير وقيثارة. أمّا جناح 100 الرائع فمستوحى من فرقة رولينغ ستونز ونادي 100 Club الشهير في لندن، حيث تطغى على تصاميمه الألوان الداكنة مثل الأسود والأرجواني الغامق، في حين أنّ جناح ماسينا يحمل اسم الممثلة الإيطاليّة جيوليتا ماسينا ويحتفي بالأجواء الساحرة والفخمة التي طغت على حقبة الخمسينيات من القرن الماضي. وفي الوقت عينه، تمّ تصميم جناحَي تيراتزا وكاريتزا بألوان وأنماط مميّزة كفيلة بإرضاء ذوق الضيوف العرب بشكل خاص، بحيث تطغى عليها عناصر الذهب، والحجر والخشب.
كما يجسّد مطعم سولتز عملاً فنّياً آخر. فقد صمّم الفنّان رولف زاكس مساحة الطعام لتعكس الأجواء السويسريّة، بحيث يحاكي الضوء الأبيض النيوني على طول الجدار الأحمر تضاريس جبال الألب، ليتنعّم الضيوف بتجربة باعثة على الاسترخاء فيما يتلذّذون بتشكيلة من الأطباق الأصيلة.
وقد حاز الفندق الفاخر على تصنيف خمس نجوم من دليل فوربس للسفر في أبريل 2022، تقديراً للتجربة الاستثنائيّة التي يقدّمها للضيوف. ويعتبر دليل فوربس للسفر الذي بدأ في العام 1958 إحدى منصّات التصنيف الأساسيّة للفنادق والمطاعم ومراكز السبا الفاخرة اليوم.