أكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن حكومة دولة الإمارات ملتزمة بدعم الجهود الدولية لتعزيز الأمن الغذائي العالمي، وتبني نظم غذائية سليمة وصحية ومستدامة، لتحقيق مستهدفات التنمية الشاملة ومكافحة الجوع في العالم، بما يضمن تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمجتمعات.
جاء ذلك، خلال مشاركتها في جلسة بعنوان “تفادي أزمة غذاء عالمية” ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية الذي يعقد في الفترة من 22 إلى 26 مايو 2022، بعنوان: “العالم في نقطة تحول: السياسات الحكومية واستراتيجيات قطاع الأعمال”، بمشاركة أكثر من 2000 من المسؤولين الحكوميين وصناع القرار، والمفكرين والعلماء ونخبة من قيادات القطاع الخاص والأكاديمي لصياغة رؤى وأفكار جديدة تعزز جاهزية الحكومات والقطاع الخاص لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية وتحديد مسارات عمل مشتركة للمرحلة المقبلة وتطوير منظومة الفرص لمستقبل أفضل.
وقالت مريم المهيري إن ما يشهده العالم من متغيرات متسارعة يتطلب تعزيز التعاون الدولي والشراكات العالمية وتنسيق الجهود لتعزيز أمننا الغذائي وتفادي أزمة غذائية تطال الجميع، من خلال تبني مفاهيم وممارسات الاستدامة على أوسع نطاق، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين الحكومات والدول والقطاع الخاص، في ما يتعلق بإيجاد حلول مبتكرة وذات فاعلية لتوفير مصادر جديدة للغذاء تقوم على التكنولوجيا الحديثة بما يضمن تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية.
وأشارت إلى أهمية نقاشات المنتدى الاقتصادي العالمي في تحديد الأولويات العالمية والخطوات الواجب اتخاذها خلال هذه المرحلة لتفادي أزمة غذاء عالمية، ورفع الوعي بأهمية الشراكات العالمية وتنسيق الجهود
في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، وضرورة تعزيز الوعي بأهمية المحافظة على الموارد الطبيعية ومكافحة الهدر وتبني سلوكيات غذائية تحافظ على الموارد الطبيعية وتسهم في تحسين حياة الأفراد.
شارك في الجلسة معالي لي مين كاي نائب رئيس وزراء فيتنام، وديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، وجيه. إيريك فيرولد الرئيس التنفيذي لمجموعة سينغينتا، وفيليب اسدور امبانغو نائب رئيس جمهورية تنزانيا الاتحادية.
تحديات تهدد النظم الغذائية
وناقش المتحدثون التحديات التي تهدد النظم الغذائية في كل مكان، وسبل معالجتها للتخفيف من هذه الصدمات العالمية نتيجة ما يواجهه العالم من بوادر أزمة غذائية تعتبر الأسوأ منذ عقود، مدفوعة بالآثار المترتبة على تداعيات جائحة كورونا “كوفيد 19” وتغير المناخ والصراعات العالمية الحالية، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق لأسعار الغذاء والطاقة وزيادة الفقر والجوع.
وأكدوا أهمية توظيف التقنيات الحديثة في مختلف مجالات القطاع الزراعي وابتكار أفضل الحلول لإنتاج غذاء متنوع ومستدام وصحي وضمان استمرارية واستدامة سلاسل الإمداد في جميع الظروف والأزمات.
وتمثل النظم الغذائية ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم التي تؤثر على أكثر من 768 مليون شخص يعانون من الجوع، ويمثل التحول إلى نظم غذائية صفرية الانبعاثات أولوية وضرورة ملحة لمواجهة تحديات الجوع والتغذية، والمناخ والطبيعة.
يذكر أن دولة الإمارات تشارك بوفد رفيع المستوى في فعاليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، يضم عددا من الوزراء والمسؤولين في الحكومة الاتحادية، وكبار المسؤولين في حكومة أبوظبي وحكومة دبي، فيما يتحدث 7 من الوزراء في حكومة دولة الإمارات في جلسات رئيسية تغطي أبرز القطاعات المستقبلية الحيوية.
ويركز المنتدى على 6 محاور رئيسية تشمل استعادة النظام العالمي والتعاون الإقليمي، وضمان التعافي الاقتصادي واستشراف حقبة جديدة من النمو، وبناء مجتمعات صحية وعادلة، وحماية المناخ ومصادر الغذاء والطبيعة، وقيادة التحول الصناعي، وتوظيف إمكانات الثورة الصناعية الرابعة.