أكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس علماء الإمارات، حرص حكومة دولة الإمارات على تعزيز الشراكات والتعاون العالمي البناء في مجال البحث العلمي، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على المجتمعات، مؤكدة أن الإمارات تلعب دوراً محورياً في هذا القطاع، مستعرضة تجربة مجلس علماء الإمارات، في تقديم الاستشارات العلمية لمؤسسات الدولة ومراكز اتخاذ القرار.
وأشارت معاليها خلال مشاركتها في جلسة حوارية بعنوان “رعاية التعاون العلمي العالمي”، ضمن أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يعقد في مدينة دافوس السويسرية في الفترة من 22 إلى 26 مايو الحالي، إلى أهمية التعاون البناء من خلال مشاركة نتائج ومخرجات البحث العلمي والذي يسهم في تطوير حلول للتحديات الحالية والمستقبلية، وتطرقت إلى دور دولة الإمارات في مشاركة بيانات “مسبار الأمل” مع أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث حول العالم.
واستهدفت الجلسة تعزيز الوعي بأهمية التعاون العلمي، والتحديات التي تواجهه، ومشاركة الرؤى والأفكار حول الحلول المتاحة لصناع القرار والسياسات وداعمي قطاع البحث العلمي، بما يسهم في تهيئة بيئة حاضنة ومحفزة لتوسيع مجالات التعاون العلمي العالمي.
شارك في الجلسة كل من ماريا ليبتين رئيس مجلس البحوث الأوروبية وفابيولا جيانوتي مدير عام المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية، وميشيل فوناتسوس الرئيس التنفيذي لشركة بيوغن لصناعة الأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت معالي وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة: “إن التعاون العلمي يمثل حجر الزاوية في تقدم البشرية وتطورها، حيث تعتمد المجتمعات عليها في التقدم في المجالات الحيوية مثل الرعاية الصحية والأمن الغذائي، وإن العالم لمس نتائج وثمار هذا التعاون الفاعل والإيجابي في مواجهة تحديات جائحة فيروس (كوفيد – 19)، من خلال تسريع تطوير اللقاحات، ومشاركة نتائج البحث العلمي التي تم توظيفها في تصميم الحلول لتطويق آثار الجائحة”.
وأكدت أهمية تعزيز بيئة البحث العلمي والتركيز على توفير الموارد الضرورية لتمويل الأبحاث العلمية المتخصصة الهادفة إلى رفع مستويات جاهزية الدول والمجتمعات لأية تحديات أو مستجدات في مختلف القطاعات الحيوية، مشيرة إلى أن توجه دولة الإمارات لمشاركة البيانات الخاصة بمهمة استكشاف كوكب المريخ “مسبار الأمل”، مع المجتمع العلمي العالمي، تعكس هذه الرؤية لأهمية الشراكات العالمية في تعزيز البحث العلمي.
وشاركت دولة الإمارات بيانات “مسبار الأمل” التي تم جمعها مع أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث، وقدمت هذه البيانات المشتركة الدعم للمجتمع العلمي الدولي، من خلال تقديم فهم أفضل لنظامنا الشمسي والأهم من ذلك كوكبنا في سياق مناخي.
وأشارت معاليها ، إلى أن العالم يواجه نقصاً في منصات مشاركة البيانات، بسبب مخاوف بعض البلدان بشأن الملكية الفكرية. منوهة بمبادرة بعثة الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ التي أعلنت تعاونا لتحليل البيانات العلمية مع بعثة المريخ MAVEN التابعة لناسا، حيث ستمهد هذه الشراكة الطريق نحو مزيد من التعاون العلمي وتبادل البيانات.
وأضافت “أن الأزمات الجيوسياسية والصحية والاقتصادية الحالية تؤثر على قدرة العلماء على التعاون في المساعي العلمية المشتركة، كما تدفع بعض البلدان ومؤسساتها العلمية إلى أن تصبح أقل استعداداً للعمل التعاوني العالمي ، داعية الجميع إلى اتخاذ وجهة نظر أكثر تعاوناً وتكاملاً، للتغلب على التحديات والاستفادة من نقاط القوة لدى بعضنا البعض وتشجيع التعاون بين المواهب في سن مبكرة، مما يضمن أن يصبح جزءاً جوهرياً من المجال العالمي للعلوم والتكنولوجيا.
وقالت معاليها: “نحن نؤمن أن الأمر لا يتعلق فقط بالتعاون بين الحكومات. فالتعاون العلمي الدولي الحقيقي يعتمد على المشاركة بين القطاعات الثلاثة: الحكومي، والخاص، والبحثي والأكاديمي.
وأضافت: “أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبرز كمنصة للتعاون العالمي عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك البحث العلمي والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة. ولدينا مجلسا متخصصا للبحث والتطوير، وآخر لعلماء الإمارات، حيث تضع رؤية واضحة جداً للخمسين عاماً المقبلة، تعطي الأولوية للبحث العلمي والتعاون الإقليمي والعالمي مع تحرك الدولة لتنويع اقتصادها وبناء صناعات مستقبلية.
أهمية التعاون العلمي الدولي
وتناولت الجلسة سبل تعزيز دور القيادات في القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية والبحثية في توفير الرعاية والدعم للتعاون العلمي وتوسيع مجالاته، بما يعزز دوره كعنصر أساسي في مواجهة التحديات العالمية، وابتكار الحلول الكفيلة بضمان التعافي العالمي والازدهار في مرحلة ما بعد الجائحة.
وأشار المتحدثون إلى أن جائحة كوفيد – 19، أكدت أهمية التعاون العلمي، الذي أسهم بشكل فاعل في كشف أسباب تفشي الفيروس وسبل مواجهته في فترة قياسية، والتي دعمت تطوير اللقاحات وتوفيرها، ومكنت القطاع الصحي في العالم من فهم أفضل لكيفية إدارة هذه الأزمة الصحية.
وبحث المتحدثون عدة محاور تضمنت أهمية التعاون العلمي الدولي في ازدهار وتطور البشرية، والتحديات الرئيسية التي تواجهه، وأثر الأزمات الجيوسياسية والصحية والاقتصادية على قدرة العلماء على التعاون، والخطوات الكفيلة بتمكين صناع السياسات وممولي الأبحاث والصناعة والمؤسسات الأكاديمية من مواجهة هذه التحديات.
يذكر أن دولة الإمارات تشارك بوفد رفيع المستوى في فعاليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، يضم عددا من الوزراء والمسؤولين في الحكومة الاتحادية، وكبار المسؤولين في حكومة أبوظبي وحكومة دبي، فيما يتحدث 7 من الوزراء في حكومة دولة الإمارات في جلسات رئيسية تغطي أبرز القطاعات المستقبلية الحيوية.
ويعقد المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعه السنوي في مدينة دافوس السويسرية في الفترة من 22 إلى 26 مايو 2022، بعنوان: “العالم في نقطة تحول: السياسات الحكومية واستراتيجيات قطاع الأعمال”، بمشاركة أكثر من 2000 مسؤول حكومي وقيادات القطاع الخاص والأكاديمي والخبراء والمختصين في مختلف المجالات.
ويركز المنتدى على 6 محاور رئيسية تشمل استعادة النظام العالمي والتعاون الإقليمي، وضمان التعافي الاقتصادي واستشراف حقبة جديدة من النمو، وبناء مجتمعات صحية وعادلة، وحماية المناخ ومصادر الغذاء والطبيعة، وقيادة التحول الصناعي، وتوظيف إمكانات الثورة الصناعية الرابعة.