ارتفعت أسعار الذهب، الأربعاء، بعد أن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن التعبئة الجزئية للجيش، في قرار أعاد الجاذبية للمعدن الأصفر باعتباره ملاذا آمنا، لكن قوة الدولار وتوقع رفع معدلات الفائدة الأميركية حدا من المكاسب.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5 بالمئة، مسجلا 1670.57 دولار للأونصة بحلول الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش.
وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.6 بالمئة إلى 1680.40 دولار للأونصة.
وقال بوتن إنه قد وقع مرسوما بالتعبئة الجزئية للجيش، على أن يسري اعتبارا من الأربعاء، وقال إنه يدافع عن الأراضي الروسية وإن الغرب يريد تدمير بلاده.
لكن مكاسب الذهب ظلت محدودة، وذلك مع سعي المستثمرين لملاذ آمن في الدولار أيضا، والذي ارتفع لمستوى جديد هو الأعلى في عقدين مقابل سلة من العملات الكبرى، مما يرفع تكلفة الذهب على المشترين من الخارج.
وظل الاهتمام منصبا على قرار السياسة النقدية المنتظر من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والمتوقع عند الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، إذ يراهن المتعاملون على ترجيح بنسبة 81 بالمئة أن رفع سعر الفائدة سيتم بمقدار 75 نقطة أساس أخرى بينما هناك احتمال بنسبة 19 بالمئة أن تكون الزيادة بنقطة مئوية كاملة.
وعلى الرغم من أن الذهب يعد ملاذا استثماريا آمنا خلال فترات الغموض السياسي والاقتصادي، فإن رفع الفائدة يقلل من جاذبيته لأن الذهب لا يدر عائدا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 بالمئة إلى 19.34 دولار للأونصة، وزاد البلاتين 0.3 بالمئة إلى 924.56 دولار، بينما تراجع البلاديوم 0.2 بالمئة إلى 2163.75 دولار.
وقال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “ماس” للاستشارات، مازن سلهب، إن أسعار الذهب شهدت تراجعًا بنسبة 8 بالمئة خلال العام الجاري، موضحًا أن التراجع بهذه النسبة لا يعتبر انهيارًا إذا ما تمت مقارنته بالتراجع الذي شهدته مؤشرات الأسهم الأميركية، والتي دخلت سوقًا هابطًا قبل عدة أشهر، بعد أن تراجعت بأكثر من 20 بالمئة.
وقال سلهب إنه إذا عاد الفيدرالي مجددًا إلى تخفيض ميزانيته كما قال من قبل بقيمة 95 مليار دولار شهريًا، فقد تتراجع أسعار الذهب، كما قد ترتفع أسعار المعدن الأصفر إذا ما تراجعت قيمة الدولار الأميركي، والذي من الممكن أن تحدث نتيجة لتغير سياسات الفيدرالي العام القادم، خاصة في حالة حدوث ركود بالاقتصاد الأميركي، ما قد يجعل من الاستمرار في رفع الفائدة أمرًا غير مطروح، والذي بدوره سيجعل الذهب ملاذا آمنًا أكثر جاذبية من الدولار.