كليفلاند، أوهايو
تشمل التدابير الاستباقية تبني أنماط حياة صحية وفحص عوامل الخطر الشائعة والوقاية من الأمراض المزمنة التي تؤثر على صحة القلب ومعالجتها
شدّد خبير طبي من مستشفى كليفلاند كلينك، منظومة الرعاية الصحية العالمية، أنه وعلى الرغم من أن معالجة عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب يمكن أن تكون مفيدة وذات نتائج إيجابية بغض النظر عن العمر، إلا أنه من المهم للغاية أن يركّز الأفراد على الوقاية من أمراض القلب في سن مبكرة حتى يتمكنوا من التخفيف من تأثيراتها على القلب والأوعية الدموية مع التقدم في العمر وذلك من خلال تجنب عوامل الخطر التي يمكن الوقاية منها ومعالجة عوامل الخطر الحالية التي يمكن السيطرة عليها وإدارتها في وقت مبكر.
وقُبيل اليوم العالمي للقلب، الذي يصادف 29 سبتمبر من كل عام، ينظّم الاتحاد العالمي للقلب يوماً مخصصاً للتوعية حول أمراض القلب، إذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 18.6 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يموتون كل عام بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وهي فئة من الأمراض تصيب القلب أو الأوعية الدموية، ما يمثل أعلى عدد وفيات مقارنة بأي سبب آخر. وينتج 85٪ من هذه الوفيات عن أمراض القلب التاجية، مثل النوبات القلبية وأمراض الأوعية الدموية الدماغية، مثل: السكتات الدماغية.
وأوضح الدكتور أشيش ساراجو، اختصاصي طب القلب الوقائي في مستشفى كليفلاند كلينك أن الأطباء يركزون اليوم خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية على كل من الوقاية البدائية والأولية، لذا ليس من السابق لأوانه أبداً البدء في اتخاذ خطوات للحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ونقصد بالوقاية البدائية ذلك النهج الذي يركز على منع تطور عوامل الخطر التي تؤدي بدورها إلى الإصابة بأمراض القلب مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وما إلى ذلك، بينما تتضمن الوقاية الأولية تحديد عوامل الخطر والتدخل في أسرع وقت ممكن للسيطرة على أي عامل من عوامل الخطر التي تتطور لدى الشخص”.
وأوصى المرضى في العشرينات من عمرهم أو أقل بالتفكير في عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والتي يمكن السيطرة عليها، والبدء باتخاذ خطوات إيجابية لمعالجتها أو مناقشتها مع مختصي الرعاية الصحية. واستشهد الدكتور ساراجو بالمبادئ التوجيهية لأساسيات الحياة “Life’s Essential 8” التي نشرتها جمعية القلب الأمريكية وحددت فيها عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والتي يجب معالجتها والتعامل معها مثل الأنظمة الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني والتعرض للنيكوتين وسوء صحة النوم وزيادة الوزن وارتفاع نسبة الدهون في الدم (الكوليسترول)، وجلوكوز الدم وارتفاع ضغط الدم.
وبالإضافة إلى عوامل الخطر الثمانية هذه، أشار الدكتور ساراجو إلى مجموعة من العوامل الأخرى التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب مثل العِرق – إذ أن سكان جنوب آسيا والشرق الأوسط أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب في مرحلة مبكرة، أي إصابة قريب من الدرجة الأولى بأمراض القلب في سن 55 أو أقل في حالة الأقارب من الذكور، أو في سن 65 أو أقل في حالة الأقارب من الإناث.
وتشمل العوامل الأخرى التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب؛ متلازمة التمثيل الغذائي، والفشل الكلوي المزمن، والحالات الالتهابية المزمنة مثل الصدفية أو التهاب المفاصل الروماتويدي، وانقطاع الطمث المبكر، وارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل.
وأضاف الدكتور ساراجو: “إذا كان لدى المريض أي من عوامل الخطر، فمن الجيد أن يستشير الطبيب لمناقشة الخطوات الاستباقية التي يمكن اتخاذها للتخفيف من المخاطر المرتفعة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
واختتم الدكتور ساراجو بالتأكيد على أنه حتى لو لم يكن لدى المريض أي من عوامل الخطر، فلا يزال من الجيد زيارة طبيب رعاية أولية مرة واحدة على الأقل لإجراء فحص صحي سريع والاختبارات والفحوصات الأساسية مثل قياس ضغط الدم وسكر الدم ومستويات الكوليسترول. وإذا لم تكن هناك مشكلات، فيمكن إعادة إجراء الفحوصات كل أربع إلى ست سنوات على الأقل – أو قبل ذلك وفقاً لتوصيات الأطباء – إذا كان عمرك بين 20 – 40 عاماً، أو قبل ذلك إذا كان عمرك 40 عاماً أو أكثر.