يمكن أن تؤثر هذه الحالة الشائعة نسبياً بين الناجيات من سرطان الثدي على جودة حياتهن، حيث يؤثر التورم في الأنشطة اليومية أو يزيد من خطر الإصابة بالعدوى
قدّم خبير طبي من مستشفى كليفلاند كلينك، منظومة الرعاية الصحية العالمية، ضمن إطار الجهود المبذولة عالمياً لزيادة الوعي حول مرض سرطان الثدي في شهر أكتوبر، مجموعة من التوصيات والإرشادات حول كيفية الحد من تأثير الوذمة اللمفية، وهي إحدى الآثار الجانبية المحتملة الرئيسة الناجمة عن علاج الإصابة بسرطان الثدي، والتي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير على جودة حياة الناجيات من المرض.
وتُعد الوذمة اللمفية عبارة عن تورم ينتج عن تراكم السائل الليمفاوي في أنسجة الجسم ويؤثر بشكل شائع على الذراعين، ولكن يمكن أن تشمل آثاره السلبية أيضاً تورم اليدين والثديين والصدر والكتف أو جزء من الظهر وكذلك الأطراف السفلية. في الحالة الطبيعية، يدور السائل الليمفاوي وينتقل عبر الجهاز اللمفاوي، إلا أن الضرر الذي يلحق بالأوعية اللمفاوية نتيجة علاج سرطان الثدي الموضعي أو المنتشر في أنحاء أخرى من الجسم يُعد الدافع الرئيسي وراء الإصابة بالوذمة اللمفية. ويمكن أن تتطور هذه الحالة بعد شهور أو حتى سنوات من علاج سرطان الثدي.
ونوّه الدكتور شيراج شاه، مدير الأبحاث السريرية في قسم علاج الأورام بالإشعاع في معهد كليفلاند كلينيك توسيج للسرطان، والذي كان أحد المشاركين في الدراسة التقييمية “PREVENT”، أكبر دراسة لتقييم الوقاية من الوذمة اللمفية العشوائية، والتي نُشرت نتائجها في وقت سابق من هذا العام، إلى أهمية التدخل المبكر لعلاج مرض سرطان الثدي والأثار الجانبية الناجمة عنه، لافتاً إلى أنه كلما كان التدخل أبكر، قلت احتمالية إصابة المريضة بالوذمة اللمفية المزمنة – أو التي تستمر مدى الحياة.
وقال الدكتور شاه: “لسوء الحظ، تُعد الوذمة الليمفاوية حالة شائعة نسبياً لدى السيدات الناجيات من مرضى سرطان الثدي، خاصة أولئك اللاتي عانين من المرض في مراحل متقدمة، وتطلب برنامج علاجهن تشريح العقدة الليمفاوية والعلاج الإشعاعي و/ أو العلاج الكيميائي”.
وأضاف: “يمكن أن تؤثر الوذمة اللمفية بشدة على نوعية وجودة حياة المرأة، ما يسبب لها صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية على نحو اعتيادي مثل: ارتداء الملابس والقيادة والعمل. كما يمكن أن تؤدي الوذمة اللمفية أيضاً إلى حدوث عدوى أو الإصابة بتورم شديد وتغيرات دائمة في الأنسجة تحت الجلد، مثل السماكة والتندب، في حال تُركت دون علاج”.
وبينما اُستخدمت مقاسات شريط القياس تقليدياً لتقييم ما إذا كانت المريضة تعاني من الوذمة اللمفية، يوصي الدكتور شاه، مستنداً إلى نتائج دراسة PREVENT، باستخدام منهجية التحليل الطيفي (BIS)، والتي تتيح الكشف المبكر عن الوذمة اللمفية وبالتالي التدخل سريعاً لعلاجها، حيث يتضمن التدخل القياسي مع هذه الطريقة استخدام لباس ضاغط في المنزل.
ولفت الدكتور شاه إلى أن منهجية التحليل الطيفي هي طريقة غير جراحية لقياس كمية السوائل في جسم المريض، إضافة إلى السائل الموجود خارج الخلايا وداخلها بتيار كهربائي منخفض القوة لتحديد المرضى المعرضين للخطر بدقة.
وأوضح الدكتور إلى إن دراسة PREVENT وجدت أيضاً أن منهجية التحليل الطيفي ساهمت بانخفاض ملحوظ ومطلق في معدلات الإصابة بالوذمة اللمفية المزمنة لدى النساء الخاضعات للدراسة، لافتاً إلى أنه تم تسجيل انخفاض مطلق بنسبة 11.3٪ في نسبة الميل لتطور الحالة إلى الوذمة اللمفية المزمنة (باستخدام العلاج الطبيعي المعقد لإزالة الاحتقان كبديل) مع استخدام مراقبة منهجية التحليل الطيفي إلى جانب التدخل المبكر والملابس الضاغطة.
واختتم الدكتور شاه بالتأكيد على أهمية زيادة الوعي بين المرضى والأطباء حول الإيجابيات التي توفرها منهجية التحليل الطيفي باعتبارها طريقة منخفضة التكلفة وغير جراحية للكشف عن الوذمة اللمفاوية والمساعدة في معالجة الحالات مبكراً، ما يساهم في تحسين جودة حياة الناجيات ويؤدي إلى تحقيق أفضل النتائج الممكنة.