- أمير لختنشتاين: الثروة تمكّن المجتمعات من خلال العمل الخيري
تتأصّل تقاليد العطاء والكرم في ثقافة دول مجلس التعاون الخليجي، وتتطور حالياً إلى أعمال خيرية استراتيجية ومستدامة في نموها. ورغم رسوخ وتنوع المبادرات الإنسانية التي تنطلق من المنطقة، لم تخضع لدراسات دقيقة حتى الآن، ولذلك أجرى “المركز الاستراتيجي للأعمال الخيرية في جامعة كامبردج” دراسة رائدة حول هذا الموضوع بالتعاون مع مجموعة LGT الدولية الخاصة للخدمات المصرفية وإدارة الأصول التي تملكها العائلة الأميرية في ليختنشتاين، وتوصلت إلى أن منطقة مجلس التعاون تقدم أعمال عطاء خيري تصل قيمتها الإجمالية إلى 210 مليار دولار.
ويُتوقع أن يحقق العمل الخيري نمواً استراتيجياً خلال السنوات المقبلة في دول مجلس التعاون الخليجي، في كلٍ من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وعُمان وقطر، وذلك بحسب تقرير جديد أطلقته اليوم مجموعة LGT والمركز الاستراتيجي للأعمال الخيرية التابع لكلية جادج لإدارة الأعمال في جامعة كامبردج.
وأُطلقت الدراسة اليوم في دبي بحضور صاحب السمو الأمير ماكس، أمير ليختنشتاين ورئيس مجلس إدارة مجموعة LGT؛ والبروفيسور ماورو غولن، عميد كلية جادج لإدارة الأعمال في كامبردج؛ وممثلين رفيعين من مجموعة LGT وكلية جادج، إلى جانب عدد من المحسنين والخبراء. وضم الحضور والمحسنين الذين أجريت معهم مقابلات خلال الدراسة، ومنهم سمو الشيخة انتصار الصباح وبدر جعفر.
وقال صاحب السمو الأمير ماكس، أمير ليختنشتاين ورئيس مجلس إدارة مجموعة LGT: “الثروة بحدّ ذاتها ليست الهدف النهائي، من وجهة نظر عائلتنا، بل يجب أن تكون الثروة وسيلة تمكّن المجتمعات من خلال الأعمال، والتعاون السياسي، والعمل الخيري. هذا المنظور حقق مشاركات فاعلة في العديد من الأنشطة الخيرية التي أضفينا عليها الطابع المؤسسي مع الوقت. فالعمل الخيري الاستراتيجي يتطلب عادةً معايير الجودة والمهنية نفسها التي تتطلبها إدارة قطاعات الأعمال والاستثمارات. فذلك يضمن عطاءً موجّهاً وفعالاً، إضافة إلى إمكانية استدامته على مدى أجيال. وتطبق مجموعة LGT اليوم في مجال الأعمال الخيرية المقاربة نفسها للاستثمار، خاصة على مستوى الاستفادة من مشورة فرق الخبراء والرؤى الشاملة بعيدة المدى”.
تسليط الضوء على العمل الخيري المنطلق من المنطقة
وتهدف الدراسة، تحت عنوان “العطاء في مجلس التعاون الخليجي: التطور نحو العمل الخيري الاستراتيجي”، إلى تسليط مزيد من الضوء على ممكنات وممارسات واتجاهات العمل الخيري في المنطقة. وتستند الدراسة إلى مراجعة التقارير السابقة ومقابلات مع ما يزيد عن 30 محسناً وخبيراً ومهنياً في دول المجلس الست.
نتائج مهمة
تقدّر الدراسة المشتركة العطاء الخيري في المنطقة بنحو 210 مليار دولار سنوياً. يشكل العمل الخيري جزءاً أساسياً من مجتمعات منطقة مجلس التعاون الخليجي، وتشير الدراسة إلى أنه وبالرغم من أن الزكاة، التي تشكل إحدى أركان الإسلام تحدد حداً أدنى من العطاء، لكنه يتجاوز في دول منطقة الخليج ذلك الحد باستمرار، عبر مساهمات مادية طوعية هائلة، حيث يسعى المحسنون إلى زيادة تبرعاتهم في المجتمع.
وخلصت الدراسة الهادفة إلى تحفيز المزيد من الأبحاث والنقاشات والتعاون والحوارات حول العمل الخيري في منطقة مجلس التعاون الخليجي إلى جملة مخرجات أهمها:
العمل الخيري يتماشى مع الأولويات الحكومية: يتماشى العمل الخيري في منطقة مجلس التعاون الخليجي مع الأولويات وبرامج التحول التي وضعتها الحكومات. واستفاد العمل الخيري في دول المجلس من السياسات الحكومية والجهود التنظيمية الداعمة للقطاع.
تركيز أكبر على تقييم التأثير: أدى التركيز المتزايد على العمل الخيري الاستراتيجي إلى تغذية الحاجة إلى مناهج أكثر متانة لتقييم تأثير العمل الخيري. يطمح المحسنون إلى قياس المخرجات والتأثير المستدام والمستمر الشامل عبر البيانات.
تغيير يدفعه جيل جديد من المحسنين: يبدو أن أعضاء الشركات العائلية المنتمين إلى جيل الألفية وجيل ما بعد الألفية يقدمون المزيد من الأعمال الخيرية. ويحتضن أبناء ذلك الجيل الابتكار وريادة الأعمال، بالتزامن مع مواصلة إرث ذويهم في مجال العطاء.
كما تتعمق الدراسة في دور الجائحة في الدفع بصورة أكبر نحو اعتماد تحسينات منهجية في مجال العمل الخيري، خصوصاً في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم. وسجلت دول مجلس التعاون الخليجي مستويات عالية من الرقمنة عقب الجائحة، مما خلق فرصاً جديدة للابتكار، وحقق شمولية أوسع وكفاءة أكبر. وبالتوازي مع استمرار نمو الأعمال الخيرية في المنطقة، يتطلع المحسنون بصورة متزايدة إلى تعاون أعمق في ذلك المجال، بهدف ضمان تحقيق العمل الخيري في الخليج لتأثير إقليمي وعالمي أكبر بمرور الوقت.
ويمكنكم قراءة الدراسة الكاملة، التي حملت عنوان “العطاء في مجلس التعاون الخليجي: التطور نحو العمل الخيري الاستراتيجي”، عبر هذا الرابط.
العمل الخيري ومجموعة LGT
شكّل العمل الخيري والتفاعل مكونين مهمين ضمن مجموعة LGT والخدمات التي تقدمها منذ أكثر من عقد. وتستند المبادرة على الالتزام الخيري الراسخ والناجح للعائلة العائلة الأميرية في ليختنشتاين، المالكة لمجموعة LGT.
ولإضفاء طابع مؤسسي على الالتزام الخيري ضمن LGT، أسست العائلة الأميرية مؤسسة LGT للمشاريع الخيرية عام 2007. ومنذ ذلك التاريخ، قدّمت المؤسسة أكثر من 70 مليون دولار. أنشأت LGT لاحقاً فريقها الاستشاري للعمل الخيري. وبُنيت المؤسسة على رؤية أساسية تشير إلى أن العطاء الناجح، تماماً مثل الإدارة الجيدة للمحفظة، يتطلب وضوحاً استراتيجياً وانضباطاً وتنويعاً.
وأشار سيباستيان غويرس، كبير المسؤولين التنفيذيين في LGT الشرق الأوسط: “خلال مناقشاتنا مع عملائنا في الشرق الأوسط، رأينا أن الوقت قد حان لدعم المحسنين في المنطقة نحو تحقيق تأثير أكبر. ويهتم عدد متزايد من الأشخاص الذين نتحاور معهم مهتمون بالعطاء الاستراتيجي. ويُعتبر العمل الخيري في المنطقة واعداً ويساعد على التعامل مع أكبر التحديات التي يواجهها المجتمع اليوم”.
بينما قالت كلير وودكرافاست، المديرة التنفيذية السابقة والزميلة الحالية للمركز الاستراتيجي للأعمال الخيرية التابع لكلية جادج لإدارة الأعمال في جامعة كامبردج: “شكّلت الدراسة جهداً مهماً كشف عن رؤى جوهرية حول طبيعة العمل الخيري في الخليج ونطاقه وإمكانياته. وسعدنا كثيراً بالنتائج التي توصلنا إليها، والتي تشير إلى خضوع القطاع الخيري في المنطقة إلى بعض التغييرات البارزة التي ستساعده على إحداث تأثير أكبر مع مرور الوقت والتعاون بطرق متنوعة ومتعددة. نتطلع إلى مشاركة ومناقشة النتائج التي توصلنا إليها مع المختصين في القطاع وتشجيع المزيد من العطاء الاستراتيجي في المنطقة”.
نبذة عن مجموعة LGT
تعد LGT مجموعة دولية رائدة للخدمات المصرفية وإدارة الأصول تملكها وتقودها العائلة الأميرية في ليختنشتاين منذ ما يزيد عن 90 عاماً. وحتى تاريخ 30 يونيو 2022، تدير LGT أصولاً بقيمة 284.7 مليار فرنك سويسري (297.4 مليار دولار أمريكي) للأفراد والعملاء المؤسسيين. وتوظف LGT ما يزيد عن 4,500 شخص يعملون في أكثر من 20 موقعاً عبر أوروبا وآسيا والأمريكيتين وأستراليا والشرق الأوسط. www.lgt.com