الشراكة بين المعهدين تهدف إلى تنفيذ مشاريع رئيسية تتعلق بالأنظمة المستقلة والكوانتوم والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية وأنظمة الدفع
أعلن معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) ومعهد الابتكار التكنولوجي اليوم عن توقيعهما شراكة استراتيجية عالمية للتعاون في مجموعة من المجالات البحثية الرئيسية. وتضمّ الشراكة، التي تبلغ مدتها ثلاث سنوات وتصل قيمتها إلى ملايين الدولارات، تبادلًا شاملاً للباحثين يمكّن الشركاء من إجراء أبحاث متعددة التخصصات في مجالات الأنظمة المستقلة وخوارزميات الكوانتوم والذكاء الاصطناعي منخفض الدقة والتكنولوجيا الحيوي، وأنظمة الدفع، كما تركز على التقنيات المستدامة التي تؤدي دوراً رئيسياً في الحد من المخاطر البيئية.
وسيساهم هذا التعاون في إطار الأنظمة المستقلة في جمع الخبرات الواسعة التي يتمتع بها مركز بحوث الروبوتات المستقلة التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي مع مركز الأنظمة والتقنيات المستقلة في كالتيك، إذ سيعمل الفريق المشترك على تطوير إمكانات الأنظمة المستقلة وأنظمة التحكم المتقدمة والطائرات المسيرة عالية السرعة.
ومن الجدير بالذكر أن كافة المشاريع البحثية في إطار الشراكة ستكون مدعومة بحالات استخدام واقعية، بحيث تركز على إيجاد حلول معاصرة لتحديات الغد. وفي نفس الوقت سيستهدف فريق الكوانتوم تطوير خوارزميات كمية وشبكات عصبية كمية جديدة وفعالة، بينما ستركز مشاريع بحوث الذكاء الاصطناعي على الذكاء الاصطناعي منخفض الدقة والموضوعات الناشئة المتمثلة في تطوير نماذج شبكات عصبية جديدة لأجهزة الحافة ذات الطاقة المقيّدة. وسيكون تركيز التكنولوجيا الحيوية منصباً على تطوير أطر عمل العلاج بالخلايا، وسيتعاون خبراء الدفع في تطوير أنظمة الحد من الانبعاثات الكربونية.
وتضم الشراكة جانباً مهماً يتمثل في تدريب وتنمية قدرات الباحثين الشباب في المراحل الأولى من مسيراتهم المهنية، إذ ستتيح هذه الشراكة فرصاً عديدة للتبادل وصقل المهارات بالنسبة للباحثين الطموحين، سواء طلاب الماجستير أو خريجي الدكتوراه، الذين يتطلعون إلى التعلم من الرواد في مجالاتهم.
ومن جانبه، قال مرتضی قریب من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، الحاصل على الدكتوراه عام 1983 ورئيس مركز الأنظمة والتقنيات المستقلة وأستاذ علوم الطيران والهندسة الطبية ومدير مختبرات الدراسات العليا للفضاء: ” منذ إطلاق مركز الأنظمة والتقنيات المستقلة في عام 2017، تمكنّا من توسيع آفاق البحث في الأنظمة المستقلة بشكل ملحوظ، ولا شك بأننا سننطلق إلى ما هو أبعد من خلال شراكتنا مع معهد الابتكار التكنولوجي”.
وتمت هذه الشراكة بقيادة د. أنيما أناندكومار، بروفيسور الحوسبة وعلوم الرياضيات لدى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، إلى جانب د. نجوى الأعرج، كبير الباحثين لدى مركز بحوث التشفير وكبير الباحثين بالإنابة في مركز بحوث الروبوتات المستقلة التابعين لمعهد الابتكار التكنولوجي. وقد رأى كلاً من أناندكومار والأعرج الإمكانات الكبيرة التي سيثمر عنها هذا التعاون في العديد من مجالات العلوم والهندسة بين المعهدين، لا سيما في مجالي الذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة.
وبدوره، قال الدكتور راي جونسون، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي: “تُثبت هذه الشراكة أهمية الأعمال التي أنجزها معهد الابتكار التكنولوجي في العامين الماضيين، إذ يعد معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا واحداً من أعرق الجامعات في العالم، ويسعدنا أن نتعاون معه في مثل هذه البحوث الهامة”.
مضيفاً: “يشتهر معهد كالتيك عالمياً بسعيه الدؤوب للتميز وأبحاثه رفيعة المستوى، وهذه هي العقلية التي اعتمدناها في معهد الابتكار التكنولوجي، لذلك أنا متحمس لرؤية الإنجازات التي ستثمر عنها الشراكة”.
ويذكر أنه مع إعلان الشراكة مع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، يرتفع عدد الشراكات البحثية العالمية لمعهد الابتكار التكنولوجي إلى 96 اتفاقية في غضون عامين فقط، وبالاستعانة بما يقرب من 600 باحث من 71 جنسية، منهم 144 مواطناً إماراتياً، يمضي المعهد الكائن في أبوظبي في تمهيد الطريق نحو بناء منظومة مبتكرة للبحث والتطوير في دولة الإمارات العربية المتحدة ومرسخاً مكانتها على خارطة البحوث العالمية.