طالب الاتحاد المصرى للتأمين فى تقرير حديث له القطاع بما يضم من شركات بتواكب التقدم العلمى فى مجال التكنولوجيا الحديثة، مؤكدا أنه يجب على اللجان الفنية المختصة بالاتحاد ان تواكب التقدم العلمى وخاصة فى مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة الطبية ودراسة ضوابط الاكتتاب الفنى السليم – وتحديد ضوابط لتسوية التعويضات فى ضوء تأثير ذلك على شركات التأمين على الحياة
وأوضح التقرير أنه بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أمراض وراثية أو متوقع أن يصابوا بأمراض وراثية فى المستقبل عليهم بالإضافة إلى العبء النفسى والصحى مواجهة احتمالات تضاؤل فرص التأمين عليهم أو فقد التأمين بمجرد التعرض لهذه الاختبارات. وقد أوصت لجنة النواحى الاخلاقية والقانونية والاجتماعية الخاصة بمشروع الجينوم البشرى بمنع شركات التأمين من عمل الاختبارات الوراثية للأفراد بغرض منع أو تجديد أو تقليل المظلة التأمينية أو استمرارية أو المفاضلة فى التأمين على أساس الاختبارات الوراثية ، مؤكدا أنه تم استخدام تطبيقات الهندسة الوراثيّة فى مجال التعديل الجينيّ للحيوانات، وكان الهدف من هذا الاستخدام هو إنتاج حيوانات معدّلة وراثيّاً، بحيث تلبى الاحتياجات البشرية بمختلف المنتجات والأشكال، إذ إنّ هذه التطبيقات تسمح للمزارعين بإنتاج السلالات المرغوبة من الماشية بأقل وقت ممكن وأقلّ تكلفة، ممّا يسمح بالحصول على منتجات غذائيّة أكثر تهدف لتحسين الصحة العامة للإنسان، ويقوم مبدأ عمل هذه التطبيقات على إدخال الجينات المرغوب على الجينوم الخاص بالماشية، ممّا ينتج عنه كمية أكبر من المواد الغذائية، بالإضافة إلى زيادة القيمة الغذائية لها، وإمكانية زيادة نسبة مكوّن معيّن من مكونات القيمة الغذائية لهذه المواد لتلبية طلب السوق، مثل زيادة نسبة أحماض الأوميغا3 فى الأسماك، وتقليل نسب إصابة الأشخاص الذين يتناولون هذه الأسماك بأمراض القلب والشرايين .
وأوضح التقرير أنه دخلت تطبيقات الهندسة الوراثيّة المجال الصّناعى أيضاً، فقد تمّ إنتاج العديد من السّلع الكيميائيّة التى كانت تعتمد بالأساس على الكائنات الحيّة ليتم إنتاجها، كالإنزيمات مثلاً، والمواد الكيميائية المتخصصة باستخدام تطبيقات التكنولوجيا الحيوية، وتُعدّ هذه العمليّة مهمّة كونها تعمل على رفع كفاءة العمليّات الصناعيّة، والحدّ من الآثار البيئيّة السلبيّة لها، ويُذكر أنّ التقنيّة الحيويّة عملت على استخدام الذرة كبديل للنفط، وتخمير السكّر لإنتاج الأحماض التى يمكن استخدامها لاحقاً فى عمليّات صناعيّة أخرى، بالإضافة إلى استخدامها فى صناعة النسيج لإنتاج قطن بطريقة حيويّة بحيث يتمتّع بمواصفات أعلى من القطن الصّناعيّ، كما دخلت تطبيقات الهندسة الوراثيّة على المجالات الطبيّة، إذ استُخدمت تطبيقاتها فى عدّة أقسام تشمل فهم أسباب الأمراض وبناءً على ذلك تمّ تطوير الأدوية، والعلاجات الجديدة، وأساليب البحث والتشخيص، بالإضافة إلى تطوير الأجهزة السريريّة، كما يبحث علماء الهندسة الوراثيّة فى مواقع الجينات على الكروموسوم، ممّا يخلق فرصاً كبيرة فى الفهم المستمر للأمراض المتعلّقة بالجينات، والموروثات الجينيّة بين أفراد العائلة، بالإضافة إلى العلاجات الفردية.
وأكد تقرير الاتحاد المصرى للتأمين أن هندسة هى نظام وفن ومهنة تطبق النظريات العلمية لتصميم وتطوير وتحليل الحلول التقنية، وفى العصر الحالى تعدّ الهندسة بشكلٍ عام مكونه من فروع أساسية رئيسية وهى الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية والهندسة الكيميائية والهندسة المدنية والهندسة الإلكترونية. توجد هنالك أيضًا العديد من التخصصات ذات المجالات المتداخلة أو المشتقة من التخصصات الرئيسية، كما نجد ان الطب والهندسة يتداخلان ليشكلا مجال دراسة جديد مثل، الهندسة الطبية، وهندسة الطب الشرعي، والهندسة الوراثية ، وبالتالى فإن مفهوم الهندسة الطبية هى مجال من مجالات دراسة هندسة الطبّ الحيويّ والمفاهيم التكنولوجيّة، التى تهدف إلى تطوير المعدّات والأجهزة اللازمة لتقديم الرعاية الصحيّة، حيث تدمج العلوم الفيزيائيّة، والكيميائيّة، والحاسوبيّة، والرياضيّات، ومبادئ الهندسة، وذلك لدراسة علم الأحياء، والطب، والسلوك، والصحة، وزرع الأعضاء، التى تهدف إلى الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها، وذلك لإعادة تأهيل المريض وتحسين صحته، كما أنّ تخصّص الهندسة الطبيّة يأتى فى مقدمة الثورة الطبيّة، ويتمّ تحقيق تقدّمها من خلال أنشطة متعدّدة التخصصات تدمج العلوم الأخرى بها مع المبادئ الهندسيّة.
وقال أن الهندسة الطبية. هذا المجال الجديد يستخدم الأسس الهندسية فى بناء آلات ومعدات لشفاء المرضى. فى كل مستشفى أو مختبر يوجد العديد من الأجهزة الطبية مثل جهاز الرنين المغناطيسى وجهاز الذى يصدر أشعة سينية وهو ما يعرف الهندسة الطبية الحيوية والتى ساعدت على تحسين الفحص الطبى الأمر الذى أدى إلى خفض نسبة الوفيات. أيضا الأدوات الطبية الحديثة ساعدت على زيادة قدرة الأطباء على الفحص الطبي، اضافة إلى ذلك فإنه من الأمور الحيوية فى مجال هندسة الطب الشرعى هى عملية فحص وجمع البيانات المتعلقة بالمواد أو المنتجات أو الهياكل أو المكونات التى فشلت. وهذا يشمل عمليات التفتيش وجمع الأدلة والقياسات وتطوير النماذج والحصول على منتجات نموذجية وإجراء التجارب. يتم إجراء الاختبار والقياسات فى كثير من الأحيان فى مختبر اختبار مستقل أو مختبر آخر غير متحيز السمعة.
كما أنه عند إجراء تحقيقات هندسية فى الطب الشرعي، نبدأ بنهاية الأمر، بداية بتحديد المشكلات الحقيقية التى ينطوى عليها الأمر ويتم جمع المعلومات من خلال عمليات التفتيش، والدراسات الاستقصائية، ومن خلال مقابلة الشهود، لضمان حصولنا على بيانات كافية للتحليل عند بدء التحقيق. نحن نؤمن الأدلة ذات الصلة ونحافظ عليها إلى أن يصبح من الممكن إجراء اختبارات وتحليلات إضافية. بالاعتماد على سنوات خبرتنا العديدة نقوم بتحديد المعلومات المفقودة والمتابعة من البداية لضمان عدم فقدها بشكل دائم. إن معرفة خبرائنا بأحدث المعايير الهندسية والعلمية تسمح لهم بإجراء فحص شامل للأدلة المتاحة وإجراء اختبارات هندسية توفر النتائج المستخدمة لإجراء التحليل وصياغة الآراء التى تدعمها الحقائق
وأكد تقرير الاتحاد المصرى للتأمين أن اهمية التحقيقات الهندسية فى مجال الطب الشرعى لمساعدة شركات التأمين وشركات إعادة التأمين بطرق مختلفة، بما فى ذلك، تحيد مسئولية شركة التامين من خلال دراسة التغطية، إضافة إلى ذلك تحديد مدى توافق اشتراطات الوثيقة، فضلا عن تحديد الاستثناءات ، وذلك تحديد مسئولية الطرف الثالث ، وأخيرا دعم شروط حق الاسترداد والحلول ، وبالتالى فان هندسية الطب الشرعى تساعد شركات التأمين، وشركات إعادة التأمين، وخبراء تقدير الخسائر، والمحامين حول العالم فى تحديد السبب الرئيسى للحوادث والإخفاقات. يتم التعرف على المتخصصين الخبراء من قبل المحاكم فى العديد من الولايات القضائية، وقد تم الاعتماد عليها فى قضايا هندسية صعبة ومعقدة بطرق تساعد المحكمة فى تقرير النزاعات.
كما وجد علم الهندسة الوراثية والمعلوماتية الحيوية Genetic engineering والذى يعتمد بشكل أساسى على تقنيات تنقيب البيانات، حتى أن بعض طرق التنقيب تم تطويرها خصيصاً لأغراض بحوث المعلوماتية الحيوية بطريقة جعلت من علم التنقيب والمعلوماتية الحيوية مسارين من مسارات العلوم المتكاملة ويطور كل منهما الآخر بشكل تبادلي. كما تُعتبر بيئة المعلوماتية الحيوية خصبة لتقنيات التنقيب نظراً لما تحتويه من كم هائل من البيانات التى تكاد تكون لانهائية والمتمثلة فى سلاسل الأحماض الأمينية والسلاسل الجينية التى تُعد بالمليارات، وقد شكلت أدوات التنقيب وسيلة فعّالة لدراسة وتحليل السلاسل بهدف استكشاف الأنماط وفك شفرات الهندسة الوراثية للإنسان، الأمر الذى ساهم فى فهم طبيعة الأمراض واكتشاف عقاقير جديدة وفعّالة لعدد كبير منها وتطوير العقاقير الموجودة ورفع كفاءتها وفاعليتها. وبشكل عام تُساهم تقنيات تنقيب البيانات فى رفع كفاءة البحوث والدراسات الحيوية بكل أشكالها وتعزز من قدرة الباحثين على التحليل المتقدم والمعمق للمعلومات الحيوية بطرق جديدة وغير مسبوقة
الكلمات المفتاحية