الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

الشفافية…كلمة السر للنجاح في وضع معايير جديدة مبنية على الثقة في قطاع التداول والاستثمار المالي في المنطقة

 

بقلم: محمد رسول الرئيس التنفيذي لشركة أمانة

 

كتبت وتحدثت طويلاً على مدار الأشهر القليلة الماضية حول موضوع الشفافية، ولكنني بدأت أدرك ببطء أن مثل هذه النقاشات ينبغي أن تصل إلى نهايتها ولكنها لن تصل أبداً. فالشفافية هي مفهوم يجب أن يكون في صميم كل ما نقوم به في قطاع التداول والاستثمار المالي، وليس فقط مجرد شعار نطلقه ونسوّق له. لماذا؟ لأننا بحاجة إلى أن نكون واضحين وصادقين مع الناس لنزودهم بفهم كافٍ ورؤى شاملة عند شروعهم في رحلة التداول والاستثمار. بالطبع، في نهاية المطاف، يتعين على الجميع اتخاذ قراراتهم الخاصة، واختيار مسار رحلتهم في عالم المال. ولكن بصفتنا  وسطاء للأفراد لوصولهم إلى هذا العالم، تحتّم علينا مهمتنا أن نكون صريحين وواضحين حول المخاطر التي يمكن أن تنطوي عليها الرحلة الاستثمارية، والمنهجية التي يتم فيها تسعير منتجاتنا الاستثمارية، وطريقة عمل منصاتنا.

 

التداول ليس بالبساطة التي يروّج لها البعض

لقد عملت في هذا القطاع لأكثر من 30 عاماً حتى الآن، وقد اكتسبت من الخبرة والمعرفة التي مكنتني من تكوين فهم واسع حول هذا القطاع وتطوراته. وطوال مسيرتي المهنية، رأيت حملات تسويقية كثيرة تغفل – عمداً – عن إبراز المخاطر التي ينطوي عليها عالم التداول والاستثمار وتبسّطها وتقلل من أهميتها. حتى أن البعض يدفع العملاء “المبتدئين”، نحو منتجات هامشية، مثل المشتقات، ويسوقها كخيار استثماري. هذا يجعلني أشعر بعدم الراحة – لأنني أعلم أن بعض الناس يقرؤون هذه الإعلانات، ويستمعون إلى هذه المحطات الإذاعية، ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث في التفاصيل والحصول على فهم أوسع وأشمل. ويدفعني هذا الواقع للاعتقاد أن بعض الأشخاص يختارون فتح حساب والبدء في تداول منتج يتضمن مخاطر مرتفعة، ما يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى خسائر. تختلف الأرقام، ولكن على مستوى الصناعة، يخسر حوالي 70٪ من المتداولين أموالهم عند تداول منتجات الرافعة المالية أو العقود مقابل الفروقات.

 

وإضافة إلى منتجات التداول والاستثمار المعقدة والحاجة إلى زيادة الوعي حول المخاطر التي تنطوي عليها، نحتاج أيضاً إلى التحلي بالشفافية حول كيفية عمل شركات الوساطة المالية، وكيف تجني الأموال، وتسعر منتجاتها. على سبيل المثال، عندما تسمع أنه يمكنك التداول بدون عمولة، فهذا لا يعني بالضرورة عدم وجود رسوم متضمنة، إنما يعني ذلك أن الرسوم قد تم دفعها بالفعل من مصادر أخرى. على سبيل المثال عندما تشاهد على الإنترنت إعلاناً يتضمن إشارة إلى “فرةوقات سعريّة منخفضة”؟ فهذا في الواقع ما هو إلا شكل من أشكال التحايل التسويقي، ولا يعكس السعر الذي ستراه في أغلب الأحيان، وفي بعض الأحيان سيكون له أيضاً عمولات مرتبطة به. إنها أساليب تسويق قديمة تستخدمها الشركات لإغراء العملاء للتعامل معها. لذا فإن زيادة شفافية الأمور المتعلقة بالتسعير تساعد المتداولين على اتخاذ القرارات، وهنا تكمن الأهمية. وفي نهاية المطاف، فإن أهم ما يأتي من الشفافية هو زيادة الثقة.

 

تعزيز الشفافية وسيلة لخلق مجتمع واعٍ من المتداولين

نحن نعيش في منطقة تشهد ارتفاعاً في عدد المتداولين المبتدئين والناشئين، لذا نتمتع اليوم بفرصة لا تتكرر للارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة ووضع معايير جديدة من الثقة. لهذا، ينبغي  بذل المزيد من الجهد لمحاولة تغيير النموذج القائم في المنظومة السوقية، وتشجيع المزيد من العملاء على الانخراط بوعي في الأسواق، واستكشاف أسواق الأسهم العالمية، والمشاركة والاستثمار والتداول في الأسهم المحلية والإقليمية، والبحث عن منصات تداول تقدم أدوات تعليمية مفيدة وواقعية بعيداً عن أنظمة وقنوات التداول التي تَعِد المستخدمين بأرباح خرافية. ويمكن للمؤسسات أن تلعب دوراً رائداً في ضمان النجاح على المدى الطويل وزيادة المشاركة بين المستثمرين. ومن شأن تشجيع وتطبيق المزيد من معايير الشفافية وتقديم أدوات تعليمية مفيدة واتباع ممارسات تسويق أخلاقية أن يعزز ثقة العملاء، بغض النظر عن جنسهم، أو دخلهم، أو مستوى خبرتهم للمشاركة والاستثمار في الأسواق المالية. وهؤلاء العملاء المتفاعلون سيدفعون بدورهم عدداً أكبر من العملاء إلى عالم التداول والاستثمار.

 

يجب أن يكون كسب ثقة العملاء، ووضع معايير جديدة للمتداولين المستقبليين هدفاً رئيساً. وأدعو من هنا بكل صدق وإخلاص قادة هذا القطاع الحيوي والواعد للعمل من أجل خلق بيئة مبنية على الشفافية، تتيح للأفراد في المنطقة التداول والاستثمار بكل ثقة وطمأنينة. لقد حان الوقت لتعزيز مشاركة سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأسواق المالية محلياً وإقليمياً وعالمياً أيضاً.

أخبار ذات صلة

الأسواق العالمية ترتفع مع ترسّخ توقعات خفض الفائدة وترقب بيانات اقتصادية حاسمة

الدولار يرتفع بدعم من موجة العزوف عن المخاطر

فيجاي فاليشا، رئيس قسم الاستثمار في سنشري فاينانشال 

الأسواق العالمية تسترد توازنها وسط رهانات خفض الفائدة وتحسن معنويات المخاطرة

أعراض المتحور الجديد وطرق الوقاية منه 2025

الشراكات.. محرك المرحلة الجديدة لنمو السعودية

ثوانٍ تُشعل الجدل… كيف تحوّل السوشيال ميديا تصريحات المسؤولين إلى أزمات؟

الأسواق العالمية: تراجع الأسهم وسط ارتفاع التقلبات واستقرار الذهب

انخفاض أسعار الكاكاو يعيد التوازن للسوق… لكنه يأتي متأخراً عن إنقاذ منتجات موسم الميلاد

آخر الأخبار
وزير قطاع الأعمال يتوجه إلى الجزائر للمشاركة في المؤتمر الوزاري لتعزيز الإنتاج المحلي للأدوية وتكنول... وزيرة التضامن تلتقي فريق عمل صندوق دعم مشروعات الجمعيات والمؤسسات الأهلية روتانا تطلق برنامج الولاء "روتانا ديسكفري" مقدماً عالماً أوسع من المكافآت والامتيازات انطلاق المؤتمر العلمي لمؤسسة أهل مصر لعلاج الحروق لتطوير منظومة العلاج وزيادة الوعي الطبي نائب وزير الصحة تشارك في افتتاح منتدى «مستشفى أهل مصر 2025: تشكيل مستقبل رعاية مرضى الحروق» وزير الخارجية يلتقي الرئيس جوزاف عون في بيروت مدبولي: مصر عملت بعزم لا يلين على بناء دولة حديثة في كل المجالات تعاون استراتيجي بين إيميكول Yellow Door Energyلتشغيل أربع محطات شمسية تعزز الاستدامة في أنظمة التبري... وزيرة التنمية تشارك في فعاليات الملتقى السنوي السادس للهيئة العامة للرعاية الصحية "مدن القابضة" تعلن عن استثمار استراتيجي في "ويلنغتون لايفستايل بارتنرز" لتوسع محفظتها العالمية من وج... «أڤيڤا» تحصد جائزة "شريك مايكروسوفت للتصنيع" للعام 2025 "سي القابضة" ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية توقعان مذكرة تفاهم لاستطلاع فرص تطوير مجتمعات مستدامة beIN SPORTS تكشف عن تقديم تغطية شاملة لجميع مباريات بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025TM جامعة الجلالة ومؤسسة مصر الخير توقّعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في التعليم والتنمية المجتمعية بي إنفستمنتس | قصة إجراءات الشركة وخلق القيمة تعززها نتائج 9 أشهر من 2025 رئيس الوزراء: ما تحقق في منظومة التأمين الصحي الشامل يعكس جوهر المشروع شركة سكاي أبوظبي تشارك في معرض Nile Property Expo في دبي و تكشف عن عروض خاصة وخطط سداد مرنة وزارة الاستثمار تناقش موازنة برنامج رد أعباء الصادرات 2026/2025 البنك الأهلي المصري يحتفل بنهائي بطولة البادل بمشاركة أكثر من 1300 موظف ريكسوس مارينا أبوظبي يضيء موسم الأعياد بتجارب ترفيهية لجميع أفراد العائلة