عقدت شركة “آي بي تي” (إنفنت برين تكنولوجي) المتخصصة في تكنولوجيا العلوم العصبية وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، اتفاقية بحثية تمتد على مدار خمسة أعوام. وبموجب هذا الاتفاق، سيعمل الجانبان اللذان يُعتبران من روّاد هذا المجال، على إنشاء مختبر بحثي مشترك من أجل تطوير علاجات مخصصة لصحة دماغ الإنسان عبر تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويسهم هذا التعاون بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة “آي بي تي” في الجمع بين قدرات الشركة المتخصصة في تطوير العلاجات الرقمية وتسويقها من جهة، وخبرة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي من جهة أخرى، بهدف الوصول إلى علاجات أكثر فعالية مخصصة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في الدماغ واضطرابات عقلية.
تعليقاً على هذا التعاون، قال الدكتور وي سون، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة “آي بي تي”: “إن الجمع بين العلوم العصبية من جهة والذكاء الاصطناعي من جهة أخرى، سيؤدي إلى اكتشافات مفصلية في مجال صحة الدماغ. لذا يأتي هذا التعاون بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة “آي بي تي” بهدف دفع جهودنا في هذا الإطار وتحقيق المزيد من التطور. إذ إن الفهم الأفضل لطبيعة العلاقات السببية التي تربط بين عناصر التدريب الإدراكي وتحسين الحالة العقلية من شأنه أن يتيح لنا تطوير علاجات رقمية دقيقة لصحة الدماغ”.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض العصبية تصيب شخصاً من بين كل ثمانية أشخاص حول العالم، ما يعني أن مليار شخص حول العالم يعانون من هذه الأمراض[1]. وعلى سبيل المثال يعاني اليوم ما يقارب 280 مليون شخص حول العالم من مرض الاكتئاب، وأكثر من 301 مليون شخص من اضطراب القلق، كما يصيب مرض الفصام أكثر من 24 مليون شخص حول العالم[2]. أما فيما يتعلق باضطرابات النمو العصبي، تشير التقديرات العالمية إلى أن نسبة انتشار اضطرابات فرط الحركة والنقص التركيز تصل إلى 5-7% بين الشباب[3]، في حين يعاني 1% من الأطفال من اضطراب طيف التوحد[4]
وأشار الدكتور كون زانغ، نائب رئيس قسم تعلّم الآلة ومدير إدارة مركز الذكاء الاصطناعي التكاملي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، إلى أن دعم قطاع الرعاية الصحية يندرج ضمن أولويات الجامعة في إطار سعيها إلى تحسين نوعية حياة الإنسان من خلال إيجاد حلول مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال: “من شأن هذا التعاون مع شركة “آي بي تي” أن يعزز من قدرتنا على فهم دماغ الإنسان بشكل لافت، ما نأمل أن يسهم بنهاية المطاف في تحسين صحة المرضى العقلية والجسدية”.
من جهته، قال جستن لي، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للتكنولوجيا في شركة “آي بي تي”: “يتمتع فريق عملنا في شركة “آي بي تي” بمهارات راسخة في علم البيانات وهندستها، وهو قادر على تصميم الحلول الرقمية وتطويرها ونشرها وتوسيع نطاقها في فترة زمنية قصيرة. ونتطلع إلى هذا التعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وبشكل خاص فريق عمل الدكتور كون زانغ، للعمل على أحدث القضايا في مجال تسخير تعلّم الآلة في علم الدماغ”.
ويعمل باحثو جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في مجال تعلم الآلة على تطوير خوارزميات من شأنها تحسين عمليات الإدراك الآلي والمفاهيم والأفعال، مع التركيز على البحوث الأساسية والتطبيقية في مجالات الصحة والمناخ والتعليم. وتتطلع الجامعة إلى العمل جنباً إلى جنب مع شركة “آي بي تي” بهدف استطلاع جوانب غير معروفة بعد في مجال علم الدماغ للوصول إلى قدرات جديدة تسهم في تحسين القدرة على التدخل الطبي في مجال الصحة العقلية.
وبدورها، قالت جيني زينغ، المؤسس والمدير التنفيذي لدى “أم أس أيه كابيتال (مستثمر آي بي تي): “نحن على ثقة كبيرة بالفرص الواسعة للتعاون بين الصين وأبوظبي في مجالات الأبحاث والتطوير المشترك للتقنية والرعاية الصحية. لقد حرصت “أم أس أيه كابيتال” على دعم هذه المبادرات منذ أيامها الأولى من خلال تقديم الشركات الرائدة في هذا القطاع مثل شركة “آي بي تي” لتنقل خبراتها من الصين إلى أبوظبي التي تمتلك بنية تحتية عالمية المستوى وتبني شراكات استراتيجية اعتماداً على رؤية الوطنية تؤكد ضرورة تبني الابتكار”.