تم حصاد أول دفعة من السلمون المستزرع بنجاح في العالم في عام 1971، قبل أكثر من 50 عامًا، من قبل الأخوين غرينوود قبالة سواحل النرويج.
وشهد عام 1986، حدث إدخال السلمون النرويجي الخام إلى سوق السوشي الياباني.
حظي السلمون النرويجي بشعبية واسعة، وأصبح من أكثر الأسماك المفضلة في العالم، حيث يتم تصديره إلى أكثر من 100 دولة في أنحاء الأرض، ويتم تناول 14 مليون وجبة يومياً.
تطور قطاع صناعة الاستزراع المائي في النرويج بشكل سريع خلال السنوات التي تلت مزرعة السلمون الأولى، لتغدو النرويج ثاني أكبر مصدر للمأكولات البحرية، وتعتبر مسؤولة وحدها عن إنتاج أكثر من نصف أسماك السلمون الأطلسي المستزرعة في العالم. ويرتبط نجاحها كمورد رائد بمتانة العلاقات التجارية مع مختلف دول العالم، فضلاً عن الطلب المتزايد على المأكولات البحرية النرويجية المميزة بجودتها العالية.
ينسب المجلس النرويجي للمأكولات البحرية النجاح الذي تم تحقيقه إلى عوامل عدة، أبرزها، جودة موارد النرويج، والاعتماد على المعرفة العلمية، وطبيعة التقاليد العريقة المتوارثة. إذ تتمتع النرويج بطبيعة خلابة، وساحل طويل يتميز بمياهه الصافية، ودرجات حرارة المضيق البحري الباردة المستقرة، ما يخلق بيئة مثالية لتربية الكائنات البحرية على مدار العام، ويدعم الجهود المبذولة في مجال الاستزراع المائي وصولاً إلى إنتاج سمك السلمون الأطلسي عالي الجودة.
تلعب الظروف البيئية الفريدة في النرويج دوراً أساسياً في ترسيخ مكانتها كمورد للمأكولات البحرية، ووجهة منتجة للسلمون الطازج الصحي. عززت المقومات التي تمت الإشارة إليها إلى جانب التقرير الإقليمي لسلامة الغذاء من مكانة سمك السلمون النرويجي، ما ساهم في ارتفاع الطلب عليه من الدول التي تحرص على تطبيق نمط حياة صحي مثل دولة الإمارات.
يعتبر المجلس النرويجي للمأكولات البحرية الشريك الرسمي في قطاع صناعة تربية الأحياء المائية في النرويج، لزيادة قيمة المأكولات البحرية النرويجية في جميع أنحاء العالم، وخلال هذا العام احتفل المجلس بمرور 25 عاماً على كونه مورداً لدولة الإمارات، وخلال العقدين الماضيين، ساهم التعاون في تصدير المزيد من سمك السلمون النرويجي إلى دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية.
بدأ المجلس النرويجي للمأكولات البحرية عمليات التصدير إلى دولة الإمارات في عام 1998، بشحنة مقدارها 200 طن من سمك السلمون، وتلاها شحنات هائلة على مدار 25 عاماً، ليقدر عدد الوجبات التي تم تصديرها إلى دولة الإمارات بأكثر من 40 مليون وجبة. تواصل النرويج رفع مستوى الزراعة المائية في مساحاتها بصفتها دولة رائدة في إنتاج السلمون، تقدم منتجات بحرية عالية الجودة.
تلعب صناعة الاستزراع المائي النرويجي دوراً أساسياً في دعم عجلة التطور الاقتصادي وتعزيز نشاط المجتمع الساحلي في النرويج. ووفقاً لتقارير المجلس النرويجي للمأكولات البحرية تخلق كل 10 وظائف أساسية في مصايد الأسماك النرويجية ثماني وظائف في قطاعات أخرى.
ويتم إنتاج ما يعادل 3.5 كرونة نرويجية في باقي القطاعات مقابل كل 1 كرونة في مصايد الأسماك، وخصوصاً في شمال النرويج، حيث المدن تكون معزولة، وتربية الأحياء المائية هي المحور الأساسي لتوفير سبل العيش في مناطق القطب الشمالي. تخلق الصناعة مناخاً ملائماً لإحياء مجتمعات الصيد في النرويج، ويمتد تأثيرها على نطاق أوسع لتحفز النمو الاقتصادي المحلي والدولي.
يشهد العالم تزايداً ملحوظاً في مجال الاهتمام بالزراعة المائية، ما يعزز أهمية الاستفادة من الخبرة النرويجية والطرق المستخدمة والتوجيهات المتبعة لتطوير طرق الاستزراع المائي على النطاق العالمي. رسخت النرويج مكانتها الرائدة، وتبنت نهج الابتكار في هذا المجال من خلال اعتماد مبادئ توجيهية صارمة لحماية الحياة البحرية، والمراقبة الدقيقة لظروف المياه، وتطوير البنى التحتية المتكاملة لدعم الطلب المتزايد على السلمون النرويجي. تستمر صناعة الاستزراع المائي النرويجي في التطور مع إدخال التقنيات الحديثة، ما يمهد الطريق لاستكشاف طرق مبتكرة لتربية الأنواع المحلية الأخرى، مثل سمك القد النرويجي.