شكل هذا الفصل الدراسي بالنسبة لطلبة كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأمريكية في الشارقة تجربة انغماسيه غامرة اختبروا خلالها معرض بينالي الشارقة 15 عبر مساق جديد تم طرحه بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون، والذي اختتم بسلسلة من العروض التقديمية التي عرض الطلبة خلالها أفكارهم الفنية المستوحاة من معرض الفن المعاصر.
وأتاح هذا التعاون، الذي أشرفت عليه الأستاذة المساعدة الدكتورة كريستيانا بونين في كلية العمارة والفن والتصميم في أمريكية الشارقة، فرصًا للطلبة لاكتساب المهارات الأساسية اللازمة لدعم قطاع الثقافة والفن سريعي النمو في المنطقة عبر حوارات ونقاشات مع كبار المتخصصين في عالم الفن، بما في ذلك القيمون على المعارض الفنية والفنانين وخبراء المتاحف والمعارض والمهندسين المعماريين.
ويأتي “بينالي الشارقة 15: التاريخ حاضراً” الذي قيّمته حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، تجسيداً لرؤية الباحث والناقد الراحل أوكوي إينوزور، وما أحدثته أفكاره وتصوّراته من أثرٍ هائل على الفن المعاصر، والتي أفضت إلى صياغة مشروع فكري طموح رسَمَ معالم تطور الكثير من المؤسسات والبيناليهات حول العالم.
وقالت نورة المعلا، مدير التعليم والأبحاث في مؤسسة الشارقة للفنون: “إن منهج المساق التجريبي يتوافق مع مهمة مؤسسة الشارقة للفنون الأساسية، في تنمية المعارف الفنية لدى الشباب والطلبة، وتوفير بيئة تشجع على المشاركة في مجال الفن باستمرار”.
وأضافت: “إنه لمن دواعي سرورنا التعاون مع أمريكية الشارقة لتطوير منهج فريد يركز على بينالي الشارقة 15، حيث أتاح هذا البرنامج للطلبة دراسة أسلوب التقييم الفني للبينالي ونواحيه النظرية ومدى تأثيره على عالم الفن ضمن بيئة تعليمية شيقة وديناميكية، فنحن ملتزمون بتقديم الدعم للمؤسسات التعليمية والطلبة أثناء استكشافهم للمفاهيم النقدية والإبداعية”.
وقد اكتسبت المجموعة متعددة التخصصات المكونة من 16 طالبًا وطالبة فهمًا فريدًا وأساسيًا للمهارات والخبرات وأساليب التفكير النقدي التي تدعم مهنة تنظيم المعارض.
قالت الدكتورة بونين: “اختبر الطلبة تجربة المعرض بصفتهم قيمين ونقادًا وأفرادًا من الجمهور. لقد عرّفهم هذا المساق الذي سمح لهم بالتنقل بين مواقع مختلفة خلاله على مجموعة واسعة من الأعمال الفنية وأساليب تنظيم المعارض والموضوعات التي تربط المجتمعات من مختلف أنحاء العالم، وهذه مهارات ضرورية لتطوير المواهب الجديدة للمؤسسات الثقافية والصناعات الإبداعية في المنطقة”.
وأضافت: “كما كان من المثير للاهتمام بشكل خاص التعرف على الموضوعات والأساليب التي كان لها صدى كبير لدى كل طالب أثناء استكشافهم لعملية تنظيم المعارض وكيفية إيصال الأفكار بصريًا ومكانيًا”.
وفي حديثه عن تجربته، قال أحنف عبد الرحمن، طالب سنة أولى تخصص اتصال مرئي، إن المساق زوده بمهارات أساسية حيوية. قال: “المساقات الأخرى تعلمك ما يجب أن تفكر فيه، أما هذا المساق ART 394 فهو يعلمك كيف تفكر. ونظرًا لطبيعته، فأنت تجد نفسك بحاجة ماسة لأن تفكر بشكل فعلي وجدي وإلا فإن أقرانك سوف يتحدون وينقدون ما تقدمه بشدة”.