أعلن معهد الابتكار التكنولوجي، مركز الأبحاث العلمية الرائد عالمياً وذراع الأبحاث التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي، اليوم عن إطلاق مختبراته الجديدة المتخصصة في أمن الأجهزة باستخدام اختبارات أنظمة التشفير وتحليلات المستوى الأمني في الأنظمة المدمجة (الأجهزة والبرمجيات).
وتمثل هذه المختبرات الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي مجهزة بالكامل لتوفير القدرات المتقدمة في إطار تحليل القنوات الجانبية والهجمات المبنية على حقن الأخطاء واختبارات الاختراق في الأجهزة والتحليل العشوائي وغيرها من الأساليب المتقدمة.
وتساهم قدرات الهندسة العكسية التي زُودت بها المختبرات بتمكينها من توظيف خوارزميات التعلم الآلي للكشف عن البرمجيات الضارة وبرامج الفدية. وتضم المختبرات الجديدة فرقاً متعددة التخصصات تتمتع بخبرات واسعة في مجالات متنوعة، ومنهم أخصائيي التشفير النظري والتطبيقي والأخصائيين الأمنيين وخبراء الهندسة العكسية ومهندسي الإلكترونيات والباحثين المختصين في تحليل القنوات الجانبية والهجمات المبنية على حقن الأخطاء.
ويذكر أن المختبرات الجديدة تتبع لمركز بحوث علم التشفير لدى معهد الابتكار التكنولوجي، ومن المتوقع أن تصبح محطة شاملة لتصميم أنظمة التحقق الأمني والتقييمات في مجالات السلامة الوطنية والمركبات والتطبيقات الصغيرة المبنية على تقنية إنترنت الأشياء (المنازل والعدادات الذكية) وغيرها. وستساهم المختبرات أيضاً في دعم التطبيقات في القطاع الصناعي (الشبكات الذكية) والرعاية الصحية (أمن الأجهزة الطبية) والأجهزة والتطبيقات المقاومة للتشفير ما بعد الكمي، في حين يمكن توظيف أنظمة التحقق هذه في العديد من المشاريع الرئيسية مثل مشاريع الأنظمة المدمجة والبطاقات الذكية ولوحات الدوائر المطبوعة (PCBs) ورقاقات الدوائر المتكاملة الخاصة بالتطبيقات (ASIC) ولوحات مصفوفة البوابة القابلة للبرمجة (FPGA) وأجهزة التحكم الدقيقة المتوفرة تجارياً وغيرها من الأجهزة.
وقد زودت المختبرات بمعدات متقدمة مثل أدوات القياس الدقيقة وأجهزة قياس التذبذبات ومولدات الإشارات وأجهزة تحليل المنطق وأجهزة الليزر ومنصات اختبار القنوات الجانبية وحقن الأخطاء، فضلاً عن المجسات الكهرومغناطيسية والكابلات وأجهزة التضخيم والحجرات المناخية ومنصات الاختبار الحديثة، كما أنها تضم خوادم تخزين مخصصة ضمن بيئة مضبوطة المناخ لضمان دقة الاختبارات وحماية سرية جميع البيانات الموجودة داخلها. ومن الأهداف الرئيسية لهذه المختبرات ترسيخ مكانة دولة الإمارات وسيادتها التقنية في مجال التشفير المدمج، وذلك من خلال دعم مختلف مراحل الأنظمة من التصميم والتنفيذ والتحقق والتقييم الأمني، فضلاً عن تقديم الدعم في مجالات التوثيق والتدريب.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي وأسباير، د. راي جونسون: “يعد الأمن واحداً من العناصر الممكنة الرئيسية في عصرنا الحالي، ونفخر بمساهمتنا في تطوير الأنظمة الأمنية في المنطقة من خلال مختبراتنا المتقدمة المختصة بأمن الأجهزة. ويتسم مجال الأمن السيبراني بصعوبته لا سيما في عصرنا الحالي الذي يولي تركيزاً كبيراً للتحول الرقمي، حيث أصبحت تقنيات الحوسبة الكمية واقعاً وفي نفس الوقت تحاول الجهات الجرمية دائماً اختراق البروتوكولات الأمنية المعقدة. وبصفته واحد من الجهات الرائدة في تمكين الحلول التكنولوجية، أثبت معهد الابتكار التكنولوجي التزامه بتطوير التقنيات وإيجاد الحلول التي تمنحنا الأفضلية وتساعد في الحفاظ على أمننا.”
وبدورها، قالت د. نجوى الأعرج، كبير الباحثين لدى مركز بحوث علم التشفير: “يجمع مختبر أمن المعدات لدينا فريقاً من الخبراء المهرة ويتبع الأساليب المبتكرة التي تساهم في الارتقاء بمستوى التصاميم لمنتجات العملاء، ويتضمن ذلك تطبيقات تشفير الأجهزة والمعدات والأنظمة المدمجة، وفي نفس الوقت ضمان سرية وسلامة البيانات الأساسية. وستساهم مختبراتنا الجديدة في تعزيز مساعينا نحو البناء على الأبحاث الأكاديمية والصناعية الناشئة والارتقاء بمستوى خدماتنا وعروضنا.”
ومن الجدير بالذكر أن مختبر أمن الأجهزة الجديد يعد جزءاً من رؤية معهد الابتكار التكنولوجي المتمثلة في إيجاد الحلول الفعالة للتهديدات المستمرة والمشاكل المحتملة التي تواجهها المجتمعات الرقمية اليوم ومستقبلاً.