يستهدف دوري الدرجة الأولى الإيطالي فرص الاستثمار من الشرق الأوسط، فيما يجتذب الدوري الكروي شركات الاستثمار العالمية والمؤسسات المالية الكبرى.
وتضم منطقة الخليج استثمارات كبيرة في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بما في ذلك فريق نيوكاسل يوناتيد الذي استحوذ عليه صندوق الاستثمارات السعودي، ونادي مانشستر سيتي الذي تملكه مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، فيما تملك شركة أوريكس قطر للاستثمارات الرياضية نادي باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي ليج 1.
ولكن، وحتى هذه اللحظة، لم تدخل استثمارات المنطقة الدوري الإيطالي الذي تسيطر عليه شركات الاستثمارات الأمريكية.
وفي عام 2021، ارتبط اسم شركة مبادلة للاستثمار بخطوة لشراء نادي إنتر ميلان الذي وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا هذا العام، كما ارتبط اسم النادي أيضًا بصندوق الاستثمارات العامة السعودي بصفقة شراء لم تتحقق بلغت قيمتها مليار دولار، كان قد تم مناقشتها لأول مرة العام الماضي.
وفي شهر أبريل من هذا العام، أفادت تقارير بارتباط شركة انفيستكورب البحرينية لإدارة الأصول، باعتبارها جزء من مجمع للمستثمرين يتطلع لشراء نادي إنتر ميلان، بعد ارتباط اسمه سابقًا بخطوة لشراء جاره إي سي ميلان سابقًا.
وفي هذا السياق، تحدث ألفونسو دي ستيفانو، المدير الإداري لدوري الدرجة الأولى الإيطالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حوار حصري مع موقع أرابيان جلف بيزنيس إنسايت: “ أدرك تمامًا إمكانية حدوث هذا الشيء مستقبلًا. يضم دورينا العديد من الأندية تحت ملكية أجنبية، وهناك اهتمام مستمر في المنطقة تجاه أندية كرة القدم الإيطالية”.
وكان دوري الدرجة الأولى الإيطالي قد افتتح مكتبه الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في أبوظبي خلال هذا الأسبوع، ليصبح ثاني مكتب عالمي خارج إيطاليا بعد إطلاق مكتب في مدينة نيويورك العام الماضي لتغطية أسواق أمريكا الشمالية.
ومن هذا الموقع الجديد الكائن في ياس كريتيف هاب في أبوظبي، يطمح دوري الدرجة الأولى الإيطالي إلى توسيع قاعدته الجماهيرية في المنطقة، وإطلاق شراكات مع الهيئات الرياضية والشركات الناشطة في هذا القطاع في مختلف أنحاء المنطقة.
وفي عام 2011، كانت ملكية جميع أندية دوري الدرجة الأولى الإيطالي تعود إلى شركات إيطالية. والآن تملك شركات أجنبية حصص الغالبية في نصف الأندية الـ 20 في الدوري، وتسعة من أصل هذه الأندية العشرة تتبع مستثمرين أو مجمعات استثمارية في أمريكا الشمالية.
ووفقًا لتقرير نشرته موقع “فوتبول بينش مارك” التابع لشركة “كي بي إم جي” للاستشارات المالية، تضم إيطاليا واحدة من أغنى وأعرق الثقافات في كرة القدم، حيث حققت العديد من الإنجازات والكؤوس على صعيد المنتخب والأندية وأساطير اللاعبين وكبار المدربين والأندية عالمية الشهرة، لتوفر أصولًا ذات أهمية كبيرة وخاصة عندما تشكل العلامة التجارية عاملًا رئيسيًا في الاستثمار.
ولم تصل أي من الأندية الإيطالية إلى المراكز العشرة الأولى في أحدث إصدار من قائمة ديلويت لأغنى أندية كرة القدم في العالم الصادر في وقت سابق من هذا العام.
وعلى القائمة، تراجع موقع نادي جوفنتوس من المرتبة التاسعة إلى المركز 11، بإجمالي عائدات بلغ 400.6 مليون يورو، فيما حل نادي إنتر ميلان في المركز 14 (بإجمالي عائدات 308.4 مليون يورو)، فيما جاء فريق إي سي ميلان في المركز 16 (264.9 مليون يورو). وتأثرت عائدات الأندية باعتبار أن فترة طويلة من موسم 2021-2022 كانت قد أقيمت تحت ظروف جائحة كوفيد والقيود المرتبطة بحضور الجمهور خلالها.
وبدوره، أضاف سايمون تشادويك، استاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في جامعة سكيما للأعمال في باريس، بأن كرة القدم الإيطالية: “العملاق التجاري النائم في كرة القدم الأوروبية”.
وتابع: “يمثل كل من الدوري والأندية الفردية فرصة استثمارية مربحة، وخاصة أننا في السنوات الأخيرة، بدأنا نشهد توجهًا استراتيجيًا واستثماريًا نحو كرة القدم الإيطالية، ولذه فإنا هذا القطاع يمثل بديلًا منخفض التكلفة وعالي القيمة مقارنة بالدوري الإنجليزي الممتاز”.