أعلن علماء من ألمانيا وكوريا الجنوبية وكندا أن الغطاء الجليدي للمحيط المتجمد الشمالي سيختفي في الصيف بحلول عام 2030، مما يعد أقل من المتوقع سابقًا بحوالي عقد.
وتشير دراسة نُشرت في مجلة Nature Communications إلى أن الاحترار المستمر لن يمنع انخفاض الجليد العائم في القطب الشمالي، حتى إذا تم تحقيق هدف تغير المناخ العالمي المتفق عليه في اتفاقية باريس بتقليل الارتفاع الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
وحذر العلماء من أن فقدان الجليد البحري الصيفي في القطب الشمالي سيكون له تأثير كبير على النظام البيئي، وقد أكدوا أنها ستكون خسارة هامة لمنظر طبيعي وموئل للعديد من الكائنات الحية. ستؤثر هذه التغيرات على الطقس والأشخاص والنظم البيئية على مستوى العالم، وليس فقط داخل المنطقة.
وأشارت الدراسة إلى أن ذوبان الجليد الدائم في غرينلاند سيؤدي أيضًا إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وارتفاع مستوى سطح البحر بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، يحتوي الغطاء الجليدي الضخم في غرينلاند على كمية كبيرة من المياه المجمدة التي، إذا ذابت، سترفع مستوى المحيطات بحوالي ستة أمتار.
وبالمقابل، يؤكد العلماء أن ذوبان الجليد البحري ليس له تأثير مباشر على ارتفاع مستوى سطح البحر، لأن الجليد موجود بالفعل في المياه البحرية. ولكنه يساهم في زيادة التغير المناخي والاحتباس الحراري بشكل عام.
وتشير الأبحاث إلى أن درجات الحرارة في منطقتي القطب الشمالي والجنوبي قد ارتفعت بنسبة تصل إلى ثلاث درجات مئوية مقارنة بمستويات نهاية القرن التاسع عشر، وهو ثلاثة أضعاف معدلات الاحترار العالمية.
ويُعتبر المحيط المتجمد الشمالي “خالًا من الجليد” عندما يكون أقل من مليون كيلومتر مربع مغطى بالجليد، أي ما يعادل حوالي 7% من إجمالي مساحة المحيط. وتشير الدراسة الجديدة إلى أن فقدان الجليد في سبتمبر – وهو شهر الحد الأدنى السنوي للجليد – يتسارع بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا بناءً على توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، التابعة للأمم المتحدة.
وتشير الدراسة أيضًا إلى أن النشاط البشري يلعب دورًا رئيسيًا في انخفاض الغطاء الجليدي، حيث يمكن أن يعزى ما يصل إلى 90% من التغيرات إلى النشاط البشري، مع تأثيرات طفيفة نسبيًا من العوامل الطبيعية مثل النشاط الشمسي والبركاني.
وتم تسجيل الحد الأدنى لمدى الجليد البحري في القطب الشمالي في عام 2012 بمساحة 3.4 مليون كيلومتر مربع، وهو أدنى مستوى حتى الآن. وقد تم تسجيل ثاني وثالث أدنى مستويات في عامي 2020 و2019 على التوالي. أما في القارة القطبية الجنوبية، فقد تم تسجيل أدنى مستوى للجليد البحري في فبراير بمساحة 1.92 مليون كيلومتر مربع، وهو أقل مستوى تم تسجيله على الإطلاق وأقل بمليون كيلومتر مربع من متوسط الفترة من عام 1991 إلى 2020.
إن تغير المناخ وتراجع الجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي والجنوبي يثير قلقًا كبيرًا بسبب تأثيره على الأنظمة البيئية والطقس العالمي ومستوى سطح البحر. يتطلب التصدي لهذه المشكلة جهودًا عالمية متواصلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتبني سلوك أكثر استدامة من قبل البشرية.
المصدر: phys.org