كشف استطلاع حديث أجرته شركة “جارتنر” للأبحاث أن 81% من الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات لدى الشركات الكبرى يخطّطون لزيادة عدد العاملين ضمن فريق تقنية المعلومات خلال العام 2023. بالمقابل، أشار 14% منهم فقط إلى احتمال تقليص حجم فريق تقنية المعلومات، في حين رجّح 5% منهم بقاء الفريق على ما هو عليه.
وقال خوسيه راميريز، كبير المحلّلين لدى “جارتنر” للأبحاث: “لا يزال استقطاب الكفاءات التقنية واستبقائها الهاجس الأكبر الذي يشغل تفكير الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات. وعلى الرغم من التّقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن “جارتنر” تتوقّع عدم تأثر أسواق العمل العالمية خلال الأعوام القليلة المقبلة بسبب التأخير في تبني هذه التقنيات على صعيد المؤسسات، والمدة الزمنية التي تستغرقها عمليات التنفيذ، وتعلّم استخدام هذه التقنيات”.
وأشار 4% فقط من المسؤولين التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع إلى أن العاملين المدعومين بالذكاء الاصطناعي يشكلون أحد موارد إنتاج التقنية في الوقت الحاضر.
وقد أجري الاستطلاع خلال الفترة ما بين أكتوبر ونوفمبر من العام 2022، وشمل 501 مشاركاً منهم 182 من الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات لدى شركات كبرى في مناطق أمريكا الشمالية، وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وآسيا المحيط الهادئ. ويضمّ قطاع الشركات الكبرى شركات تجارية تبلغ إيراداتها السنوية مليار دولار أمريكي أو أكثر.
دوافع مخطّطات رؤساء تقنية المعلومات لزيادة العاملين في فرق تقنية المعلومات خلال 2023
وأضاف راميريز:” أقدمت الشركات الكبرى على إطلاق مبادرات رقمية عديدة على مر العامين الماضيين، كان أبرزها مبادرات التميّز التشغيلي وتجربة العملاء أو المواطنين، إلا أن هذه المبادرات لا تلبي عادة احتياجات هذه المؤسسات بالسرعة الكافية”.
ويخطط 76% من الرؤساء التنفيذيين لدى الشركات الكبرى لزيادة عدد العاملين في فريق تقنية المعلومات خلال العام 2023 بنسبة 10% على أقل تقدير بهدف توفير الدّعم للمبادرات الرقمية لمؤسساتهم.
وبينما يتطّلع الرؤساء التنفيذيون إلى توسيع فرق تقنية المعلومات، فقد واجه العديد منهم عقبات في توظيف الكفاءات المطلوبة بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة. ونظرا لهذه التقلّبات الاقتصادية السائدة، فقد أشار 41% من هؤلاء المسؤولين إلى تباطؤ إجراءات التوظيف لشواغر تقنية المعلومات، في حين أفاد 35% منهم إلى تقليص الميزانية المخصصة لتقنية المعلومات، وأقرّ 29% بتجميد عمليات التوظيف في مجال تقنية المعلومات (انظر الشكل 1).
الشكل 1. الإجراءات المُتّبعة في توظيف كفاءات تقنية المعلومات استجابة للتقلّبات الاقتصادية
المصدر: “جارتنر” (يونيو 2023)
وتابع راميريز:” يبادر الرؤساء التنفيذيون إلى اتخاذ تدابير استباقية لمواجهة التقلّبات الاقتصادية من خلال التساهل في الشروط المتعلقة بمواقع العمل والمتطلبات المطلوبة من أجل توظيف المزيد من الكفاءات التقنية لديهم. وقد نجحت بعض المؤسسات من خلال تعيين بعض التقنيين حديثي الخبرة، ومن ثمّ تزويدهم بفرص تطوير مهاراتهم لتمكينهم من تلبية الاحتياجات التقنية المطلوبة”.
كما أشار الاستطلاع إلى قيام العاملين وفقاً للنظام المعادل لدوام كامل (FTE)، بإنجاز معظم الأعمال التقنية لدى المؤسسات. ويقوم موظّفو تقنية المعلومات الدائمون بإنجاز 56% من الأعمال، في حين أن التطورات التقنية مثل الأتمتة والعمل المُعزّز بتقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في تغطية قرابة 9% فقط من الأعمال اليوم.
يقول راميريز:” إن الاعتماد على العاملين بنظام العمل المعادل لدوام كامل (FTE) لتلبية متطلبات التحوّل الرقمي قد يكشف السبّب وراء مخطّطات الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات لزيادة العاملين في فرق تقنية المعلومات لديهم خلال العام 2023″.
المسؤولون التنفيذيون يخطّطون لتعزيز مهارات كفاءاتهم التقنية
مع الطلب المتزايد على الكفاءات التقنية، يركّز المسؤولون التنفيذيون لدى المؤسسات الكبرى خلال إجراءات توظيف هذه الكفاءات على توفّر مواصفات أهمها امتلاك المهارات التقنية، والمهارات الشخصية (مهارات الاتصال، وإدارة العلاقات)، والانسجام مع ثقافة المؤسسة. وأشار الرؤساء التنفيذيون لدى هذه الشركات إلى الأمن السيبراني، والمنصات السحابية، وتجربة العملاء/المستخدم بكونها أهم المهارات التقنية المطلوبة خلال العالم 2023.
ويخطّط قرابة نصف رؤساء تقنية المعلومات لدى الشركات الكبرى للاستثمار في برامج التدريب لتعزيز وصقل مهارات فرق تقنية المعلومات لضمان توفّر التخصّصات، والمهارات، والإمكانات اللازمة ضمن هذه الفرق للمساعدة في تحقيق أهداف شركاتهم. وأوضح 46% من الرؤساء التنفيذيين لتقنية المعلومات أنهم يخطّطون لإنشاء فرق دمج لمختلف التخصصات، كما أشارت نسبة مماثلة منهم إلى عزمهم أتمتة سير الأعمال لتفريغ مزيد من وقت فرق تقنية المعلومات.
واختتم راميريز:” إن تعيين الخبرات التقنية الملائمة يستغرق وقتاً يحتاج إلى التخطيط، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمختصين في هندسة التصاميم، والأمن السيبراني، والحوسبة السحابية، وتطوير البرامج المرنة. إذ لا بد من التأكد من امتلاك فرق تقنية المعلومات للتخصصات المطلوبة، والمهارات، والإمكانيات اللازمة لتحقيق أهداف الشركات. وقد يتطلب هذا الأمر اعتماد منظومة عمل هجينة تجمع ما بين كفاءات تقنية المعلومات والخبرة في إدارة الأعمال”.