الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

د. محمد العريان ماذا يحدث عندما تتحكم نفقات الخزانة العامة في دفع الاقتصاد.

على مدى السنوات الـ 15 الماضية، اعتمد الاقتصاد الأمريكي على مزيج من التمويل العام والخاص لزيادة معدلات السيولة بالأسواق المالية، وتعزيز أسعار الأصول ودفع النمو الاقتصادي.

وكان إتاحة الائتمان بشكل واسع من قبل القطاع الخاص في الأوقات الجيدة، وضخ السيولة بأحجام هائلة من القطاع العام خلال الأوقات الأكثر صعوبة تعد عملية متسلسلة ومتتابعة، ولكنها تطورت لتصبح متزامنة في وقت واحد. نتج عن ذلك زيادة ضخمة في مستوى الرافعة المالية وهو ما قوبل بالترحاب من قبل الأسواق شجعه معظم الاقتصاديين حتى الآن. لكنها ستصبح أكثر إشكالية إذا لم يتم التحقق من صحة الاقتصاد الذي تقوده إدارة الخزانة العامة من خلال النمو القوي الشامل والمستدام أيضًا.

دعونا نبدأ بكيف وصلنا إلى الانفصال الكبير بين الأساسيات الاقتصادية والمؤسسية والشهية المرتفعة للمخاطرة، من جانب كل من مقدمي ومستخدمي تمويل الديون.

في خضم الأزمة المالية العالمية في عام 2008، كان ائتمان القطاع الخاص يعمل بكامل قوته، الى جانب ازدهار إصدار السندات، كما كان هناك ارتفاع سريع في اصدار السندات، والتي أوجدت طرقًا جديدة لزيادة الرافعة المالية بميزانيات الشركات والأفراد مع تقليل الحواجز أمام دخول الدائنين. لكن الأمور اتخذت مجرىً خاطئا نتج عنه زيادة ضخمة بمستويات المخاطرة.

وعندما أصبح الوضع في القطاع الخاص غير منظم من أجل تخفيض المديونية، كان على القطاع العام أن يتدخل ويفعل كل ما بوسعه لتجنب الدخول في حالة من الكساد. ارتفعت الديون الحكومية والميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي – مصحوبة بتأكيدات من المسؤولين بأن معدلات النمو سوف تنعكس بمجرد انتعاش النمو الاقتصادي.

لكن الخروج من هذا النظام أصبح صعباً في سنوات ما بعد الأزمة، وجاءت محاولة سابقة لأوانها للحد من عجز الحكومة وهو ما يخفض من معدلات النمو، مما يضيف إلى انعدام الأمن الاقتصادي لدى الأفراد – خاصة مع تدفق المزايا الناتجة عن النمو الهزيل فقط الى الشرائح الميسورة من المجتمع. وبدلاً من تقليل ميزانيته العمومية، لجأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الى توسيعها، في انتظار أن يتسلمها أولئك الذين لديهم قدرة أكبر على تحقيق نمو اقتصادي حقيقي ودائم في سياسة اتسمت بالمراوغة.

وفي الوقت نفسه، اتجه القطاع الخاص الى الاقتراض، حيث لم تشجع أسعار الفائدة المتدنية التي أقرها مجلس الاحتياطي الفيدرالي على تمويل التوسع التشغيلي ولكن أيضًا – وبصورة أكبر بكثير – على شراء الأسهم، وتوزيع أرباح مرتفعة للأسهم، الى جانب السعي وراء عمليات الدمج والاستحواذ. ثم جاءت صدمة وباء كورونا للاقتصاد والأسواق.

في مواجهة تهديد جديد بالركود الاقتصادي، أصبح القطاع العام يميل إلى اتباع منهج “مهما كلف الأمر”. انفجرت الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي – حيث تضاعفت تقريبًا إلى ما يقرب من 7 تريليون دولار في أقل من شهرين – كذلك الاقتراض الحكومي الأمريكي، الذي ارتفع بنسبة 15% إضافية من الناتج المحلي الإجمالي.

كانت أبعاد وحجم هذه السياسات يعتبر في السابق غير قابل للتفكير فيه. ولكن للتغلب على مخاطر حدوث خلل في السوق وتجميد عمليات الائتمان، أصبح بنك الاحتياطي الفيدرالي الآن لا يقوم فقط بضمان مخاطر السيولة ومخاطر الائتمان للشركات عالية الجودة، بل أيضًا يضمن مخاطر التخلف عن السداد في سوق السندات غير المرغوب فيها.

تضمنت الإجراءات المالية لمواجهة آثار وباء كورونا إرسال شيكات معونة نقدية إلى الأسر الأمريكية كجزء من جهود الإغاثة واسعة النطاق.

استفادت الأسواق المالية من التأثير الفوري لهذه الجهود، وسجل إصدار سندات الشركات أرقاماً قياسيةً جديدة، وكذلك تدفقات أموال المستثمرين إلى أسواق الائتمان، على الرغم من انخفاض العائدات بشكل كبير. تضمن التأثير غير المباشر، إصدار السندات من الأسواق الناشئة بأكثر من 300 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام، متجاوزة المستويات المسجلة بنفس الفترات في عامي 2018 و 2019.

سيثبت الارتفاع الكبير في الرافعة المالية جدواه وستعتبر مستويات الدين هذه يمكن تحملها، فقط في حالة انتعاش النمو الاقتصادي بسرعة. وطبقا لهذا السيناريو، يمكن اعتبار استخدام الشركات والدول للديون في تعزيز الاحتياطيات النقدية وتعويض النقص الكبير في الإيرادات، طريقة حكيمة لتجنب مشكلات السيولة المؤقتة التي قد تتحول إلى مخاطر ملاءة مالية.

ولكن إذا جاءت معدلات النمو مخيبة للآمال، فسوف يتعين على الاقتصاد والأسواق التعامل مع عبء الديون الكبير والذي سينتج عنه مشاكل أكبر للبنك المركزي في الأسواق، الى جانب آفاق نمو أقل.

وبالنظر إلى أن هذا الانتعاش الاقتصادي يعتبر ناشئاً ويخضع لحالة من عدم اليقين، فإن الحل ليس سرعة التخلص من الديون من قوائم الميزانية العمومية، ولكن عوضاً عن ذلك، تظهر الحاجة الى التطور. يجب أن تضمن الحكومات وجود أساسًا أقوى للنمو المرتفع والمستدام الذي يفيد كل الطبقات وليس فقط الأغنياء في المجتمع، كما يجب أن يكون المستثمرون أكثر انضباطًا من حيث تقليل التعرض لمخاطر الإفلاس وخسائر رأس المال. وأخيرًا، تحتاج الشركات إلى مقاومة إغراء استخدام الديون في زيادة التدابير المالية وارتفاع الأجور للوظائف التنفيذية.

أخبار ذات صلة

أسعار الخضار والفاكهة اليوم الخميس

أسعار الدواجن والبيض في الأسواق اليوم الخميس

جولد بيليون: ارتفاع محدود في سعر الذهب وترقب لبيانات التضخم

“الزراعة”: المجازر الحكومية استقبلت أكثر من 34 ألف أضحية في العيد بجميع المحافظات

وزيرة البيئة تلقي كلمة مصر فى الجلسة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات UNOC3

وزير المالية: اقتصاد مصر يتحسن.. و«اللي جاي أفضل»

أسعار الخضار والفاكهة اليوم الاربعاء

أسعار الدواجن والبيض في الأسواق اليوم الاربعاء

آخر الأخبار
ABB تسلط الضوءعلى أولوية كفاءة الطاقة الصناعة العالمية وتدعو لتحرك عاجل لتطبيقها منتدى الخمسين سيدة يطلق النسخة الأولى من جائزة الإنجاز مدى الحياة للمرأة 23 يونيو الجاري ITIDA Launches Nationwide Internship Program to Train 10,000 Students in Emerging Tech and Digital A... "إيتيدا" تطلق أكبر نسخة من برنامج التدريب الصيفي لتأهيل 10 آلاف طالب في تكنولوجيا المعلومات والفنون ... وزير قطاع الأعمال يبحث مع الرئيس التنفيذي لمجموعة "ماير تكنيمونت" تطورات مشروع حامض النيتريك بشركة ك... وزير الصحة والسكان يبحث مع شركة MSD تعزيز التعاون في القطاع الصحي تحطم طائرة تابعة للهند على متنها 133 راكبًا إيران تندد بقرار وكالة الطاقة الذرية وتعتبره سياسيا لا يستند إلى أسس قانونية مياه الإسكندرية تجدد شهادة أيزو 50001 لنظام إدارة الطاقة بمحطة المنشية (2) وزير الإسكان: بدء تسليم أراضى بيت الوطن بالعبور الجديدة 22 يونيو الجارى رئيس هيئة الدواء يُشارك في الاجتماع المشترك لمجلسي إدارة وكالة الأدوية الإفريقية والأوروبية تحالف استثماري بين شركتى "سامكو" و"سيجمنت".. لإطلاق كيان عقاري ضخم وزير الإسكان يصدر 22 قرار إزالة لمخالفات بناء وتعديات في دمياط الجديدة والسادات والساحل الشمالي تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل التعاملات اليوم الخميس نائب محافظ البنك المركزي يشهد إسناد إدارة صندوق "إنكلود" للتكنولوجيا المالية لـ "دي بي آي" روجينا تشارك جمهورها لقطة عفوية لـ أشرف زكي بالمصيف رينو كابتشر أوتوماتيك سعرها 500 ألف جنيه جهاز لوحي خارق للألعاب.. إليك أهم مواصفاته والسعر سامسونج تغزو الأسواق بهاتف قابل للطي تعرف على فوائد المشمش الشهي