تقلص قطاع التصنيع في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر مع استمرار المنتجين في مواجهة طلب ضعيف في الداخل والخارج، ما أدى إلى سنة تقريباً من الانخفاض.
في المقابل، انخفضت تكاليف الإنتاج للشركات المصنعة بأكبر معدل منذ عام 2016، ما اعتبر أحد “أعراض” ضعف الطلب، وفق استطلاع مؤثر.
إذ سجّل استطلاع “مؤشر مديري المشتريات في قطاع التصنيع” والصادر عن “ستاندرد أند بورز غلوبال”/ “المعهد القانوني للشراء والتوريد- المملكة المتحدة” والخاضع إلى مراقبة حازمة، قراءة بلغت 46.5 نقطة في يونيو، بانخفاض عن 47.1 نقطة في مايو ، لكنه جاء متقدماً قليلاً عن توقعات وضعها اقتصاديون.
وحينما يصل المؤشر إلى أقل من 50 نقطة، يعتبر ذلك مؤشراً على حدوث انكماش في القطاع الصناعي، بينما تعتبر القراءات فوق مستوى الـ50 نقطة مؤشراً على حدوث نمو فيه.
ويظهر الاستطلاع قراءة سلبية منذ 11 شهراً على التوالي، مع تعمق الانكماش الذي يواجه القطاع.
وانخفضت مستويات الإنتاج والطلبيات الجديدة والتوظيف خلال يونيو 2023، على رغم بروز مؤشرات على تراجع الضغوط الخاصة بالأسعار والمعروض.
وكذلك وجد التقرير أن المصنعين واجهوا مسألة ضعف الطلب في الأسواق المحلية والخارجية على حد سواء، ما أدى إلى انخفاض حاد في الطلبيات الجديدة وتردد العملاء في الالتزام بعقود جديدة.
وبالتالي، أدى ضعف الاهتمام من بلاد كالولايات المتحدة والصين وأوروبا والبرازيل إلى انخفاض الصادرات، في حين انخفض الطلب الأجنبي للشهر الـ17 على التوالي، وبأسرع معدل على مدار العام.
وفي الوقت نفسه، دفع انخفاض الطلبيات الجديدة المنتجين إلى إعادة تقييم مستويات التوظيف لديهم، ما أدى إلى مزيد من الانخفاض في التوظيف. وعكست الخسائر في الوظائف أيضاً ضعف الطلب وتراكم فوائض في السلع واللجوء إلى مبادرات لتوفير التكاليف، وفق الاستطلاع.
وفي تعليق على تلك المعطيات، ذكر المدير لدى “ستاندرد أند بورز غلوبال لمعلومات السوق”، روب دوبسون، “واصل قطاع التصنيع في المملكة المتحدة الإبلاغ عن ظروف ركود في يونيو. ويرجع ذلك إلى أن المنتجين يتأثرون بضعف أوضاع السوق المحلية وأسواق التصدير، إذ يظهر العملاء عزوفاً أكبر عن الالتزام بالإنفاق بسبب عدم اليقين في السوق وزيادة المنافسة وارتفاع التكاليف”.
وفي ملمح مغاير، خفت تراكمات التصنيع خلال الشهر وتقلصت أوقات الانتظار الخاصة بسلاسل الإمداد، في تحسن مرحب به في الظروف التي تمر بها الشركات الآن، وفق الاستطلاع.
علاوة على ذلك، انخفضت تكاليف مستلزمات الإنتاج بأسرع معدل منذ أوائل عام 2016، بسبب ضعف الطلب وانخفاض أسعار السلع.
في المقابل، ينظر إلى تلك العوامل باعتبار أنها “لا تزال ضمن أعراض الضعف الحالي للطلب الذي يواجهه القطاع، وبالتالي فمن غير المرجح أن تؤدي دوراً في تعزيز الإنتاج في المرحلة المقبلة”، وفق دوبسون.
وأضاف ذلك المدير نفسه، “لذا، يبقى المصنعون في وضعية الدفاع، ويتطلعون إلى خفض الإنفاق على الشراء والتوظيف كلما أمكن ذلك، مع إطلاق رأس المال المقيد في الأسهم”.
وفي الإطار نفسه، أوضح رئيس قطاع المنتجات الصناعية في المملكة المتحدة لدى “كاي بي أم جي”، غلين بيلامي، “إن نضوب العمل الجديد من الأسواق المحلية وأسواق التصدير، إلى جانب استمرار تخفيضات المخزونات، يعيقان إنتاج التصنيع في المملكة المتحدة، ما يهدد الوظائف والاستثمار”.