قال الدكتور أشرف غراب, الخبير الاقتصادي, نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الدورة الخامسة من قمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الأفريقي المنعقدة في العاصمة الكينية نيروبي، يأتي استكمالا للجهود المصرية التي حققتها مصر أثناء رئاستها للاتحاد الافريقي، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي يسعى دائما لتعزيز التكامل الاقتصادي والتنمية بالقارة الأفريقية .
أوضح غراب، أن القمة المنعقدة بحضور 13 دولة أفريقية جاءت في توقيت هام جدا من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية بدول القارة وذلك من خلال متابعة ملف الاندماج التجاري لدول القارة وبحث تعزيز هذا الاندماج وسبل ربط الأسواق المالية وتطوير البنية التحتية لدول القارة وجواز السفر الأفريقي الموحد، إضافة إلى بحث إنشاء سوق إفريقية مشتركة وذلك لتسريع التجارة والزراعة والأعمال والمهارات بين دول القارة الأفريقية ونقل الخبرات بين دول القارة الافريقية، خاصة مع ما تتمتع به دول القارة الإفريقية من توافر المواد الخام النادرة التي لم تتواجد في غيرها .
ولفت غراب، إلى أن مصر تولي اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة بتعزيز وتعميق العلاقات مع دول القارة الافريقية، وهذا ظهر جليا في الزيارات المكثفة والمتعددة للرئيس السيسي لدول القارة، فقد أعلنت مصر عن إقامة المنطقة الحرة الافريقية أثناء رئاستها للاتحاد الافريقي، والتواصل المصري الدائم والسعي لدعم التنمية بالقارة السمراء، إضافة لمطالبة مصر مؤخرا خلال رئاستها لمؤتمر المناخ بتعويض القارة عن الأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية التي تسبب فيها الدول المتقدمة .
وأضاف غراب، أن القارة الافريقية تشتمل على عدد من التجمعات الاقتصادية ممثلة للمناطق الجغرافية المختلفة منها الكوميسا والنيباد الذي تترأسه مصر حاليا والإيكواس والساديك وهي جميعا تشارك بقمة منتصف العام التنسيقية، موضحا أنه قد حان الوقت لاندماج هذه التجمعات الاقتصادية من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة من أجل تحقيق إنشاء السوق الأفريقية المشتركة وتطبيق منطقة التجارة الأفريقية القارية الحرة، موضحا أن القمة ستناقش العقبات التي تواجهها من أجل تسريع وتيرة الاندماج القاري، إضافة لتحرك مصر نحو التحول الصناعي الافريقي وزيادة القيمة المضافة الصناعية في الاقتصاد الإفريقي خاصة مع ما تمتلكه دول القارة من توافر المادة الخام .
تابع غراب، أن حجم التبادل التجاري بين دول القارة الأفريقية لازال صغيرا إذا ما قورن بحجم التبادل التجاري بين دول الاتحاد الاوروبي، أو الدول الافريقية والصين، وأن تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة السمراء من شأنه أن يضاعف التبادل التجاري بين الدول الإفريقية أضعافا مضاعفة، وهذا ما تسعى إليه مصر من خلال تحركات القيادة السياسية الحكيمة، إضافة إلى أن التكامل الاقتصادي بين دول القارة يزيد حجم الاستثمارات المتبادلة فكثير من رجال الأعمال المصريين نفذوا العديد من المشروعات الكبرى في دول القارة خلال السنوات الماضية .