أكثر من ثلث المؤسسات تطلب من موظفيها المسافرين لأغراض العمل اختيار رحلات طيران بأسعار أقلّ
استعرضت اليوم شركة إس إيه بي كونكر، وعلى لسان جابرييل إندريري، نائب الرئيس والمدير التنفيذي لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى الشركة، أبرز الأولويات التي يركز عليها المسافرون في رحلات عمل خلال العام القادم.
وأفاد ما يقرب من 90% من مسافري الأعمال حول العالم بأن حالة عدم اليقين التي تسود الاقتصاد العالمي قد تركت آثارها في موضوع سفر الأعمال لدى مؤسساتهم. ونتيجة لذلك، أصبحت أكثر من ثلث المؤسسات تطلب اليوم من موظفيها المسافرين لأغراض العمل اختيار رحلات طيران بأسعار تذاكر أقلّ، حتى لو كان ذلك يعني محطات توقف لأوقات أطول، أو الوصول إلى الوجهات المقصودة عبر طرق غير مباشرة، أو استخدام مطارات بديلة. لكن هذه التدابير المتبعة لخفض التكاليف قد تؤثر سلبًا في التوازن بين احتياجات العمل واحتياجات الحياة الشخصية للموظفين، عدا عن البصمة الكربونية للمؤسسات.
تلك المعلومات وردت ضمن نتائج دراسة بحثية حديثة أجرتها “إس إيه بي كونكر“، تلقي الضوء على أهمّ الأولويات لدى مسافري الأعمال الساعين إلى تحقيق النجاح في وظائفهم وعلى صعيد مستقبلهم المهني. وتشمل هذه الأولويات الاستدامة، والمرونة في سفر الأعمال، والصحة والسلامة.
ولمساعدة المؤسسات وأرباب العمل على تحقيق أهداف النمو المؤسسي واستبقاء الموظفين، يقدّم الخبراء نصائح للمؤسسات تنبغي مراعاتها:
- دعم جهود الاستدامة ببيانات واضحة
أظهرت الدراسة أن ثمّة قلقًا ملحوظًا بين الموظفين بشأن التأثير البيئي لسفر الأعمال، إذ أبدى ربعهم تقريبًا استعدادهم لرفض رحلات العمل لهذا السبب، فيما يخطط غالبية الموظفين لاتخاذ تدابير إضافية في الأشهر الاثني عشر المقبلة لتقليل البصمة البيئية التي يُحدثها سفر الأعمال، حتى إن البعض يفكر في شراء أرصدة الكربون ليعالجوا بطريقة مباشرة الانبعاثات المرتبطة بالسفر.
وبينما تُبرز الدعوة إلى السفر المستدام بعض التحدّيات أمام مديري السفر، لا سيما وأن أكثر من الثلث يتوقعون إيجاد صعوبات في العثور على خيارات رفيقة بالبيئة، تحدث ضغوط متزايدة على المؤسسات للإبلاغ عن انبعاثات السفر المرتبطة بأعمالها. وفي هذا السياق، يتوقع أكثر من ربع مديري السفر أن يؤدي مطلب إعداد التقارير المتعلقة بهذا الجانب إلى إيجاد صعوبات تقف أمام تنفيذهم أدوارَهم الوظيفية.
لكن مفتاح الحلّ يكمن في تسخير البيانات لدفع عجلة الاستدامة؛ فمن خلال تحليل البيانات، يمكن للمؤسسات التعرّف على مستلزمات السفر المستدام ومتطلباته، والتمكّن بالتالي من قياس تقدّمها في هذا المضمار بفاعلية. وقبل تحديد أهداف الاستدامة، من الضروري للمعنيين التعرّف على مقاييس الاستدامة الشاملة للمؤسسة. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه البيانات لإطلاق جهود الاستدامة المتعلقة بالبرامج الفردية وبالمؤسسة، ومراقبتها وإدارتها.
وقد يصبح تزويد مسافري الأعمال بمعلومات حول خياراتهم للسفر وتأثيرها في المؤسسة، حافزًا قويًا، ولذا ينبغي للمؤسسة أن تضع في الاعتبار تنفيذ الأدوات التي توضّح تأثير قرارات الحجز الفردية والآثار البيئية المترتبة عليها. بعض الأدوات الرقمية تمكّن المسافرين من تتبع انبعاثات الكربون لكل رحلة، والتعرّف على مجموع انبعاثات رحلاتهم السنوية، مع تقديم خيارات لتعويض الأثر البيئي. إن مثل هذه الإجراءات البسيطة تحافظ على إشراك مسافري الأعمال في المسؤولية وتضمن التزامهم باتخاذ خيارات واعية بيئيًا تعود بالنفع على المؤسسات وعلى بيئة كوكبنا.
- تمكين المرونة بالحجوزات المباشرة
تُعدّ المرونة مطلبًا أساسيًا لمسافري الأعمال، إذ قال نحو 30% من المستطلعة آراؤهم في دراسة “إس إيه بي كونكر” إنهم مستعدون لرفض الرحلة التي تفتقر إلى القدرة على التكيّف خارج نطاق السياسات المؤسسية. ويتوقع هؤلاء أيضًا أن تسمح مؤسساتهم بخيارات السفر خارج السياسة، من أجل ضمان السلامة، ودعم التوازن بين العمل والحياة، وتعزيز السفر المستدام.
ومع ذلك، يرى ما يقرب من ثلث مديري السفر أن مسافري الأعمال الذين يُجرون حجوزات مباشرة مع الموردين يمثلون تهديدًا كبيرًا لترتيبات السفر المؤسسية. وبالرغم من التحديات التي يمثلها هذا الأمر، يتوقع نصفهم تقريبًا حصول تغيّرات في سياسات السفر في مؤسساتهم خلال العام المقبل لاستيعاب الحاجة إلى وجود خيارات مرنة، كالحجوزات المباشرة.
لذلك بوسع مديري السفر اعتماد أدوات سهلة الاستخدام تتيح رؤية واضحة للحجوزات التي تُجرى خارج المنظومة المؤسسية أو من دون الاستعانة بشركات إدارة السفر. ومن شأن هذا النهج أن يسمح للموظفين بالحجز من خلال مورديهم المفضلين وتجميع نقاط الولاء مع ضمان الحفاظ على قدرة المؤسسة على الاطلاع بوضوح على النفقات التي لم يكن بالإمكان تتبعها من قبل.
- الأولوية للصحة والسلامة
بالإضافة إلى الاستدامة والمرونة، تُعدّ صحة مسافري الأعمال وسلامتهم من الاعتبارات الحاسمة، لذلك فإن نحو نصف مسافري الأعمال يرون في مخاوف الصحة والسلامة أهم تهديد لسفر الأعمال. كذلك يرى أكثر من الثلث أن النزاعات والتوترات الدولية أو المحلية تشكل تهديدات إضافية للسلامة الشخصية.
لهذا السبب، قد يفكر مسافرو الأعمال في رفض السفر في رحلات إلى أجزاء معينة من العالم، بسبب مخاوف أمنية أو اجتماعية أو صحية تتعلق بوجهات سفرهم. لكن حوالي ثلث المسافرين يعترفون أيضًا باستعدادهم للمساومة على جودة الإقامة أو السلامة بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي السائدة.
ولمّا كانت حماية صحة الموظفين وسلامتهم أمرًا بالغ الأهمية، يتوقع مديرو السفر حدوث تغيّرات في سياسات السفر لدى مؤسساتهم لمعالجة هذا الأمر. ويتوقع أكثر من 40% حدوث تعديلات في تلك السياسات في الأشهر الاثني عشر المقبلة لتعزيز قدرات التتبع وضمان سلامة الموظفين في مناطق محدّدة.
وقال جابرييل إندريري، نائب الرئيس والمدير التنفيذي لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى “إس إيه بي كونكر”: “إن تنفيذ الحلول الرقمية المؤتمتة يساعد على ضمان دقة البيانات ويتيح تقديم دعم شبه فوري للموظفين، فالأدوات والتطبيقات المقدّمة من الشركاء تتيح مزايا متنوعة، مثل التنبيهات الفورية ومستويات السلامة في مختلف المناطق. هذه الأدوات يجب أن تقدّم معلومات شاملة تتراوح بين إرشادات الصحة العامة والسلامة، وسياسات الإلغاء، وإرشادات السفر المحدثة”.
وأضاف: “في ضوء ذكر الموظفين المشاركين في الدراسة لأهمية السفر في الحفاظ على علاقات قوية مع العملاء الحاليين، بالإضافة إلى بناء علاقات مع عملاء جدد، يُدرك جميع مسافري الأعمال تقريبًا أن هناك تهديدات ماثلة أمام سفر الأعمال في مؤسساتهم. لذلك، من الضروري أن تتخذ الشركات إجراءات لضمان السفر المستمر والمستدام لنجاح كل من الأعمال والعلاقات مع العملاء”.