أكد الأمين العام للجامعه العربية أحمد أبو الغيط أن ملف الأمن الغذائي صار مطروحاً بقوة وإلحاح على الأجندة الدولية والعربية،لا سيما في ضوء معطياتٍ مُقلقة تتعلق بتجارة الحبوب، وسلاسل إمدادها.. على خلفية الحرب في أوكرانيا.
جاء ذلك في افتتاح اعمال الدورة الاستثنائية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي برئاسة محمد محمد حِزام الأَشوَل وزير الصناعة والتجارة بالجمهورية اليمنية رئيس الدورة الحالية للمجلس.
وقال إن الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم ومنطقتنا خاصة من جراء ظاهرة التغيرات المناخية تقتضي تقديم دعم مضاعف للمنظمات العربية المتخصصة في ضوء الدور المحوري الذي تضطلع به باعتبارها الأذرع التنفيذية لمنظومة العمل العربي المشترك من خلال اقتراح المبادرات وتنفيذ الاستراتيجيات.
وفيما استعرض مسيرته منذ انطلاقةأعماله قال أبو الغيط أن هذا المجلس، نجح بفضل تطور أدائه عبر مراحل متعاقبة، في التوصل إلى توافقات عربية هامة في مختلف المجالات الاستراتيجية التي تتعلق بصالح البلدان العربية ومصالح شعوبها، وأصدر عددا كبيرا من القرارات التي هدفت إلى المحافظة على ثوابت الأمن القومي العربي، وصيانة ركائزه الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
ونوه الأمين العام للجامعه العربية الي ان توقيت انعقاد هذا المجلس يكتسب أهمية خاصة، كونه يأتي قُبيل موعد عقد القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة والتي تستضيفها الجمهورية الإسلامية الموريتانية نوفمبر القادم.. وإن هذه القمة ستكون آخر قمة تنموية تنعقد وفقا للنظام المعمول به، وذلك قبل بدء تطبيق قرار تزامن انعقاد القمتين العادية والتنموية.
وإنه من المهم أن يتم الإعداد والتحضير الجيد لانعقاد تلك القمة التنموية، وحتى تخرج بنتائج وقرارات تقدّم إضافة جديدة في مسيرة التنمية والتحديث في كافة ربوع الوطن العربي.
وأضاف:أود أن أُحيط مجلسكم الكريم علماً بأنني أرسلتُ وفداً رفيع المستوى إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، مطلع هذا الشهر؛ وذلك بهدف الوقوف على الترتيبات الموضوعية واللوجستية الخاصة بالتحضير لعقد القمة…
وقد عقد الوفدُ لقاءاتٍ هامة مع المسؤولين الموريتانيين، وفي مقدمتهم وزيري الخارجية والاقتصاد والتنمية المستدامة،بالإضافة إلى كبار المسؤولين المعنيين بالإعداد للقمة.
وقد أعدت الأمانة العامة تقريراً مُفصّلاً، تجدونه معروضاً أمام مجلسكم اليوم، يشمل مذكرات شارحة للموضوعات المُدرجة في مشروع جدول أعمال القمة التنموية في دورتها الخامسة…والتي تتمحور أعمالها حول الأمن الغذائي العربي.. تلك القضية المحورية والمصيرية التي تندرج تحت الأمن القومي العربي بمفهومه الواسع.
وتابع : لقد صار ملف الأمن الغذائي مطروحاً بقوة وإلحاح على الأجندة الدولية والعربية، لا سيما في ضوء معطياتٍ مُقلقة تتعلق بتجارة الحبوب،وسلاسل إمدادها..على خلفية الحرب في أوكرانيا..فضلاً عن مؤشراتٍ أخرى مُقلقة تتعلق بتأثير التغير المناخي على حالة الأمن الغذائي في العديد من الدول، ومن بينها دول عربية.
إن الأمن الغذائي يرتبط على نحو مباشر باستقرار المجتمعات، وهو ركيزة مهمة لمفهوم الأمن القومي العربي بمعناه الشامل.. وقد بات التعاون والتكامل العربي في هذا المضمار مطلباً مُلحاً، وضرورة تفرضها الظروف المُستجدة، وليس رفاهية أو هدفاً قابلاً للتأجيل.
وفي هذا السياق، فتجدون معروضاً أمام حضراتكم اليوم المبادرة التي شرُفتُ بإطلاقها من أجل دعم جهود إنقاذ الموسم الزراعي في جمهورية السودان، بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية،وذلك لتخفيف الأعباء الناجمة عن النزاع والتي تهدد بانتشار الجوع والنزوح على نطاق واسع في هذا البلد الشقيق.
إن الأزمات التي مرّت بها منطقتُنا العربية والعالم أجمع خلال الفترة القليلة الماضية، قد أنتجت ظروفاً استثنائية لا نزال نعيش تحت وطأتها، ونستقي منها الدروس والعِبر.وفي مقدمتها ضرورة التعاون المشترك والتكاتف لتخطيها بأقل الأضرار