من غير المنطقي في عصرنا الحالي استخدام تقنيات الفيديو الرقمية كوسيلة تناظرية لنقل المعلومات، لكن هذا الأسلوب التقليدي لا يزال متبعاً حتى الآن في قطاع الأمن. ونحاول في هذه المقالة المقدمة من راهول ياداف، المدير التنفيذي للشؤون التقنية في شركة مايلستون سيستمز، استعراض كيفية استخدام تقنية الفيديو القائمة على البيانات كأداة فعالة لمساعدة كبار المسؤولين في قطاع التكنولوجيا على تحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها.
في النهج التناظري، يتم استخدام الحل التقني كأداة لمشاهدة الفيديو وتحليله، تكمن المشكلة في استخدام الجهد البشري كأدوات تحليلية أن الفيديو يمثل مجموعة بيانات غير منظمة، لأن الفيديو يحتوي على العديد من المعلومات المفيدة لكنها غير منظمة بأسلوب محدد مسبقاً، ومن الطبيعي أن يواجه الأشخاص المعنيون صعوبة في استخراج المعلومات من البيانات غير المنظمة.
إحداث نقلة ثورية من خلال التركيز على العامل البشري
تُحدث تقنية الفيديو القائمة على البيانات ثورة شاملة في قطاع الأمن، لكن ذلك لا يتم عبر استبعاد العامل البشري من الحل التقني، بل بجعلهم المركز في هذا الحل. أصبحت البرمجيات الآن الأداة المستخدمة على الأطراف للقيام بعمليات المشاهدة والتحليل، ليس فقط للتعرف على الأجسام والأشياء بل لفهم ما يحدث في مشاهد المراقبة. وفي المقابل، أصبح العامل البشري الآن في المركز، للقيام بالوظيفة في دائرة المراقبة باستخدام مهاراتهم للتحقق من تحليلات البرمجيات واتخاذ القرار المناسب فيما يجب فعله.
لنأخذ متاجر التجزئة مثالاً؛ إذا وجد أحد العملاء رفاً فارغاً وفشل في العثور على السلعة التي يرغب في شرائها، فإنه سيخرج من المتجر إلى متجر آخر بحثاً عن تلك السلعة، مما يعني خسارة لعملية البيع، وللوقاية من خسارة هؤلاء العملاء، تعمل المتاجر باستخدام تقنية الفيديو لمتابعة الرفوف وإرسال إشارة إعادة التعبئة.
فمن وجهة نظر إدارة المتجر، تساهم تقنية الفيديو القائمة على البيانات في زيادة المبيعات للحد الأقصى لكل قدم طولي للرفوف، وهو هدف هام لشركات تجارة التجزئة.
ما هي تقنية الفيديو القائمة على البيانات؟
يساهم الاعتماد على العامل البشري في جوهر هذه التقنية في حل مشكلة البيانات غير المنظمة. عندما يشاهد الأفراد الفيديو، فإنهم معرضون لتفويت بعض المعلومات خاصة عندما يدركهم الإرهاق. أما البرمجيات فنادراً ما يفوتها شيء في الفيديو كما أنها لا تشعر بالإرهاق. على الجانب الآخر، فإن البرمجيات قد تسيء فهم ما يحدث في الفيديو بعكس البشر الذين نادراً ما يخطئون في هذا الأمر.
في تقنية الفيديو القائمة على البيانات، تشاهد البرمجيات الفيديو بدلاً من الأفراد. وباستخدام تحليلات بيانات الفيديو، تعمل البرمجيات على تحويل بيانات الفيديو إلى معلومات (بيانات منظمة) تصف الأشياء الموجودة في المشهد وما يحدث خلاله، ثم يجري استخدام الكميات الضخمة من البيانات (المعلومات) لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي. يمكن لنموذج الذكاء الاصطناعي الكشف عن الأنماط المتكررة والتوجهات والعلاقات واستخدام كل هذه المخرجات لتوليد رؤى ومعلومات استخبارية يمكن التصرف على أساسها بما يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مستنيرة.
من هذا المنطلق الجديد، تلعب تقنيات الفيديو القائمة على البيانات دوراً أكثر أهمية للعملاء من مجرد مقاطع الفيديو في حد ذاتها. وبالتالي تعيد هذه التقنيات تشكيل طريقة أدائنا للأعمال.
العملاء يتطلعون إلى المزيد من فوائد التقنية
تساهم هذه التغييرات في إعادة تشكيل قطاع الأمن. يشهد السوق ظهور قطاع جديد من العملاء الذين اعتادوا الحصول على المزيد من التقنيات. يعمل هؤلاء العملاء مع البائعين على مستويين:
- نهج الحصول على حل تقني؛ وهذا النهج يستهدف إيجاد حلول لمشكلات اليوم.
- نهج نتائج الأعمال؛ باستخدام قدرات تقنية الفيديو القائمة على البيانات لتحقيق أعلى قدر ممكن من أهداف الأعمال التجارية.
ترى هذه الشريحة الجديدة من العملاء أن الميزات التقليدية لأنظمة الأمن لم تعد كافية في حلول تقنية الفيديو. وتتمحور أولويتهم حول تعاون البائعين في العمل عن قرب مع الإدارة العليا لفهم التوجهات الإستراتيجية للشركة وتطوير أساليب يمكن من خلالها استخدام التقنية للوصول إلى الوضع الجديد المنشود.
لا يعني هذا الاستغناء عن الأمن والمراقبة؛ ليس الأمر بمثابة معادلة صفرية نظراً للحاجة الدائمة للحفاظ على السلامة والأمن. ومع ذلك، فنظراً لأن هذه الحلول قائمة على الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الشريحة الجديدة
بقلم راهول ياداف، المدير التنفيذي للشؤون التقنية في شركة مايلستون سيستمز