أحدث معرض الرياض الدولي للكتاب طيلة العقود الماضية منذ دورته الأولى عام 1976م، حراكاً ثقافياً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، حيث تشارك فيه دور نشر عالمية، ويستضيف كل عام دولة ضيف شرف لدورته، تقدم ثقافاتها بما تكتنزه من علوم ومعارف للمجتمع المحلي والعالمي، وتعرف من خلال البرامج الثقافية المصاحبة للمعرض بثقافتها من خلال الندوات وورش العمل والأمسيات المصاحبة لعشاق الثقافة ومن مختلف المشارب.
وينهل زوار معرض الكتاب في دورته الحالية 2023، من الفكر والمعرفة التي يضمها المعرض، الذي يستمر حتى يوم السبت 7 أكتوبر الحالي، في حرم جامعة الملك سعود، وتشارك فيها أكثر 1800 دار نشر عالمية تحت شعار “وجهة ملهمة” من 32 دولة حول العالم وعلى مساحة تتجاوز 55 ألف متر مربع، حيث يستضيف المعرض سلطنة عمان الشقيقة ضيف شرف هذا العام.
وخصص المعرض في دورته الحالية مسرحاً للعروض المسرحية والفعاليات المصاحبة، ومدينة العجائب التي تقدم فعاليات خاصة للأطفال، “وقاعة بيت الخبراء” للندوات وورش العمل، وصالون كيت وكيت الثقافي، إلى جانب 6 منصات لتوقيع الكتب بالمعرض.
ويتضمن المعرض على مدى عشرة أيام برنامجاً ثقافياً ثرياً شاملاً يغطي أوجه الإبداع، ويشتمل على العديد من الندوات وورش العمل والمسرحيات والأمسيات الشعرية التي تتجاوز ” 70 ” فعالية ، حيث أقيمت في اليوم الأول مسرحية الملاذ الأخير للمخرج ماجد سيهاتي والتي قدمت ثلاث عروض متتالية وندوة بعنوان “للراحل محمد علوان.. تقديراً لمسيرة ثقافية وعلمية“، شارك فيها عدد من المتخصصين، وندوة حوارية بعنوان “حكاية قراء.. حكاية تعيش لتروى”، وندوة” علامات في الجسر الثقافي العربي الصيني”، و ” حياة في الدبلوماسية”، تحدث فيها المتخصصون عن محاور تلك الندوات.
وفي اليوم الثاني من المعرض ناقش عدد من المتخصصين “المستقبل والقيمة التاريخية لميثاق الملك سلمان العمراني، فيما أقيمت ندوة حوارية تحدث فيها صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن عن الشعر والفن، عقبها ندوتان بعنوان “من المترجمين واليهم.. ما تريده الترجمة من مجتمعنا الثقافي” و “ومعمل الدوبلاج.. رحلة أفلام ديزني مع اللغة العربية، وورشة عمل بعنوان” برمجة الأفلام والمهرجانات السينمائية، وندوتان حوارية بعنوان “المنور.. جسر ثقافي مع العالم” و “حياة عبر القراءة”.
وأطرب مسامع زوار المعرض في يومه الثالث فرسان أمسية على صهوة شعر ” شعر فصيح “، الزوار بقصائدهم الشعرية العذبة، فيما حضر التراث من خلال ندوة ” الإبل.. الرمز الوطني والمعنى الثقافي” تبعها خمس ندوة بعنوان “دكة العبيد.. لقاء مع الجمهور” و “رواية القصة الوطنية” و “حدوتة في الكتابة وأهلها” و “والثقافة العمانية.. بانوراما ثقافية وفنية” و “كتاب قادة النفط.. لقاء مع المؤلف” و “قراءة في التاريخ الثقافي والاجتماعي السعودي”.
كما استمتع زوار المعرض في اليوم الرابع بمشاهدة مسرحية “نصوص القسوة”، عقبها ندوة “الملاحم الشعرية الكبرى في عهد الملك عبد العزيز” و “الرواية الخليجية وسؤال ما بعد العالمية” و “إياد علاوي.. السيرة والمذكرات” و “التعايش المجتمعي في عمان.. الأسس والضمانات” و “والتبادل الثقافي بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.. تجليات من تراث المخطوط ” و ” جماليات الفيلم الوثائقي وأسرار الصناعة و ” رؤية جديدة في عالم الشعر، وأمسية شعرية بعنوان ” قصائد في عالم الشعر ” صدح بها عدد من الشعراء.
فيما حفل اليوم الخامس بسبع ندوات حوارية منها ” المعلق الرياضي.. حديث مع الجمهور ” والرياضة والتبادل الثقافي ” و ” حوار في العلوم والترحال.. والاستكشاف ” و ” في الأدب.. سفر عبر المكان والزمان ” و ” حوار بين اللغات وجسر بين الثقافات ” و ” حكاية وتجارب إعلامية ” و ” فنون المعمار العماني.. القلاع والحصون نموذجاً “.
ويسلط البرنامج الثقافي المصاحب لفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب في اليوم السادس الضوء على ” ركائز التصميم والاستدامة في الاكسبو ” و ” المرأة العمانية المنجز والمكانة ” و ” ونايف حمدان.. التاريخ بلسان معاصر ” و ” تحسين التجربة القرائية للأطفال ” و ” المكتبات الخاصة.. الواقع والمآل ” و ” السباحين والحكايات الشعرية.. جير الذاكرة الشفهية ” و ” جماليات الموروث الفني السعودي ” و ” المملكة وصناعة القرار الدولي نظرة داخلية “.
وسيتحدث في اليوم السابع الشعراء عن قصائد في شعر المحاورة والشعر الحديث، وأحياء أمسية بعنوان ” خزامى ولبان ” وحوارات حول ” البودكاست وتجارب الإنسان، وحياة عبر العدسة “.
ويتضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض في اليوم الثامن عرض مسرحية ” حكاية شاعر ” وندوة بعنوان ” سلطنة عمان في مدونة التراث العربي ” و ” عن أبي.. كتاب على ألسنة أبنائهم ” و ” وصناعة المحتوى العربي بين الدعم والتمكين ” و ” عن الشخصيات العمانية المدرجة في قائمة اليونسكو “، وجلسة روائية وتوقيع كتاب “.
ويتكرر في اليوم التاسع عرض مسرحية ” حكاية شاعر ” وندوات حوارية بعنوان ” ميلان كونديرا .. البعيد عن نوبل والقريب من القراء ” و ” والهوية الثقافية للمدن ” و ” بو دكاست أريكة ” و ” الفنون وصورة العربي حول العالم ” وابتكار الجسر الثقافي الرقمي ” و ” من التاريخ- العماني تحولات وملامح ” و ” الشرق الأوسط مسائل السيادة في عالم مضطرب “.
وفي اليوم العاشر العرض الأخير من مسرحية ” حكاية شاعر ” ، وست ندوات حوارية جاءت بعناوين ” الوقف والبنية الثقافية ” و ” في استديو الممثل ” و ” العقير.. مائة عام على أول ميناء سعودي ” وصناعة العلامة الثقافية ” و ” اللهجات السعودية.. غنى ثقافي وأصالة تاريخية ” و ” حديث في مشهد الخليج السينمائي ” و ” أمسية شعرية .. رموز في الشعر “.
وبهذا الحجم من النشاط الثقافي من الندوات والمسرحيات وورش العمل والأمسيات الشعرية، التي تحدث وأنشد فيها أكثر من 200 متخصص ومفكر ومبدع وفنان وشاعر ، أوجد حراكاً ثقافياً عالمياً له صدى واسع في ارجاء المعمورة تعطر به سماء العاصمة طيلة أيام إقامة المعرض، حيث أصبح معرض الرياض الدولي للكتاب 2023 وبحلته الجديدة المتجددة أضخم حدث ثقافي في عام 2023 ، ومن أكبر التجمعات الثقافية في العالم التي تجمع صناع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع القراء والمهتمين، وذلك بتنظيمٍ من وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن مبادرة “معارض الكتاب” إحدى المبادرات الاستراتيجية للهيئة.