الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

نص كلمة الرئيس السيسي أمام قمة القاهرة للسلام

القى الرئيس/ عبد الفتاح السيسي؛ كلمة أمام قمة القاهرة للسلام؛ أدان فيها استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين في غزة ؛ معبر في الوقت ذاته عن دهشته البالغة.. من أن يقف العالم متفرجاً.. على أزمة إنسانية كارثية.. يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في القطاع.

نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الجلالة والسمو.. ملوك وأمراء ورؤساء الدول والحكومات،
أصحاب المعالي.. السادة رؤساء الوفود،
الحضور الكريم،

نلتقي اليوم بالقاهرة، في أوقاتٍ صعبة.. تمتحن إنسانيتنا، قبل مصالحنا.. تختبر عمق إيماننا، بقيمة الإنسان، وحقه في الحياة.. وتضع المبادئ، التي ندعي أننا نعتنقها، في موضع التساؤل والفحص.

وأقول لكم بصراحة.. إن شعوب العالم كله، وليس فقط شعوب المنطقة.. تترقب بعيون متسعة.. مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، اتصالاً بالتصعيد العسكري الحالي، منذ السابع من أكتوبر الجاري، في إسرائيل والأرض الفلسطينية.

إن مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين.. وفي الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة.. من أن يقف العالم متفرجاً.. على أزمة إنسانية كارثية.. يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في قطاع غزة.. يُفرَض عليهم عقاب جماعي.. وحصار وتجويع.. وضغوط عنيفة للتهجير القسري.. في ممارسات نبذها العالم المتحضر.. الذي ابرم الاتفاقيات، وأَسَسَّ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لتجريمها، ومنع تكرارها.. مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء.

ودعوني أتساءل بصراحة:

أين قيم الحضارة الإنسانية.. التي شيدناها على امتداد الألفيات والقرون؟

أين المساواة بين أرواح البشر.. دون تمييز أو تفرقة.. أو معايير مزدوجة؟

إن مصر، منذ اللحظة الأولى، انخرطت في جهود مضنية.. آناء الليل وأطراف النهار.. لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية، إلى المحاصرين في غزة.. لم تغلق معبر رفح البري في أي لحظة.. إلا أن القصف الإسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني.. حال دون عمله.. وفى هذه الظروف الميدانية القاسية، اتفقتُ مع الرئيس الأمريكي على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشرافٍ وتنسيق مع الأمم المتحدة، ووكالة “الأونروا”، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.. وأن يتم توزيع المساعدات، بإشراف الأمم المتحدة، على السكان، في قطاع غزة.

السادة الحضور،
إن العالم لا يجب أن يقبل، استخدام الضغط الإنساني، للإجبار على التهجير.. وقد أكدت مصر، وتجدد التشديد، على الرفض التام، للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء.. إذ أن ذلك، ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.. وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة.. وإهداراً لكفاح الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار في العالم، على مدار ٧٥ عاماً، هي عمر القضية الفلسطينية.

ويخطئ في فهم طبيعة الشعب الفلسطيني، من يظن، أن هذا الشعب الأبي الصامد، راغب في مغادرة أرضه، حتى لو كانت هذه الأرض، تحت الاحتلال، أو القصف.

كما أؤكد للعالم.. بوضوح ولسان مبين.. وبتعبير صادق، عن إرادة جميع أبناء الشعب المصري.. فرداً فرداً: إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث.. وفي كل الأحوال.. لن يحدث على حساب مصر.. أبداً.

الحضور الكريم،

هل كُتب على هذه المنطقة، بأن تعيش في هذا الصراع للأبد؟

ألم يأن الوقت، للتعامل مع جِذر مشكلة الشرق الأوسط؟

ألم يأت الحين، لنبذ الأوهام السياسية، بأن الوضع القائم، قابل للاستمرار؟ وضع الاجراءات الأحادية.. والاستيطان.. وتدنيس المقدسات.. وخلع الفلسطينيين من بيوتهم وقُراهم، ومن القدس الشريف؟

إن مصر.. دفعت ثمناً هائلاً من أجل السلام في هذه المنطقة.. بادرت به.. عندما كان صوت الحرب هو الأعلى.. وحافظت عليه وحدها.. عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد.. وبقيت شامخة الرأس، تقود منطقتها، نحو التعايش السلمي القائم على العدل.

واليوم.. تقول لكم مصر.. بكلمات ناصحة أمينة: إن حل القضية الفلسطينية، ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى.. بل إن حلها الوحيد، هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم.. مثلهم، مثل باقي شعوب الأرض.

السادة الحضور،
نحن أمام أزمة غير مسبوقة.. تتطلب الانتباه الكامل، للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، بما يهدد استقرار المنطقة، ويهدد السلم والأمن الدوليين.

ولذلك، فقد وجهت لكم الدعوة اليوم، لنناقش معا، ونعمل على التوصل إلى توافق محدد، على خارطة طريق.. تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور.. تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة.. وتنتقل فوراً، إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار.. ثم البدء العاجل، في مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولاً لإعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تعيش جنباً إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية.. مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، في الأراضي الفلسطينية.

الحضور الكريم،
دعونا نوجه رسالة، لشعوب العالم.. بأن قادته يدركون عِظَم المسئولية.. ويرون بأعينهم، فداحة الكارثة الإنسانية.. ويتألمون من أعماق قلوبهم، لكل طفل برئ، يموت بسبب صراع لا يفهمه.. يأتيه الموت بقذيفة أو قصف.. أو يأتي بطيئاً، لجُرح لا يجد دواءً.. أو لجوع، لا يجد زاداً.

دعونا نوجه رسالة أمل، لشعوب العالم.. بأن غداً، سيكون أفضل من اليوم.

شكراً.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخبار ذات صلة

السيسي: مصر تدعم دور وكالات الأمم المتحدة وخاصةً الأونروا في قطاع غزة

عودة آلاف الفلسطينيين إلى منازلهم وسط فرحة عارمة بعد اتفاق شرم الشيخ

الرئيس السيسي يتلقى اتصالا هاتفيا من المستشار الألماني فريدريك ميرتس

وزيرة التخطيط تعقد اجتماعين مع مدير عام بنك الاستثمار الأوروبي والرئيس التنفيذي لبورصة لوكسمبورج

إذاعة جيش الاحتلال: لأول مرة منذ 7 أكتوبر 2023 سيسمح بعودة سكان غزة للقطاع

إعلام إسرائيلي: الحكومة ستجري تصويتا هاتفيا على استبدال أسماء 10 أسرى فلسطينيين

جائزة نوبل للسلام تذهب إلى الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو

مارتن بيست: المتحف المصري الكبير فرصة لا تتكرر في الحياة

آخر الأخبار
السيسي: مصر تدعم دور وكالات الأمم المتحدة وخاصةً الأونروا في قطاع غزة عودة آلاف الفلسطينيين إلى منازلهم وسط فرحة عارمة بعد اتفاق شرم الشيخ الرئيس السيسي يتلقى اتصالا هاتفيا من المستشار الألماني فريدريك ميرتس باسل رحمي: تعاون كبير مع مختلف الوزارات والهيئات ساهم في نجاح الدورة السابعة من معرض تراثنا انطلاق رالي “Fly In Egypt 2025”بمشاركة 13 دولة لتعزيز السياحة الرياضية والأنشطة الجوية وزيرة التخطيط تعقد اجتماعين مع مدير عام بنك الاستثمار الأوروبي والرئيس التنفيذي لبورصة لوكسمبورج وزراء الشباب والرياضة والإسكان والعمل يتفقدون نادي النادي بالعاصمة الإدارية الجديدة قبل افتتاحه الرس... أبرز أنشطة وزارة التموين خلال أسبوع مصر للطيران توقع بروتوكول تعاون مع مؤسسة راعي مصر للتنمية لرعاية الحفل الخيري السنوي موانئ دبي العالمية و"طشقند انڤيست" تطوران محطة لوجستية متعددة الأنماط في أوزبكستان تجربة مستقبل التعليم في المعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم GESS في دبي 2025 ودائع "ويو بنك" تتجاوز 50 مليار درهم إماراتي مصرف الإمارات للتنمية يختتم الدورة التاسعة من “ملتقى التواصل والشراكة" في الشارقة انطلاق أعمال الدورة الـ 11 من المؤتمر الدولي السنوي للمنظمة العالمية للمناطق الحرة في هيانان الصينية Bright Pattern and Voxtron Announce Strategic Partnership to Deliver AI-Powered Contact Center Solut... موعد مباراة بيراميدز ونهضة بركان المغربى على لقب السوبر الأفريقى جمعية العلاقات العامة في الشرق الأوسط تعلن عن قائمة المرشحين النهائيين لجوائز "مبرة" 2025 أكاديمية أبوظبي البحرية تختتم فعاليات مؤتمر "التقنيات الكمّية في القطاع البحري" توسّع في استخدام الطاقة الشمسية بدولة الإمارات يُعادل زراعة آلاف الأشجار خلال 30 عاماً إذاعة جيش الاحتلال: لأول مرة منذ 7 أكتوبر 2023 سيسمح بعودة سكان غزة للقطاع