واصل مؤتمر الموانئ العالمي للاتحاد الدولي للموانئ والمرافئ – أبوظبي 2023، عقد جلساته لليوم الثاني، الذي تستضيفه مجموعة موانئ أبوظبي (ADX: ADPORTS)، المحرك العالمي الرائد للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك”، تحت شعار “إعادة تصور الموانئ”.
تضمنت أجندة فعاليات اليوم الثاني حلقات حوارية ركزت على استكشاف الفرص المتاحة لتمكين هيئات الموانئ والجهات المعنية من التعاون لابتكار وتطوير قاعدة بيانات ذكية، تسهل الوصول إلى المعلومات في الوقت المناسب، فضلاً عن سبل خفض الانبعاثات، وتطوير ممرات الشحن الرقمية والصديقة للبيئة.
وجرى تنظيم جلسات حوارية بمشاركة أبرز شركات شحن البضائع العالمية لطرح أولوياتهم، وما يأملونه من هيئات الموانئ، بما يمهد الطريق لإعادة تصور قطاع الموانئ، بالإضافة إلى جلسة حوارية شارك من خلالها الخبراء والمتخصصين بالمجال دراساتهم حول إطار العمل ونموذج الحوكمة المطلوب لتمكين الموانئ من أن تصبح مركزاً لتبادل البيانات بين الجهات المعنية في القطاع.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة نورة الظاهري، الرئيس التنفيذي للقطاع الرقمي في مجموعة موانئ أبوظبي: “نحرص على تطوير نموذج حوكمة يضمن أمن البيانات وشفافيتها لجميع الجهات المعنية، وذلك من خلال إنشاء هيئة رقابية مستقلة ومسؤولة عن إدارة تبادل البيانات. كما يجب أن تتمتع هذه الهيئة بسلطة تنظيمية لضمان حقوق كافة الأطراف في المجال. ويعتمد نجاح هذا النهج على القيادة والالتزام بتلبية كافة احتياجات الجهات المعنية في المجتمع”.
وانصب تركيز جلسات اليوم الثاني على العديد من المواضيع الرئيسية التي تهم مشغلي الموانئ، من بينها إزالة الكربون وتقليل الانبعاثات الناتجة عن العمليات التشغيلية لمشغلي الموانئ، إذ تسعى كل من الجهات والسلطات المسؤولة عن إدارة الموانئ في جميع أنحاء العالم إلى تطوير سلاسل نقل بحري منخفضة الكربون. كما تم تسليط الضوء خلال الجلسات على أبرز التحديات التي يجب مواجهتها لإنشاء ممرات مائية صديقة للبيئة.
كما أتاح المؤتمر الفرصة للمشاركين لإجراء مقابلات حصرية مع ميكال بوي، الرئيس التنفيذي لشركة “كور باور”، حول أنظمة مفاعلات الطاقة النووية النمطية الصغيرة للاستخدام على متن السفن، وكيف يمكن أن يعود ذلك بفوائد اقتصادية، إلى جانب أهمية الحفاظ على أمن وسلامة البيئة.
بالإضافة إلى ذلك، سلطت جلسات اليوم الثاني الضوء على أبرز التهديدات السيبرانية التي تواجه قطاع الموانئ، وكيفية التعامل معها من خلال تعزيز التعاون مع الجهات المعنية في مجال الشحن والموانئ للتمكن من التصدي لها، إلى جانب طرح أمثلة عملية حول كيفية تبني تقنيات مثل “التوائم الرقمية” والذكاء الاصطناعي للتخطيط بشكل أفضل.
كما ركزت الجلسات على برنامج استدامة الموانئ العالمية التابع للاتحاد الدولي للموانئ والمرافئ، باعتباره قاعدة بيانات مرجعية لقطاع الموانئ، والذي يسهم في دمج أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في أعماله. كما ناقش قادة القطاع أهمية تمكين المواهب الشابة وتزويدهم بالخبرات والمعارف اللازمة ليصبحوا القادة المستقبليين للقطاع.
جدير بالذكر أن مؤتمر الموانئ العالمي هو منصة عالمية لاستعراض الدور الرئيسي والفاعل الذي تلعبه الموانئ البحرية في رفد قطاع التجارة العالمية، وتكمن أهمية الدورة الحالية باعتبارها المرة الأولى التي تستضيف فيها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فعاليات هذا الحدث العالمي المرموق على مستوى القطاع البحري.