سلطت شبكة الخدمات المهنية العالمية بي دبليو سي في تقرير رائد تم الكشف عنه خلال قمة إنترسك 2024 لقادة الأمن المنعقدة في مركز دبي التجاري العالمي، الضوء على الخطوات الرائدة التي اتخذتها دول مجلس التعاون الخليجي في إعادة تشكيل مشهد السلامة والأمن من خلال تبني التكنولوجيا المتطورة، وتحديدًا الذكاء الاصطناعي التوليدي.
تقام هذه الدورة الهامة من إنترسك تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وتحتفل بمرور ربع قرن من الابتكار في مجال التكنولوجيا الأمنية، حيث يشهد المعرض حضور أكثر من 45,000 متخصص عالمي في مجال الأمن ومشاركة 1000 عارض باعتباره الفعالية التجارية الرائدة عالميًا لقطاعات الأمن والسلامة والحماية من الحرائق.
يسلط البحث الذي يحمل عنوان “إعادة تصور مراكز القيادة للمستقبل” الضوء على كيفية خضوع مراكز القيادة التقليدية التي تعتبر عاملاً حاسماً للسلامة العامة، لرحلة تحويلية، حيث تتحول من شاشات العرض الثابتة واتخاذ القرارات اليدوية إلى بيئات ديناميكية وبديهية، حيث يهدف هذا التحولمدفوعًا بالتقدم التكنولوجي مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والتقنيات الناشئة مثل الواقع المعزز والافتراضي إلى تعزيز الكفاءة والاستجابة والقدرة على التكيف في هذه المحاور الحيوية.
وفي حديثه خلال المؤتمر، قال شارانغ جوبتا، مدير بي دبليو سي ميدل إيست: “بينما نتنقل في مشهد سريع التغير في مجال السلامة العامة، فإن تحويل مراكز القيادة من خلال اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مفيدًا فحسب، بل إنه ضروري أيضًا، حيث يسلط تقريرنا الضوء على تطور مراكز القيادة، إذ تمثل هذه النقلة النوعية تحولاً كبيراً من مراكز القيادة التقليدية إلى مراكز القيادة المعرفية البديهية، مما يمكّن وكالات السلامة العامة من تحسين عملية صنع القرار، وتخصيص الموارد بكفاءة، والتعامل بشكل استباقي مع التهديدات الأمنية المتطورة التي نواجهها اليوم”.
تستعد مراكز القيادة الإدراكية المتصورة لإحداث ثورة في عمليات القيادة والسيطرة، والانتقال إلى ما هو أبعد من المراكز المعزولة نحو اتخاذ القرارات القائمة على الاستخبارات، ومن خلال تجميع البيانات من مصادر متنوعة في الوقت الفعلي وتسخير قوة الذكاء الاصطناعي التقليدي، ستعمل مراكز القيادة الإدراكية المتصورة على تمكين التخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستباقية للأزمات، ووضع معايير جديدة للتميز التشغيلي.
ويشير التقرير إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي، التي تقود التطورات الحضرية القائمة على التكنولوجيا مثل نيوم، ومدينة المعارض، ومشروع البحر الأحمر، تؤكد التزامها بالابتكارات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية الجيل الخامس. ومع التركيز على السلامة والأمن كأولوية قصوى، تتفوق هذه الدول باستمرار على مؤشرات السلامة العالمية، حيث تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة مؤشر المرأة والسلام والأمن، مما يعزز الدور الرائد لمنطقة الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي في إعادة تشكيل السلامة العامة العالمية من خلال التكامل التكنولوجي المبتكر، ووضعهم كرائدين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي لضمان مجتمعات أكثر أمانًا.
وفي هذا السياق قال غرانت توشتن، مدير مجموعة المعارض لدى شركة ميسي فرانكفورت ميدل إيست، الشركة المنظمة لمعرض إنترسك: “يلعب إنترسك 2024 دورًا رئيسياً في تسليط الضوء على التطورات والمساهمات الرائدة لدول مجلس التعاون الخليجي في إعادة تشكيل السلامة العامة العالمية، ويعد هذا المعرض بمثابة شهادة على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بعرض التكامل التكنولوجي الرائد، لا سيما في الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإعادة تحديد مستقبل السلامة وإدارة الأزمات”.
وأضاف توشتن قائلاً: “يعد هذا المعرض بمثابة منصة مثالية لتبادل المعرفة، وتوحيد المتخصصين والعارضين العالميين في مجال الأمن، وتعزيز الابتكار، والتأكيد على أن التقنيات المتطورة المعروضة هنا تمهد الطريق لمجتمعات أكثر أمانًا على مستوى العالم.”
وفي مكان آخر من جدول الأعمال خلال قمة قادة الأمن التي تستمر ليومين في إنترسك 2024، تركزت المناقشات على الموضوعات والتكتيكات المطلوبة لإعادة تعريف المعايير الأمنية، وإلهام الاستراتيجيات الجريئة، وتشكيل عالم أكثر أمانًا، كما تضمنت المواضيع الرئيسية كلاً من: الأمن المستقبلي، وإطلاق العنان لقوة العامل البشري، ومعلومات المخاطر الجيوسياسية والآثار الأمنية وتحسين مرونة الأمن المناخي.