أعلنت مناطق خليفة الاقتصادية أبوظبي – مجموعة كيزاد، أكبر مشغل للمناطق الاقتصادية المتكاملة والمتخصصة في دولة الإمارات، وشركة تايتان ليثيوم، ومقرها الإمارات العربية المتحدة، عن توقيع اتفاقية مساطحة مدتها 50 عاماً لإنشاء مصنع متطور لمعالجة الليثيوم في منطقة خليفة الصناعية (كيزاد المعمورة).
ومن المقرر بحسب الخطة أن يتم تطوير مصنع تايتان ليثيوم على ثلاث مراحل باستثمارات تبلغ 5 مليارات درهم، وسينتج المصنع مادتي كربونات الليثيوم وهيدروكسيد الليثيوم المستخدمتان في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية وتوريدهما إلى مصانع البطاريات وقطع غيار السيارات الكهربائية حول العالم. وسيمثل هذا المصنع، المقرر إنشاؤه على مساحة 290 ألف متر مربع، قفزة هائلة نحو تعزيز مكانة دولة الإمارات كقوة رئيسية في سوق معالجة الليثيوم على مستوى العالم.
علاوة على ذلك، سيرسخ المصنع موقع مجموعة موانئ أبوظبي كحلقة مهمة في صناعة السيارات العالمية من خلال دورها كمزود استراتيجي للحلول اللوجستية الشاملة على امتداد سلسلة التوريد، من المصنع إلى المستخدم النهائي.
وبحسب التقديرات الأولية، فإن المصنع بعد إنشائه سيستورد سنوياً ما يقرب من 150 ألف طن من خام الليثيوم من مناجم الليثيوم في زيمبابوي عبر ميناء خليفة المجاور لموقع المصنع في كيزاد. هذا التكامل يبرز قدرات مجموعة موانئ أبوظبي الاستثنائية والمنظومة المتكاملة التي نجحت المجموعة في تطويرها في إمارة أبوظبي، حيث تتضافر وتتكامل جهود وقدرات قطاعات المجموعة الخمسة لخدمة مشروع واحد عملاق يتم تطويره في أحد القطاعات.
وقال محمد الخضر الأحمد، الرئيس التنفيذي لمناطق خليفة الاقتصادية أبوظبي – مجموعة كيزاد: “يتماشى إنشاء مصنع معالجة الليثيوم مع الأجندة الوطنية لدولة الإمارات وأهدافها المتمثلة في تعزيز التنمية المستدامة وتشجيع الابتكار، ويتماشى كذلك مع أهداف مجموعة كيزاد نحو تحقيق التنمية المستدامة. وهو امتداد لمبادئ التعاون والتآزر التي تم إرساؤها خلال قمة المناخ (كوب28) في دولة الإمارات، وخطوة مهمة نحو تحقيق رؤية القيادة الرشيدة.”
وأضاف: “نُرحب بانضمام شركة تايتان لصناعات الليثيوم إلى مجموعة كيزاد، ونتوقع أن يسهم هذا المشروع في تحقيق الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات وتسريع وتيرة التنويع الاقتصادي وتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز اقتصادي عالمي قائم على اقتصاد مستدام.”
وقال فايبهاف جاين، مؤسس ورئيس شركة تايتان لصناعات الليثيوم المحدودة: “تمثل منشأتنا في كيزاد خطوة نحو مستقبل مستدام للعالم بالإضافة إلى كونها استثماراً واعداً لشركة تايتان لصناعات الليثيوم ومحطة مهمة في مسيرة التنمية الاقتصادية بإمارة أبوظبي. يُعتبر الليثيوم هو مستقبل الطاقة الذي سيحل محل النفط، ونسعى من خلال هذا المشروع إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات، وتحديداً إمارة أبوظبي، كمركز إقليمي وعالمي لصناعة معالجة الليثيوم.”
مع تنامي التوجه العالمي نحو التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، يبرز الدور الحيوي الذي يلعبه الليثيوم كعنصر رئيسي في توليد الطاقة المتجددة. وهنا تكمن أهمية هذا المشروع في تعزيز مكانة إمارة أبوظبي كوجهة عالمية رائدة لصناعة معالجة الليثيوم، بالإضافة إلى أهميته في تحفيز الاقتصاد المحلي وخلق العديد من فرص العمل.
سيعتمد المصنع المقترح في عملياته التشغيلية على أحدث التقنيات وأفضل الممارسات المستدامة، وذلك لضمان أعلى مستوى من المسئولية البيئية والمساهمة في تطوير صناعة السيارات الكهربائية العالمية.
يُعتبر الليثيوم المعالج أحد المكونات الرئيسية بالغة الأهمية لتصنيع حزم البطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية، والذي يعد من القطاعات سريعة النمو في مسيرة التحول العالمي نحو الطاقة المستدامة.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات، في إطار التزامها بتحقيق هدف خفض الانبعاثات إلى الصفر، كانت قد أعلنت عن خطة طموحة تستهدف زيادة حصة المركبات الكهربائية والهجينة إلى 50 بالمائة من إجمالي المركبات المباعة بحلول عام 2050، مما سيؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على المواد المستخدمة في تصنيع البطاريات في الدولة.