كرَّم السيد السفير أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية السيدة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، على هامش الاحتفال باليوم العربي للاستدامة، والذي يقام هذا العام تحت شعار “مستقبل مستدام للمنطقة العربية”، وذلك تقديرًا لجهودها المتنوعة في مجالات التنمية في مجالات شبكات الأمان الاجتماعي، والاستثمار والتمويل الاجتماعي، والدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة، هذا بالإضافة إلى مساهماتها في مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب على مدار سنوات وختاماً بترأسها للدورة 43 من المجلس.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية التي عقدتها جامعة الدول العربية بمناسبة ” اليوم العربي للاستدامة” برئاسة السيد السفير أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.
وأعربت وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها بهذا التكريم، وتشَّرُفها أن تخدم في مجال التنمية طيلة سنوات عمرها منذ التحاقها بسوق العمل، وأن ذلك هو انعكاس للرؤية التنموية لجامعة الدول العربية وتقديرها لدور المرأة العربية.
وقد أكدت القباج أن البشرية والإنسانية تتطور وتتجدد بتواتر المساهمات التي يقدمها العاملون فيها، وبالسعي لترك لمسات ومساهمات متراكمة لأفراد مختلفين يؤمنون بما يفعلون وحريصون على إحداث فارق إيجابي في مجتمعاتهم، لتحقيق الأثر المرجو في التنمية المستدامة، وللمساهمة في الوفاء بحقوق الجميع، وبتحقيق الحياة الأفضل للأجيال القادمة.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن هناك تحديات إقليمية وعالمية تلقي بظلالها على المنطقة العربية، وذلك على المستوى السياسي والاقتصادي، والاجتماعي، والبيئي، والثقافي، وعلى رأسها معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق وما يلاقيه من تعذيب وإبادة ممنهجة، فما تمر به بعض الدول العربية من صراعات خطيرة تحتاج إلى تحرك عاجل من أجل النظر في طرق مستحدثة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما دفع الجامعة العربية لإصدار تقرير شامل بعنوان «تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول المتأثرة بالنزاعات».
كما أفادت بأن التاريخ يثبت أن جمهورية مصر العربية، يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام أن لها مكانة تاريخية، ودوراً فاعلاً واستراتيجياً في المنطقة العربية، بما يعزز إعادة الاستقرار في المنطقة، وانطلاقها نحو التنمية المستقلة والمستدامة، وهذا يجعل الحكومات والمجتمعات والأفراد تتيقظ لكل المخاطر الممكنة، وتستجمع طاقاتها وموارها، لتتخطى الفترات العصيبة التي تمر بها البلاد والمنطقة بشكل عام.
وأضافت أن التنمية المستدامة تهدف إلى تحقيق التوازن بين الاحتياجات الحالية للمجتمع والاقتصاد والبيئة، دون التأثير الضار على قدرات الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها، حيث تعتبر التنمية المستدامة رؤية شمولية تضمن تكامل النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة.
وقد بدأ المجتمع الدولي منذ منتصف ستينات القرن الماضي، فتأسس نادي روما لمواجهة القضايا التنموية وإعداد سيناريوهات مستقبلية لمواجهة هذه الازمات، وتباعاً أصبح مفهوم التنمية المستدامة يمثل نموذجا معرفيا للتنمية في العالم، وبدأ يحل محل برنامج “التنمية بدون تدمير” ومفهوم “التنمية الإيكولوجية”، واتفاقية باريس لتغير المناخ والمحافظة على الأنظمة البيئية، واتفاق الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، ومؤتمر قمة الأرض.
وأوضحت القباج أن الدولةُ المصرية تدرك جيدًا أن تحقيق التنمية المستدامة، لن يتأتى دون أن تجني كافة فئات المجتمع عوائد وثمار التنمية، خاصة الفئات الأكثر احتياجًا (المرأة، الطفل، ذوي الاحتياجات الخاصة)، ومن هذا المنطلق، واتساقًا مع رؤية مصر 2030، التي أرست دعائم العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين، مؤكدة على ضرورة العمل على تمكين هذه الفئات اقتصاديًا واجتماعيًا، أطلقت وزارة التخطيط و التنمية الاقتصادية “الدليل المفاهيمي لخطة التنمية المستدامة المستجيبة للنوع الاجتماعي، كأول دليل من نوعه، يضع آليات وضوابط واضحة وقابلة للتطبيق لدمج هذه الفئات في الخطط التنموية، وتلعب المواثيق والاتفاقيات الدولية والوطنية دورًا حاسمًا في تنظيم تلك العلاقة وفي حوكمة الممارسات التي تؤدي بدورها إلى تحقيق التنمية المستدامة والعادلة والدامجة.