اختتمت الرياض أعمال أسبوعها الدولي الأول لتسوية المنازعات، الذي عُقِد في الفترة من 3 – 8 مارس، بتنظيم من المركز السعودي للتحكيم التجاري، وبدعم ورعاية من 45 منظمة محلية ودولية معنية بتسوية المنازعات التجارية، بهدف تعزيز بدائل التسوية الفعّالة للمنازعات التجارية والاستثمارية.
وجمعت هذه التظاهرة العالمية الأطراف ذات العلاقة بمنظومة تسوية المنازعات، بما في ذلك الحكومات والمؤسسات الدولية والمحلية، والخبراء القانونيين والـمحَكَّمين والمحامين، مما خلق منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعارف وأفضل الممارسات في هذا المجال الحيوي.
وشمل أسبوع الرياض الدولي لتسوية المنازعات أكثر من 90 فعالية نظمها 105 منظمة، فيما تحدّث في هذه الفعاليات أكثر من 300 متحدث، وشهد توافد أكثر من 4.5 ألف شخصية من أكثر من 79 دولة، مما يدعم فرص الصناعة في منطقة الشرق الأوسط، ويسهم في تيسير تبادل المعارف والخبرات، وتعزيز العلاقات والتعاون بين أصحاب المصالح المعنية.
وعُقِد خلال فعاليات الأسبوع المؤتمر الدولي الثالث للمركز السعودي للتحكيم التجاري والمعرض المصاحب، بعنوان: “تسوية المنازعات في عالم متغير: الاتجاهات والفرص الجديدة”، الذي أتى انطلاقاً من دور المركز في النهوض بمستوى الصناعة والارتقاء بها محليا وإقليميا، وبهدف استكشاف فرص الصناعة في الاقتصاد الأكبر شرق أوسطيًّا، فيما شهد المؤتمر إبرام عدد من الاتفاقيات والشراكات الإستراتيجية في مجال القانون والتحكيم والخدمات الاستشارية في مجال تسوية المنازعات، منها اتفاقية تعاون بين المملكة العربية السعودية، مُمَثّلة بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء، ووزارة القانون في جمهورية سنغافورة.
كما وُقِّعت اتفاقيات تعاون بين المركز السعودي للتحكيم التجاري وجهات أخرى محلية ودولية، منها وزارة الاستثمار والهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، والمركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار (ICSID)، والـمَجْمع الملكي البريطاني للـمُحَكَّمين (Ciarb)، ومركز سنغافورة للتحكيم الدولي (SIAC).
وتعكس هذه الاتفاقيات التزام المملكة والمركز بتحسين بيئة الأعمال والاستثمار فيها، مما يعزز الثقة والشفافية في البيئة القانونية والتحكيمية، ويزيد من جاذبيتها وجهة استثمارية في المنطقة والعالم، كما يرتقي بمستوى الخبرة والكفاءة في مجال التحكيم وتسوية المنازعات في المملكة.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة المركز السعودي للتحكيم التجاري الدكتور وليد بن سليمان أبانمي أن الإقبال الكبير الذي شهدته فعاليات أسبوع الرياض الدولي لتسوية المنازعات يعكس تأييدًا واضحًا لدور المملكة كوجهةً رائدةً في مجال التسوية والتحكيم، وأن بوصلة المستقبل تتجه نحو المملكة التي تشهد نهضة غير مسبوقة منذ إطلاق رؤية 2030.
وقال: “هذا التوجه يحتم علينا أن نكون مساهمين في صناعة المستقبل، وأن نسعى في تمكين بيئة الأعمال وتدفق الاستثمارات، ليس إلى المملكة ومنها إلى العالم فحسب، وإنما أن نكون لاعبًا دوليًا مؤثرًا في صناعة التحكيم وبدائل تسوية المنازعات، ولنا تميزنا وبصمتنا العالمية”.
وتضمنت الفعاليات التصفيات النهائية للنسخة الخامسة من منافسة التحكيم التجاري الدولية، التي عُقِدت بشراكة مع لجنة القانون التجاري في الأمم المتحدة “الأونسيترال”، وبرنامج تطوير القانون التجاري في وزارة الخارجية الأمريكية (CLDP)، حيث عُقِدت المنافسة حضوريًّا للمرة الأولى في تاريخها، وبلغ عدد المتنافسين فيها هذا العام 134 فريقًا، ضمت جميعها 921 طالبًا وأكاديميًّا، من 111 جامعة في 27 دولة.
وتعكس الفعاليات المتنوعة والثرية والحضور الكبير مدى التقدم الذي أحرزته المملكة في صناعة بدائل تسوية المنازعات، والسمعة الدولية الحسنة التي باتت تحظى بها، مما يعزز مكانتها الدولية بصفتها وجهة رائدة ومقرًا آمنًا