السلع الأساسية: تعرضت السلع الأساسية لضغوط مع استمرار الأداء القوي للدولار وعودة المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الصيني. وعلى الرغم من الانخفاض الذي شهده خام الحديد يوم الجمعة، إلا أن ذلك لم يمح تماماً المكاسب الأسبوعية التي حققها. كما ستشكل أرباح شركات العقارات الصينية التي ستصدر هذا الأسبوع مؤشراً رئيسياً على إمكانية استمرار ارتفاع أسعار المعادن الصناعية. كما شهد الذهب تراجعاً عن أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2220 دولاراً ليختبر مستوى الدعم 2160 دولاراً، وذلك بعد أن توقع بوستيك، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن يتم خفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام.
كما حافظت أسعار النفط الخام على استقرارها إلى حد كبير خلال الأسبوع الماضي حيث عوضت مؤشرات شح المعروض في السوق العالمية تأثير ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي. ويظل التركيز متوجهاً نحو العقوبات والمخاطر الجيوسياسية التي تؤثر على أسواق النفط.
الأسهم: اتخذت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة موقفاً متساهلاً خلال الأسبوع الماضي حيث أكدت على توقعها خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2024. كما قلل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من أهمية الارتفاع الأخير في بيانات التضخم، مشيراً إلى احتمال حدوث تباطؤ في برنامج خفض حيازات الأوراق المالية لدى البنك المركزي. وبحسب خبيرا الأسواق في ساكسو بنك، أثرت هذه التطورات بشكل إيجابي على الأسهم الأمريكية، مما أدى إلى انتعاش مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يوم الأربعاء. إلا أنه فقد بعض الزخم الذي اكتسبه المؤشر يومي الخميس والجمعة حيث شهد تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.1٪ يوم الجمعة. وجاء هذا الانخفاض نتيجة لانخفاض سهم شركة نايكي بنسبة 6.9٪ وانخفاض لولوليمون بنسبة 15٪، حيث أصدرت كلا الشركتين توقعات متشائمة. وبالمقابل، ارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.1٪ بدعم من المكاسب التي حققتها أسهم كل من إنفيديا التي بلغت 3.1٪ وألفا بت التي بلغت 2.2٪.
وفي اليابان، حقق مؤشر نيكاي 225 الياباني مكاسب جديدة ليغلق على مستوى قياسي بلغ 40.888 نقطة. جاء ذلك بعد أن نفذ بنك اليابان خلال الأسبوع التعديلات التي كانت متوقعة على السياسة النقدية، وهو ما عمل على إزالة أحد أهم عوامل عدم اليقين التي كانت تؤثر على السوق. صب المستثمرون تركيزهم على استعادة قدرة الشركات اليابانية على تحديد الأسعار في ظل عودة التضخم، وإصلاح حوكمة الشركات، وعمليات إعادة التوطين، خاصة في قطاع التكنولوجيا الذي يشهد تحولا للأنشطة بعيداً عن الصين. ومن المتوقع أن تعود هذه التطورات بالفائدة على الاقتصاد الياباني. ارتفع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.2٪ يوم الجمعة و3.7٪ على أساس أسبوعي.
الصين وهونغ كونغ: شهد كل من مؤشر هانغ سينغ ومؤشر الأسهم الصينية انخفاضاً أسبوعياً بنسبة 2.2٪ و1.0٪ على التوالي، ويعزى ذلك إلى خفض توقعات أرباح الشركات وضعف اليوان الصيني. على وجه التحديد، تكبد سهم شركة لي أوتو خسائر فادحة حيث انخفض بنسبة 10.9٪ يوم الجمعة و18.3٪ على أساس أسبوعي بعد أن قامت الشركة بتخفيض توقعاتها للتسليم. كذلك انخفض سهم شركة بيلي بيلي بنسبة 9.4٪ وسط انخفاض حيازات شركة علي بابا. بالمقابل، وبعد إغلاق سوق هونغ كونغ يوم الجمعة، أعلنت شركة ميتوان عن تحقيق أرباح للربع الرابع جاءت أعلى من التوقعات، حيث جاءت الإيرادات متوافقة مع التوقعات. كما شهد سهم الإيداع الأمريكي للشركة ارتفاعاً بنسبة 4.2٪ عند الإغلاق في بورصة نيويورك بالمقارنة مع سعر الإغلاق في بورصة هونغ كونغ. وبحسب خبيرا الأسواق في ساكسو بنك، تحول المستثمرون إلى نهج أكثر تحفظاً ترقباً لتقارير الأرباح القادمة عن شركات بي واي دي وتشاينا تيليكوم وأنتا سبورتس والمقرر صدورها يوم الثلاثاء، وكذلك البنوك الحكومية الرئيسية خلال الأسبوع.
ساهم الانخفاض الحاد في قيمة اليوان الصيني في ضعف أداء الأسهم الصينية وأسهم هونغ كونغ، حيث ارتفع زوج الدولار الأمريكي/اليوان الصيني بنسبة 0.8٪ ليصل إلى 7.2761. يتوقع المستثمرون أن تتحمل الصين ضعفاً أكبر في اليوان في ظل تعافي اقتصادي بطيء، وهو ما قد يؤدي إلى اختبار أعلى مستوى الذي تم تسجيله في سبتمبر عند 7.3682. علاوة على ذلك، عزز احتمال عودة ترامب لفترة رئاسية ثانية التوقعات على المدى المتوسط لزوج الدولار الأمريكي/اليوان الصيني.
العملات الأجنبية: شهد سوق العملات الأجنبية يوم الجمعة ارتفاعاً مستمراً في سعر صرف الدولار الأمريكي، حيث ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي مجدداً فوق مستوى 1.0430، وهو أعلى مستوى له خلال أكثر من شهر.
ومن ناحية أخرى، شهد اليوان الصيني تراجعاً ملحوظاً مقابل الدولار الأمريكي، حيث صعد زوج الدولار الأمريكي/اليوان الصيني بشكل حاد ليبلغ أعلى مستوى له منذ نوفمبر الماضي عند 7.27. ويأتي هذا الارتفاع بعد قيام بنك الشعب الصيني بتحديد سعر صرف افتتاحي ضعيف لليوان، مما يُعد مؤشراً على استعداد السلطات الصينية لتحمل بعض الانخفاض في قيمة العملة.
على صعيد العملات الأخرى، شهد زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي انخفاضاً قدره 40 نقطة أساس، حيث تراجع من مستوى 0.6570 ليصل إلى ما دون مستوى 0.6520 حالياً. كذلك، يواجه زوج اليورو/دولار أمريكي ضغوطاً ليقترب من مستوى 1.08 بعد قرار خفض أسعار الفائدة المفاجئ الذي اتخذه البنك الوطني السويسري، مما عزز التوقعات بأن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتخفيف السياسة النقدية في اجتماعه المقبل الذي يُعقد في يونيو القادم بحسب ساكسو بنك.
أما بالنسبة لزوج يورو/فرنك سويسري، فقد تراجع من أعلى مستوى له عند 0.9788 ليستقر حول مستوى 0.967. بينما استقر زوج دولار أمريكي/فرنك سويسري بقيمة هامشية أقل من مستوى 0.90.
وفي سياق متصل، عاد زوج جنيه إسترليني/دولار أمريكي إلى ما دون مستوى 1.2650 بعد تصريحات محافظ بنك إنجلترا السيد بايلي حول إمكانية خفض أسعار الفائدة في اجتماعات البنك المقبلة، وذلك في ظل مؤشرات على أن السياسة النقدية الأكثر تشدداً التي ينتهجها البنك قد نجحت في الحد من مخاطر تفاقم التضخم الناجم عن ارتفاع الأجور.