استقبل مركز فض المنازعات الإيجاريّة في دبي وفداً أكاديمياً من الجامعة الأمريكية في الإمارات، وذلك في إطار سلسلة الزيارات الميدانية التي تنظّمها الجامعة بالتعاون مع المركز لطلبة القانون بهدف تحقيق التوازن بين الجانب النظري الأكاديمي والجانب العملي التطبيقي للطلبة، واطلاعهم على أفضل الممارسات المتبعة ذات الصلة.
وكان في استقبال الوفد سعادة القاضي عبدالقادر موسى محمد، رئيس مركز فض المنازعات الإيجارية في دبي، إلى جانب عدد من مسؤولي المركز، فيما ترأس الوفد الزائر البروفيسور طارق عبد السلام، عميد كلية القانون في الجامعة الأمريكية في الإمارات برفقة الدكتور /أحمد الدبوسي أستاذ مساعد.
وأكد القاضي عبدالقادر موسى محمد على أهمية هذه الزيارة في تعزيز المهارات العمليّة لطلبة القانون في الجامعة الأمريكية في الإمارات، وقال: “نحرص في مركز فض المنازعات الإيجاريّة على تعزيز شراكاتنا مع المؤسسات ذات الصلة عبر عقد مثل هذه الزيارات التي من شأنها أن تُسهم في تقديم الدعم والإرشاد للطلبة الجامعيين. ولطالما أن المركز مصدراً موثوقاً لحل النزاعات المتعلقة بالإيجار والملكية المشتركة، يسعدنا تقديم خبراتنا في هذا المجال للطلبة وتمكينهم من فهم القضايا وآليات التسوية والحل، واطلاعهم على تجربتنا وخدماتنا المتنوّعة”.
وأضاف موسى: “إن مركز فضّ المنازعات الإيجاريّة في دبي يسعى جاهداً لترسيخ التعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع الأكاديمي بهدف المساهمة في تهيئة الكفاءات القانونيّة المتميّزة للمستقبل، ومنحهم الخبرات الحقيقية من خلال فرص الزيارة الميدانيّة والتوجيه حول ممارسات العمل وآليات تطبيقها” مشيراً الى الالتزام بتعزيز الوعي بأهمية فض المنازعات بطرق وديّة وبناءة، والسعي الدائم لتوفير بيئة تعليمية تشجع على الحوار والتعاون”.
دوره قال البروفيسور طارق عبد السلام، عميد كلية القانون في الجامعة الأمريكية في الإمارات، “إنه يسرّني رؤية التفاعل القوي والبناء بين الجامعة الأمريكية في الإمارات ومركز فض المنازعات الإيجارية في إمارة دبي، حيث يُظهر هذا التعاون التزاماً بربط الجوانب الأكاديمية بالجوانب العملية، وتعزيز مهارات وقدرات طلابنا في كلية
القانون، كما يمنح هذا التعاون من خلال الفعاليات المشتركة، الطلاب فرصة لفهم عميق لنظام العمل في مجال فض المنازعات الإيجارية والتفاعل مع الخبراء في هذا المجال، مما يُسهم بشكل كبير في تطويرهم وإعدادهم للاندماج في سوق العمل بنجاح.”
وخلال الزيارة؛ قدّم سعادة القاضي الدكتور عمر بن سويدان السويدي، قاضي ابتدائي في المركز شرحاً وافياً حول أهداف إنشاء مركز فض المنازعات الإيجاريّة، واختصاصاته ومهام اللجان، بالإضافة إلى الخدمات والقوانين والقرارات ذات الصلة بمهام المركز. كما تمّ التطرق إلى رحلة التقاضي في المركز من آليات التقاضي التقليدي إلى التقاضي الرقمي عبر توظيف التقنيات الحديثة.
بالإضافة إلى ذلك، استعرض السويدي تبني المركز في العام 2018 لمنظومة “التقاضي عن بعد”، أول محكمة قضائيّة حققت نجاحاً باهراً في أول مشروع قضائي متكامل يهدف إلى تيسير عملية التقاضي دون الحاجة إلى الحضور الشخصي، إلى جانب إطلاق صحيفة الحالة الإيجاريّة في نفس العام، وهي خدمة تمكّن أطراف عقد الإيجار من الاستعلام عن الصحيفة الايجارية للطرف الآخر في نظام مركز فض المنازعات، ويتمّ إصدار شهادة بصحيفة القضايا الايجاريّة السابقة.
فيما تمّ التطرّق خلال الشرح إلى أبرز إنجازات العام الماضي، والتي تمثّلت بإطلاق المحكمة الافتراضيّة بتقنية الميتافيرس، والتي تمّ تطويرها بهدف إنشاء طريقة فريدة ومبتكرة للتعامل مع المنازعات الإيجاريّة وتوفير تجربة جديدة لكافة الأطراف. وكذلك تفعيل خدمة المسبار القضائي، والتي تعتبر “محكمة متكاملة” تقدم جميع خدمات التقاضي بالمركز بتقنية الذكاء الاصطناعي، ويمكن للمتقاضي المتقدم بالدعوى الدخول للنظام، وتسجيل الدعوى، ومن ثم الحصول على الحكم، من دون تدخل القاضي. بالإضافة إلى استعراض إنجازات أخرى من بينها اعتماد خطّة الربط الرقمي، مع جهات حكومية محليّة واتحاديّة؛ لتطوير العمل المشترك الساعي للارتقاء بالخدمات الحكومية، ودعم جهود التحديث والتطوير وتسهيل وتيرة إجراءات التنفيذ.
وينسجم هذا التطوّر النوعي في تطوير إجراءات وأساليب التقاضي في المركز مع رؤيته الاستراتيجية الرامية ليكون مرجعاً دولياً قضائياً في حلّ المنازعات الإيجارية والملكية المشتركة وحسمها بمنظومة رقميّة ومبتكرة تتسم بالسرعة والدقّة لدعم الاستدامة.