كشف ساكسو بنك، الرائد عالمياً في مجال التداول والاستثمار عبر الإنترنت، عن نتائج دراسة استطلاعية أجراها مؤخراً على العملاء، حيث سلطت الدراسة الضوء على توقعات المستثمرين وقدمت تحليلاً لمعنوياتهم بشأن الأسواق المالية للربع الثاني من عام 2024. وفي ظل حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق المالية العالمية، تعكس آراء مجموعة المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع المخاوف بشأن تقلبات السوق.
شهدت بداية عام 2024 تقلباً في توقعات السوق. حيث سادت، في المراحل الأولى، معنويات تعتليها الحذر إلى حد كبير، حيث توقع المشاركون في السوق تخفيضات في أسعار الفائدة. ومنذ ذلك الحين، طرأ تحول مفاجئ نحو مزيد من التفاؤل، حيث وصلت العديد من أسواق الأسهم إلى مستويات قياسية أو بالقرب منها.
وفي تعليقه على نتائج الدراسة قال داميان هيتشين، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ساكسو بنك: “تعتبر معرفة توقعات المستثمرين عنصراً أساسياً للتعامل في الأسواق المتقلبة. وتؤكد نتائج هذه الدراسة الاستطلاعية على أهمية البقاء على اطلاع دائم بالتطورات الاقتصادية الكلية والمستجدات الجيوسياسية، مما يمكّننا من توجيه عملائنا نحو اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وبدوره قال بيتر غارنري، رئيس استراتيجيات الأسهم في ساكسو بنك: “دخل المستثمرون، بمن فيهم عملاء ساكسو بنك، عام 2024 بتفاؤل بعد عام 2023 القوي الذي تميز بتجنب الركود وتحقيق عوائد كبيرة في الأسهم. وقد حافظت هذه المكاسب على زخمها حتى الآن في عام 2024 على الرغم من التقلبات غير المعتادة في التوقعات بشأن أسعار الفائدة التي تحددها البنوك المركزية ومعدلات التضخم”.
تفوق أمريكي وتراجع أوروبي
أظهرت الدراسة الاستطلاعية آراء متباينة لدى مجموعة العملاء تجاه مؤشر ستاندرد آند بورز الأمريكي الرئيسي، حيث توقع ما يزيد قليلاً عن نصف المشاركين في الاستطلاع ارتفاعه، بينما توقع ما يقرب من 30٪ انخفاضه.
وعند استطلاع آرائهم حول الأداء حسب المناطق، توقع نصف المستثمرين أن تسجل أمريكا الشمالية أداءً أفضل من المناطق المالية الأخرى. وعلى النقيض، يعتقد حوالي 40٪ من المستجيبين أن أوروبا ستشهد تراجعاً، مما يسلط الضوء على ضعف الثقة لدى المشاركين في السوق.
أهمية دور سياسات البنوك المركزية
أشار المستثمرون إلى أن سياسات البنوك المركزية تُعد عاملاً رئيسياً يؤثر على الأسواق المالية هذا الربع. وأبرزت الدراسة الاستطلاعية أن التوترات الجيوسياسية والانتخابات الأمريكية المقبلة والمخاوف المستمرة من الركود تُعد أيضاً عوامل مهمة يمكن أن تؤثر على استراتيجيات الاستثمار.
وأضاف بيتر غارنري: ” في ظل التأجيل المستمر لموعد خفض أسعار الفائدة، وزيادة حدة التوترات الجيوسياسية، واقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، تزداد احتمالية حدوث المزيد من التقلبات في الأسواق المالية، مما يستدعي من العملاء مراجعة محافظهم الاستثمارية لتقييم مدى جاهزيتها لمواجهة فترة مليئة بالاضطرابات”.