سجلت النسخة الخامسة من معرض جواهر الإمارات الذي تتواصل فعالياته حتى 2 يونيو المقبل بمركز إكسبو الشارقة تألق عدد من المصممات الإماراتيات اللواتي قدمن تشكيلات متنوعة من ابتكاراتهن في تصميم الذهب والمجوهرات، وذلك تحت مظلة “منصة صاغة الإمارات” التي تتيحها غرفة تجارة وصناعة الشارقة، سعيًا لتوفير فرص للمواهب المحلية في مجال المجوهرات وإبرازها أمام المشاركين في الحدث الذي جمع أكثر من 144 عارضًا من دول المنطقة والعالم.
واشتملت إبداعات المشاركات عبر المنصة على مجموعة متنوعة من التصاميم المبتكرة التي جمعت بين أصالة التراث الإماراتي وروح التصاميم العصرية العالمية، من خلال عرض قطع فريدة ومشغولات متنوعة من الحلي والمجوهرات المصنوعة من الألماس والذهب والمعادن النفيسة والأحجار الكريمة، والتي استقطبت اهتمام زوار المعرض وأبدوا إعجابهم بها وبما عكسته من مهارة المصممات وقدرتهن على المنافسة بمنتجات مستوحاة من تفاصيل الطبيعة والتراث الإماراتي العريق.
تمكين المصممين الإماراتيين
وأشارت منى السويدي مدير المكتب التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة الشارقة، مسؤولة منصة “صاغة الإمارات” إلى أن المنصة تواصل تمكين جيل جديد من المصممين الإماراتيين ورواد الأعمال المبدعين في عالم المجوهرات، وتوفر لهم الفرص لعرض مواهبهم في التصميم وتزويدهم بالخبرات التي ترسخ مكانتهم في هذا القطاع الحيوي، من خلال تشجيعهم على صقل مهاراتهم الحرفية والتسويقية، وابتكار تصاميم فريدة تتنافس ببراعة في السوق العالمية، ولفتت إلى حرص المصممات الإماراتيات على المشاركة في المعرض من خلال المنصة، حيث تألقن بعرض مجموعاتهن التي تعكس تراث وثقافة الإمارات وتجسد روح الابتكار ومواكبة أحدث الاتجاهات العالمية.
أصغر مصممة
وتألقت أصغر مصممة إماراتية مشاركة في المعرض وهي ميرة يوسف المهيري (11 سنة) التي صممت مجموعة قطع تراثية، بينها مرتعشة، وحزام، وأطواق تميزت بابتكار يكشف عن موهبة صغيرة ومبدعة، وأشارت والدتها التي ترافقها خلال مشاركتها في المعرض إلى أن الدافع الذي يحرك ابنتها للابتكار هو رغبتها في أن تصنع لنفسها تصاميم خاصة من الذهب واللؤلؤ غير مسبوقة في متاجر الذهب، بحيث يمكن إنتاجها وطرحها في السوق.
بدأت ميرة بتصميم الإكسسوارات في سن السابعة، حيث عملت في البداية على الخرز والإكسسوارات البسيطة في المدرسة، ثم انتقلت إلى المشاركة في المهرجانات المحلية، وحصلت على بطاقة مبدعة من وزارة الاقتصاد، وهذه أول مشاركة لها في معرض، بهدف التعريف بموهبتها والاستعداد للمشاركة في معارض مستقبلية، لإبراز موهبتها التي تتميز بالتركيز على إعادة تصميم الأساور وتطعيمها باللؤلؤ.
شراكة في الابتكار
أما المصممة الإماراتية فاطمة المهيري التي تشارك ضمن منصة “صاغة الإمارات” للمرة الثالثة، فأوضحت أنها عرضت مجموعة مميزة تحمل اسم “وردة فاطمة”، وهو تصميم اشتهر في السوق بنمط تراثي حديث، وتعتمد طريقتها في التصميم على منح عملائها الشراكة في الابتكار خطوة بخطوة تبدأ باختيار نوع ولون الحجر الكريم ثم اقتراح الشكل ليأتي بعد ذلك دور المصممة في تنفيذه.
وقالت المهيري: “أحببت هذه المرة أن أعرض أحجاراً كريمة لأنها تخصصي، وأعمل على تصميمها في البداية من القطع الخام ومن ثم أزود قائمة من العملاء بها من خلال توريدها لهم لتضاف إلى المجوهرات بمشاركة الصاغة والمصممين الماهرين. وأحث المصممات الإماراتيات على الدخول في خط التوريد”.
فرصة استثنائية
وأكد غانم سعيد السويدي مدير “ميموار للمجوهرات” أن المشاركة في المعرض تعد فرصة استثنائية لأنها تساهم في تطوير أعمال المصممين الإماراتيين وتعزيز مكانتهم في السوق، حيث يتيح المعرض فرصة الاطلاع على أحدث الابتكارات العالمية واكتشاف اتجاهات السوق المتغيرة، مما يساعد في اختيار التصاميم التي تناسب أذواق العملاء وتلبي احتياجاتهم المتجددة.
وعرض السويدي مجموعة من المجوهرات الفاخرة التي تشمل تصاميم محلية فريدة مستوحاة من التراث الإماراتي، أبرزها علامة حصرية تطرح لأول مرة من إبداع مصممات إماراتيات موهوبات، تتميز بتصميمها التراثي الفريد المصنوع من ذهب عيار 21، والمزين بقطع مرصعة بالصدف والتركواز، مما يضفي عليها لمسة جمالية مستمدة من التراث الإماراتي.
براعة التصميم وجمالياته
وبدورها أشارت المصممة الإماراتية علياء الجابر، إلى اعتمادها على توجه جديد في عالم تصميم المجوهرات الألماسية، فبدلاً من تركيزها في السابق على طرح القطع الكبيرة الحجم مثل الأطواق والأساور، تتجه نحو تصاميم أصغر وأكثر تفردًا، بهدف إبراز براعة التصميم وجمالياته في قطع الألماس الصغيرة، مما يجذب شريحة أوسع من العملاء الذين يبحثون عن التفاصيل الدقيقة واللمسات الفنية في مجوهراتهم.
وذكرت الجابر أن هذا التوجه يتماشى مع تفضيلات المستهلكين المتزايدة نحو القطع الأنيقة والعملية التي يمكن ارتداؤها في المناسبات المختلفة، وفي نفس الوقت تتيح هذه القطع الصغيرة أيضًا للمصممة الإماراتية إظهار إبداعها في استخدام الألماس الطبيعي مع مواد أخرى مما يضفي على المجوهرات طابعًا فريدًا وجذابًا.
بين الأصالة والحداثة
وفي صورة تعكس تنوع المواهب والإبداعات في عالم تصميم المجوهرات في الإمارات، يشارك لأول مرة في المعرض رائد الأعمال والمصمم الإماراتي عبد الكريم الجناحي، مقدماً تصاميم تراثية إماراتية بأسلوب عصري، في مزيج متناغم يجمع الذهب والألماس والزمرد والمينا، ويجعل كل تصميم من ابتكاراته يحمل مرجعية تراثية إماراتية، مما يجسد ارتباط المصمم الوثيق بالتراث الإماراتي وإبرازه في تصاميم عصرية أنيقة.
