أعلنت “هيتاشي إنرجي” أنها ستستثمر 4.5 مليار دولار إضافية في عمليات التصنيع والهندسة والتقنيات الرقمية والأبحاث والتطوير والشراكات بحلول العام 2027، وهو ما يساهم في مضاعفة حجم الاستثمارات التي قامت بها الشركة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية. ويأتي ذلك استكمالاً للاستثمارات التي أعلنت عنها الشركة مؤخراً في شهر أبريل من هذا العام والتي بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار بهدف تسريع وتيرة الإنتاج العالمي لمحولات الطاقة.
ومن شأن هذه الاستثمارات أن تمكّن الشركة من الوفاء بإلتزاماتها تجاه عملائها وتلبية الطلب في الأسواق، إلى جانب تعزيز عمليات البحث والتطوير العالمية، والقدرات الهندسية والتصنيعية للمحولات، وتطوير تكنولوجيا تيار الجهد العالي المستمر (HVDC) ومنتجات الجهد العالي لديها. كما ستدعم الاستثمارات الجديدة أيضاً عمليات نشر الحلول القائمة على إلكترونيات الطاقة، وأتمتة الشبكات الكهربائية والحلول البرمجية والخدمات، وذلك تماشياً مع خطة “هيتاشي إنرجي” للعام 2030. وسيتم توظيف الاستثمارات أيضاً في دعم اتفاقيات الشراكة، وسلسلة القيمة، والرقمنة والأتمتة، والتي تشكل جميعها عوامل تمكين لدعم توسيع القدرات وزيادة سرعة الوصول إلى السوق.
وتعتبر الكهرباء محورية لتحقيق أهداف الوصول بالانبعاثات الكربونية إلى مستوى الصفر، فيما يتطلب تحول الطاقة حلول وخدمات برمجية مبتكرة وزيادة ملحوظة في إنتاج التقنيات الحيوية لشبكات الكهرباء الموسعة. ويستلزم إدماج المزيد من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب تلبية متطلبات قطاعات النقل والمباني والصناعة والقطاعات الأخرى للكهرباء، وجود بنية تحتية تتسم بالأمان والمرونة. وفي هذا السياق، أشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى أن الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي التوليدي والكمية المتنامية باستمرار من البيانات الرقمية يتطلبان توسيع مراكز البيانات وأن الطلب العالمي على الكهرباء من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي قد يتضاعف بحلول العام 2026.
وأعلنت الشركة اليوم أيضاً عن قيامها باستثمار 330 مليون دولار في عمليات توسيع وتحديث مصنعها الرئيسي في “لودفيكا” وفي إنشاء مرفق جديد في “فاستيراس” بالسويد، ويغطي هذا الاستثمار جميع محافظ المنتجات. ويقوم مصنع “لودفيكا”، التي يتمتع بأكثر من 120 عاماً من الابتكار، بتصنيع محولات الطاقة، والمنتجات عالية الجهد وأنظمة تيار الجهد العالي المستمر (HVDC)، وسيتم توسيع مساحته بمقدار 30 ألف متر مربع. وهذا سيمكّن على نحو خاص من تصنيع محولات طاقة كبيرة للوفاء بعمليات التسليم الخاصة بمشاريع تيار الجهد العالي المستمر الرئيسية. وسيتسع المرفق الجديد في “فاستيراس” لـ 1800 موظف، وسيضم مركزاً للأبحاث والتطوير ومنشأة إنتاج عصرية لأتمتة الشبكات. وستنمو القوى العاملة للشركة في السويد إلى 2000 موظف لدعم التحول المتسارع للطاقة.
وبحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة في أكتوبر 2023، فإن التطور الأخير في قطاع الطاقة النظيفة الذي نشهده في بلدان كثيرة لم يسبق له مثيل وهو مدعاة للتفاؤل، لكن قد يتعرض للخطر ما لم تتعاون الحكومات والشركات معاً من أجل ضمان جاهزية شبكات الطاقة حول العالم لاقتصاد الطاقة العالمي الجديد الذي تتضح معالمه بوتيرة متسارعة. ويُظهر هذا التقرير ما هو على المحك وما يجب القيام به. يجب علينا أن نستثمر في شبكات الكهرباء اليوم أو مواجهة الجمود غداً.
وبهذه المناسبة، قال “كلاوديو فاشين”، الرئيس التنفيذي لدى “هيتاشي إنرجي”: “إن الكهرباء ستشكل العمود الفقري لمنظومة الطاقة بأكملها ويحدث التغيير بمعدل أسرع مما يعتقده الكثيرون. وتعتبر نماذج العمل الجديدة، ومواءمة التصاميم إلى جانب الشراكات محركات رئيسية للزيادة في وتيرة التغيير”، وأضاف: “يخوض العالم سباقاً لتحويل أنظمة الطاقة. التكنولوجيا ليست عنق الزجاجة والكهرباء تخلق طلباً غير مسبوق على أنظمة شبكات الطاقة والحلول والخدمات الرقمية. وكروّاد في السوق، فإننا نستجيب بمستوى غير مسبوق من الاستثمارات، والموظفين والابتكار لتلبية تلك المتطلبات”.
وخلال الشهر الماضي، تم الإعلان عن مشاريع رئيسية للتيار المباشر عالي الجهد (HVDC)، والتي تُعد مطلوبة بصورة ملحة لتلبية الطلب المتنامي بوتيرة متسارعة في السوق. وساهمت نماذج العمل القابلة للتطوير الجديدة التي ابتكرتها “هيتاشي إنرجي” في تمكينها من إبرام إتفاقيات إطارية مع كل من مشغلة شبكة الكهرباء الفرنسية “آر تي إي”، وشركة “آر دبليو إي” الألمانية، ووصلة “مارينوس” في أستراليا، إضافة لعقد خدمات مع شركة “باترن إنرجي” في الولايات المتحدة. كما أعلنت “هيتاشي إنرجي” عن مشروع Sa.Co.I.3 للربط البيني بين إيطاليا وفرنسا، وهو حل آخر متعدد الأطراف رائد على مستوى القطاع.
وتعمل الحكومات والصناعات والمستهلكون على تسريع وتيرة التحول من الوقود الأحفوري إلى الكهرباء لتزويد قطاع النقل، وأنظمة تدفئة وتبريد المباني، والعمليات الصناعية بالطاقة. حيث يتطلب صنّاع القرار والمشغلون بيانات عن الشبكة في الوقت الحقيقي للحصول على رؤى معقمة وتمكينهم من التعاون مع جهات أخرى. وتلعب محولات الطاقة والمفاتيح والمحطات الفرعية ومحطات التحويل ومنصة لومادا لإدارة أداء الأصول ومنصة بيانات التوائم الرقمية مثل IdentiQ المدعومة رقمياً دوراً حاسماً في الوصول إلى نظام طاقة أكثر استدامة ومرونة وأماناً. وتستفيد الشركة أيضاً من أوجه التآزر بين “هيتاشي إنرجي” و”هيتاشي ديجيتال” لتوفير مكانة فريدة عبر قدرات تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا التشغيلية والمنتجات والخدمات لدعم عملائنا على امتداد دورة الحياة الكاملة.