استقبلت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي 38 طالباً من طلاب الصف الحادي عشر من جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار النسخة الأولى من “المدرسة الصيفية”، التي تسلط الضوء على المهن المتاحة في مجال الذكاء الاصطناعي وتعرفهم عن قرب بإمكاناته وحلوله المبتكرة، وذلك في حرم الجامعة بمدينة مصدر في أبوظبي.
ونظمت الجامعة المبادرة بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة-أبوظبي بهدف حث الطلاب على تطوير مهاراتهم في ريادة الأعمال والعمل ضمن فريق من خلال مشروع جماعي يركز على الذكاء الاصطناعي والاستدامة. وفي نهاية البرنامج عرض الطلاب أمام لجنة متخصصة ما توصلوا إليه من حلول وأفكار تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وشهدت النسخة الأولى من “المدرسة الصيفية” استلام طلبات تسجيل فاقت العدد المحدد للمشاركين حيث بلغت أكثر من 230 طلباً، ما يعكس الاهتمام الكبير بخيارات الدراسة المستقبلية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ولاسيما مجال الذكاء الاصطناعي.
وتم اختيار الطلاب من 23 مدرسة والذين تعرفوا على الجوانب المختلفة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بما في ذلك إنتاج الأفلام والموسيقى، وتطوير التطبيقات، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي. وأشرف أعضاء الهيئة التدريسية ومجموعة من الخريجين والطلاب والموظفين في الجامعة على ورش العمل، والتي جرى تنظيمها بهدف تعريف الطلاب بالمهارات المطلوبة في المستقبل وفرص العمل المتاحة في هذا المجال.
وشهد البرنامج الصيفي مشاركة 14 طالباً و24 طالبة من 3 جنسيات مختلفة، من بينهم 36 طالباً إماراتياً، أظهروا جميعهم اهتماماً كبيراً بالحصول على شهادة جامعية في علوم الحاسوب، وشغفاً بتعلّم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات الحياة اليومية.
وتعليقاً على الإقبال الكثيف على المبادرة، قال البروفيسور تيموثي بالدوين، عميد الجامعة: “تحرص جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي على إطلاع الجيل القادم من رواد المستقبل على دور الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية وتشجيعهم على استخدامه لخدمة الإنسانية. لا بد من الإشارة إلى أن عدد الطلبات الذي تلقيناه بالإضافة إلى مستوى معرفة المشاركين وقدرتهم على الابتكار في إيجاد حلول للتحديات الواقعية وشغفهم لتطبيق المعارف التي اكتسبوها بطريقة أخلاقية، كانت جميعها من الأمور اللافتة التي لمسناها من خلال (المدرسة الصيفية)”.
من جهته رحّب الدكتور أحمد سلطان الشعيبي، المدير التنفيذي لقطاع التعليم العالي بالإنابة في دائرة التعليم والمعرفة- أبوظبي بالطلاب في اليوم الافتتاحي، وقال في سياق تعليقه على البرنامج: “يسهم الذكاء الاصطناعي بشكل ملموس في تحسين التعليم وذلك عند استخدامه بطريقة أخلاقية ومسؤولة، ما يدعم الطلاب في تطوير مهارات التفكير النقدي، وفهم المواضيع المعقدة، وتحفيزهم على الإبداع. وتوفر المبادرات مثل (المدرسة الصيفية) في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي فرصة فريدة للشباب لتوسيع آفاقهم وتعزيز فهمهم ومعرفتهم بالتقنيات التي ستقود عجلة التغييرات الجوهرية التي سنشهدها خلال الأعوام المقبلة. وتسهم هذه المبادرة في تعريف الطلاب بالمفاهيم المتقدمة للذكاء الاصطناعي وتنمية قدراتهم في مجالات ريادة الأعمال والعمل الجماعي. ونلتزم بدورنا بدعم التعلم المستمر والابتكار، ومواكبة التوجهات المتغيّرة، وإعداد طلابنا ليكونوا مبتكرين وقادة لمستقبل العالم الرقمي”.
وقدّمت كل من المجموعات السبعة حلولاً تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي، والزراعة المستدامة، وحماية الحياة البحرية، ودعم الفئات المهمشة، إلى جانب تطبيقات في قطاع النقل لضمان السلامة في الطرقات، ما يعكس إمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة في مواجهة التحديات الاجتماعية وتعزيز الاستدامة. وفي نهاية اليوم، أعلنت اللجنة عن ثلاثة فرق فائزة هي: “جرين فلو” (Greenflow)، النظام الذكي والمتنقل القائم على البيانات للزراعة والمستنبتات الزجاجية؛ و”إيكو إيتس” (EcoEats)، النظام المعزز بالذكاء الاصطناعي لإعادة توزيع الغذاء وتقليل إهدار الطعام؛ و”حراس الغابات” (Guardians of the Forest)، النظام المعزز بالذكاء الاصطناعي والمعني بإزالة الغابات وحماية التنوع البيولوجي.
بدوره قال الطالب أحمد سعيد المراشده، من مدرسة خليفة بن زايد الأول وأحد أعضاء فريق “إيكو إيتس”: “لقد كانت المشاركة في (المدرسة الصيفية) التي نظمتها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تجربة ملهمة جداً بالنسبة إليّ، إذ أتاحت لي المجال للاطلاع على تقنيات مذهلة يتم تطويرها في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما وفرت لي فرصة لقاء طلاب من مدارس أخرى وتبادل الأفكار وقضاء أوقات ممتعة معهم”.