أشارت شركة جارتنر للأبحاث أن 30% على الأقل من مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي سيتم التخلي عنها بعد إثبات المفهوم بحلول نهاية عام 2025 وذلك بسبب قلة جودة البيانات، أو الضوابط غير المناسبة للمخاطر، أو التكاليف المتنامية، أو القيمة التجارية غير الواضحة.
وقالت ريتا سلّام، نائب الرئيس لشؤون التحليلات لدى جارتنر: “بعد الضجة واسعة النطاق التي أثيرت حول الذكاء الاصطناعي العام الماضي، فإن المسؤولين التنفيذيين يتوقون لرؤية العوائد على استثمارات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن المؤسسات لا تزال تواجه صعوبات من أجل إثبات قيمة هذه التكنولوجيا وتحقيق القيمة منها. ومع توسع نطاق المبادرات، فإن العبء المالي لتطوير ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي يزداد وضوحاً”.
وأوضحت جارتنر أن التحدي الرئيسي الذي يواجه الشركات يتجسد في تبرير الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل تحسين الإنتاجية، الأمر الذي قد يكون من الصعب ترجمته بصورة مباشرة إلى عائدات مالية. وتقوم مؤسسات متعددة بتوظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل إحداث تحول في نماذج أعمالها وإيجاد فرص جديدة. إلا أن توجهات النشر هذه تتسم بتكلفتها المرتفعة التي تتراوح ما بين 5-20 مليون دولار أمريكي (انظر الشكل 1).
الشكل 1: تكاليف التوجهات المختلفة لنشر الذكاء الاصطناعي التوليدي
المصدر: جارتنر (يوليو 2024)
وأضافت سلّام: “لسوء الحظ، لا يوجد حل واحد يناسب جميع الحالات في ما يخص الذكاء الاصطناعي التوليدي وإن التكاليف غير قابلة للتوقع بخلاف التقنيات الأخرى، إذ تتحدد التكلفة من خلال ما تنفقه المؤسسات وحالات الاستخدام التي تستثمر فيها وتوجهات النشر التي تنتهجها. وسواءً كانت المؤسسة من المؤسسات الرائدة التي تُحدث تحولات جذرية في السوق وتريد أن تدمج الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، أو كان لديها تركيز أكثر تحفظاً على المكاسب المتعلقة بالإنتاجية أو توسيع العمليات الحالية، فإن لكل من هذه الأمور مستويات مختلفة من التكلفة والمخاطر والتنوع والأثر الاستراتيجي”.
وبصرف النظر عن طموح الذكاء الاصطناعي، ترى جارتنر للأبحاث أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتطلب مستويات تحمل أكبر لفئات الاستثمار المالي غير المباشر والمستقبلية مقابل تحقيق عائدات فورية على الاستثمار. ولطالما كان العديد من الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية تاريخياً غير مرتاحين للقيام باستثمارات حالية من أجل تحقيق قيمة مستقبلية، وقد يؤدي هذا التردد إلى توجيه مخصصات الاستثمار نحو النتائج التكتيكية عوضاً عن النتائج الاستراتيجية.
تحقيق القيمة التجارية
شهدت المؤسسات التي كانت من أوائل معتمدي الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتها الصناعية والتجارية، مجموعة من التحسينات التي تتنوع بحسب حالة الاستخدام ونوع العمل ومستوى مهارة الموظفين المطلوبة. وأشارت دراسة أجرتها جارتنر مؤخراً أن الذين شملتهم الدراسة أشاروا إلى تحقيقهم وسطياً لزيادات بنسبة 15.8% في الإيرادات، و15.2% وفورات في التكاليف، و22.6% تحسينات في الإنتاجية. وشمل هذا الاستطلاع 822 من قادة الأعمال، وتم إجراؤه خلال الفترة ما بين سبتمبر ونوفمبر 2023.
وأوضحت سلّام قائلة: “توفر هذه البيانات نقطة مرجعية لتقييم قيمة الأعمال التي يمكن تحقيقها من ابتكار نموذج الأعمال الخاص بالذكاء الاصطناعي التوليدي. لكن لا بد من إدراك التحديات التي تواجه تقدير تلك القيمة، إذ أن الفوائد المتحققة تتحدد بشكل كبير بالشركة وحالة الاستخدام والدور والقوة العاملة. وغالباً لا يظهر الأثر بصورة فورية إذ قد يحتاج إلى بعض الوقت، إلا أن هذا التأخير لا يُلغي الفوائد المحتملة”.
احتساب الأثر التجاري
بيّنت جارتنر أنه يمكن للمؤسسات من خلال تحليل قيمة الأعمال والتكلفة الإجمالية لابتكار نموذج الأعمال الخاص بالذكاء الاصطناعي التوليدي أن تحدد العائد المباشر على الاستثمار وأثر القيمة المستقبلية. ويعد هذا الأمر أداة مهمة لاتخاذ قرارات استثمارية سديدة حول ابتكار نموذج الأعمال الخاص بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
واختتمت سلّام: “توفر النتائج في حال كانت تلبي التوقعات أو تتخطاها، فرصة لزيادة الاستثمارات من خلال توسيع نطاق ابتكارات الذكاء الاصطناعي التوليدي واستخداماته على امتداد قاعدة مستخدمين أوسع، أو تطبيقه في إدارات إضافية. ولكن في حال كانت النتائج أقل من التوقعات فقد يكون ضرورياً استطلاع سيناريوهات مبتكرة بديلة. وتساعد هذه الأفكار المؤسسات على تخصيص مواردها بشكل استراتيجي وتحديد الطريق المستقبلي الأكثر فعالية”.
يمكن لعملاء جارتنر الاطلاع على تقرير: “حساب العائد على الاستثمار في ابتكار نموذج الأعمال الخاص بالذكاء الاصطناعي”. ويمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات خلال ندوة جارتنر بعنوان: “ما هي الخطوات المختلفة التي تتخذها المؤسسات الناضجة من أجل نجاح الذكاء الاصطناعي التوليدي”.