الدكتور كونستانتينوس فارسالينوس: لا ل “شيطنة” البدائل المبتكرة، والأمراض التي يسببها التدخين لا علاقة لها بالنيكوتين
الدكتور كونستانتينوس فارسالينوس، طبيب حائز على دكتوراه في الطب، وماجستير في الصحة العامة، وطبيب وباحث مشارك في جامعة باتراس وكلية الصحة العامة-جامعة غرب أتيكا في اليونان. وقد أجرى بحوثًا مختبرية وسريرية ووبائية حول التدخين والحد من أضرار التبغ ومنتجات النيكوتين كباحث رئيسي منذ عام 2011. كما قام بتأليف أول مراجعة منهجية حول مخاطر السجائر الإلكترونية، والتي نُشرت في عام 2014. بالإضافة إلى ذلك، أجرى أبحاثًا ونشر دراسات حول منتجات التبغ المُسخّن. اعتبارًا من أوائل عام 2023، نشر ما يقرب من 100 دراسة ومقال في المجلات العلمية الدولية المحكّمة حول التدخين والحد من أضرار التبغ ومنتجات النيكوتين البديلة للتدخين، وقدم فارسالينوس في أكثر من 80 مؤتمرًا دوليًا.
ومن بين هذه المؤتمرات كانت مشاركة الدكتور فارسالينوس بين 12 و14 يونيو (حزيران) 2024 في المنتدى الذي أقيم في دبي على هامش المعرض العالمي للسجائر الإلكترونية World Vape Show 2024. ضم المؤتمر العديد من الندوات والجلسات الحوارية التي تناولت توجهات القطاع واللوائح التنظيمية بهدف تطوير المنتجات واستراتيجيات التسويق. كما جرى خلال الحدث تسليط الضوء على أحدث الابتكارات والتوجهات في قطاع السجائر الإلكترونية وأجهزة التدخين الإلكترونية، بما يشمل المنتجات والتقنيات والخدمات المتنوعة.
وفي هذا الصدّد قال الدكتور فارسالينوس في مقابلة مع “عين دبي” Dubai Eye: “منذ عام 2011 وأنا منهمك للغاية في مجال البحث العلمي، وبرأيي أن القضية المركزية تكمن في التدخين. على الرغم من مرور ستة عقود من المعرفة الشاملة حول أضرار التدخين، لا يزال لدينا 1.2 مليار مدخن في جميع أنحاء العالم. تاريخياً، كان المصدر الرئيسي للنيكوتين هو السجائر، والتي تنطوي على حرق المواد العضوية عند 800 درجة، مما ينتج دخانًا يستنشقه المدخنون. بينما تندرج السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المُسخّن وأكياس النيكوتين ضمن فئة منتجات النيكوتين غير القابلة للاحتراق، وهي تشكّل جزءا مما نسميه الحد من مخاطر التبغ. ويساعد مفهوم الحد من المخاطر هذا على تخفيف المخاطر دون القضاء عليها بالضرورة. ونظراً للعدد الهائل من المدخنين – 1.2 مليار – لسوء الحظ، فإن العلوم الطبية لم تطور علاجاً فعالاً للإقلاع عن التدخين، فحتى أفضل الخيارات لا تحقق سوى نسبة نجاح تبلغ 20% فقط”.
وأضاف الخبير الذي تم استخدام دراساته في إعداد الإطار التنظيمي للسجائر الإلكترونية من قبل الاتحاد الأوروبي: “إن الفرق الرئيسي بين السجائر التقليدية وأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية يكمن في الإحتراق. تقوم منتجات التبغ المُسخّن بتسخين التبغ على درجات حرارة أقل بكثير، مما يؤدي إلى تجنب الاحتراق كليا. من الضروري التفريق بين النيكوتين والدخان. لا يُصنّف النيكوتين في حد ذاته على أنه مادة مسرطنة وله تأثيرات ضئيلة، إن وجدت، على صحة القلب والأوعية الدموية. وتشير الدراسات طويلة الأمد التي أجرتها جامعة كارولينسكا في السويد إلى أن استخدام أكياس النيكوتين لا يسبب النوبات القلبية أو أمراض القلب والأوعية الدموية. ولذلك، فإن الحد من المخاطر أمر حيوي بالنسبة للمدخنين غير الراغبين أو غير القادرين على الإقلاع عن التدخين. وبطبيعة الحال، يختلف الحديث عند تناول غير المدخنين مقابل المدخنين. عند التحدث إلى غير المدخنين، يعد عدم تشجيع استخدام النيكوتين أمرًا ضروريًا، ونحن بحاجة إلى لوائح تنظيمية في كل مكان، وخاصة فيما يتعلق بالبيع لجيل الشباب. ومع ذلك، يجب علينا تحقيق التوازن، لأن معاقبة المدخنين ليس الحل، فالحظر ليس حلاً فعالاً نظرًا لأن تعقيدات الصحة العامة غالبًا ما تستعصي على الحلول المباشرة”.