يكشف تقرير جديد أنّه سينتقل 6700 مليونير جديد إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 2024، وهو عدد يتجاوز عددهم في الولايات المتحدة الأمريكية. تسلّط الدراسة الضوء على رقم قياسي هو 128000 مليونير من المتوقّع أن ينتقلوا حول العالم هذا العام، وقد حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة على الحصّة الأكبر من هذه القائمة. وقد برزت دبي على وجه الخصوص كقوّة عقاريّة عالميّة.
من المتوقّع أن تجتذب دولة الإمارات العربية المتحدة 6,700 مليونير جديد في عام 2024، وذلك وفقاً لتقرير هجرة الثّروات الخاصّة الصادر أمس عن شركة الاستشارات العالميّة في مجال الهجرة، هينلي آند بارتنرز. ويعادل هذا التدفّق ما يقارب ضعف نظيره في الولايات المتحدة، وهي أقرب منافسيها، ليحوّل ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الوجهة الأولى في العالم للأفراد أصحاب الثروات العالية للسنة الثالثة على التّوالي.
ويسلّط التقرير الضوء على رقم قياسي قدره 128000 مليونير من المتوقّع أن ينتقلوا حول العالم هذا العام، وقد حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة على الحصّة الأكبر من هذه القائمة.
أفضل 10 دول لهجرة أصحاب الملايين في عام 2024:
- الإمارات العربية المتحدة: أكثر من 6700
- الولايات المتّحدة: أكثر من 3800
- سنغافورة: أكثر من 3500
- كندا: أكثر من 3200
- أستراليا: أكثر من 2500
- إيطاليا: أكثر من 2200
- سويسرا: أكثر من 1500
- اليونان: أكثر من 1200
- برتغال: أكثر من 800
- اليابان: أكثر من 400
ويُبرز هذا المسار تغييرًا كبيرًا في توزيع الثروة العالمية، وتدفعه عوامل مثل التّوترات الجيوسياسيّة، والغموض الاقتصادي، والبحث عن بيئات آمنة ومستقرة. وثبّتت دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها بقوّة كملجأ رئيسي للنخبة في العالم، بمزيجها الجذاب الذي يضمّ الحوافز المالية والأمن وجودة الحياة العالية.
لا ضريبة على الدخل الشخصي: جنّة ماليّة
إنّ أحد أكثر العوامل التّي تجذب الأفراد أصحاب الثروات العالية هو النّظام الضّريبي في دولة الإمارات العربية المتحدة – أو بشكل أكثر دقّة، غياب هذا النّظام. إنّ دولة الإمارات لا تفرض الضريبة على الدخل الشخصي، وذلك يسمح للمقيمين بالاحتفاظ بجزء أكبر من ثرواتهم. يمكن أن يعني ذلك بالنّسبة لأصحاب الملايين والمليارات القدرة على جمع مدخرات كبيرة، مما يجعل دولة الإمارات العربية المتحدة جنّة ماليّة مقارنة بالدول التّي تعاني من أعباء ضريبيّة أعلى. تُعتبر هذه الميزة الضريبية حافزًا قويًّا لأولئك الذين يتطلّعون إلى حماية ثرواتهم وتنميتها في بيئة مستقرّة.
إقتصاد مزدهر: الفرص كثيرة
إنّ اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة ليس متينًا فحسب، بل إنّه ينمو باستمرارٍ أيضًا. ووفقًا لصندوق النّقد الدّولي، من المتوقّع أن ينمو النّاتج المحلّي الإجمالي الحقيقيّ لدولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 4% في عام 2024، وذلك بفضل النشاط المحليّ القوي في القطاعات، مثل في السياحة والعقارات والبناء والخدمات الماليّة. بالإضافة إلى ذلك، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بخطوات كبيرة في تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، حيث يساهم النّاتج المحليّ الإجمالي غير المرتبط بالنفط حاليًّا بأكثر من 70% من مجمل الناتج المحليّ الإجمالي. وقد أوجد هذا التنويع بحرًا من الفرص للمستثمرين ورجال الأعمال والشركات، ممّا زاد من إمكانيّة جذب البلاد للأثرياء.
رعاية صحيّة وبنية تحتيّة عالميّتان المستوى
تقدّم دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أفضل خدمات الرعاية الصحية على مستوى العالم، وهو ما يعد مهمًّا جدًّا للأفراد أصحاب الثروات العالية الذّين يضعون رفاهيتهم في مقدّمة أولوياتهم. فبفضل المرافق الطبيّة المتطوّرة، والأخصائيّين المدرّبين تدريبًا عاليًا، والنّظام الصّحي الذّي يتفوّق على نظيره في العديد من الدول الغربيّة الرّائدة، تضمن الإمارات العربية المتحدة لمقيميها الحصول على رعاية طبيّة ومرافق لياقة بدنيّة من أعلى مستوى.
تفتخر دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا سيّما إمارة دبي منها، ببنية تحتيّة ذات مستوى عالمي، تتضمّن ناطحات السّحاب المذهلة والمشاريع الفاخرة إلى جانب الخدمات العامة المتطوّرة ونظام النقل العام المتقدّم. تتميّز مدن هذه الدولة، وخصوصًا دبي وأبوظبي، بالمرافق الحديثة التي تجعلها وجهات مثاليّة للعيش بسلام وممارسة الأعمال التجارية.
الأمن والاستقرار: راحة البال
في عالمٍ مليء بالتوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كواحة للاستقرار والأمان والوئام الثقافي. يوفّر النظام القانوني القوي في البلاد، إلى جانب معدّل الجريمة المنخفض، راحة البال لسكّانها. فبالنسبة لأصحاب الملايين الذين يسعون لحماية عائلاتهم وأصولهم، يعتبر هذا المستوى من الأمان عاملًا حاسمًا في قرارهم بالانتقال إلى الإمارات.
إضافةً إلى ذلك، يوفّر الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة، مع قوّتها الفائقة في مجال إنفاذ القانون وفي المجال العسكري، مستوى إضافيًا من الحماية ضد التهديدات الخارجية. هذا الاستقرار المتوفّر على الصعيدين المحلي والدولي هو أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع بالعديد من أغنى الأفراد في العالم لاختيار دولة الإمارات العربية المتحدة كمكان لإقامتهم.
التأشيرة الذهبية: أمن طويل الأمد للأثرياء
يُعتبر برنامج التأشيرة الذهبية في دولة الإمارات العربية المتحدة من أبرز العوامل الجاذبة للأفراد أصحاب الثروات العالية. فمنذ إطلاقه في عام 2019، يتيح هذا البرنامج إقامة لمدة 10 سنوات للمستثمرين ورجال الأعمال والمواهب المتخصصة والباحثين، ممّا يمكّنهم من العيش والعمل والدراسة في الإمارات دون الحاجة إلى كفيل. تقدّم التأشيرة الذهبية شعورًا بالديمومة الذي يقدّره جدًّا أولئك الذّين يسعون تثبيت جذورهم في البلاد.
وتتيح التأشيرة الذهبية أيضًا إضافة أفراد الأسرة. بالنسبة للأثرياء، هذا البرنامج ليس مجرّد وسيلة لدخول الإمارات، بل خطوة استراتيجية لتأمين مستقبلهم في بلدٍ يوفّر الاستقرار والفرص معًا.
إمكانيّة مواصلات جويّة لا مثيل لها
تتضمّن دولة الإمارات العربية المتحدة إثنين من أكثر المطارات ازدحامًا عالميًّا، وتُعدّ شركة طيران الإمارات من بين أكبر أساطيل الطائرات عالميًّا، ممّا يوفر مواصلات عالميّة لا تُضاهى. سواء أكانت الرحلات لأغراض العمل أو الترفيه، فإنّ المقيمين في الإمارات يمكنهم السفر بسهولة إلى أي وجهة حول العالم بفضل الشبكات الجويّة الواسعة التي تُشغّل من المطارات الرئيسية في البلاد. هذه المواصلات المتميّزة تجذب بشكلٍ خاص رجال الأعمال الذين يتطلبون السفر المتكرر والفعّال، وكذلك أولئك الذين يقدّرون الراحة في الاتّصال بأي مكان في العالم.
العقارات: نقطة جذب للاستثمارات
أدّى الازدهار الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة وتزايد عدد الأفراد الأثرياء إلى ارتفاع ملحوظ في قيمة العقارات الفاخرة، خاصة في دبي. ففي خلال السنوات الأربع الماضية، شهدت قيمة الفيلات الفاخرة زيادة مذهلة تراوحت بين 300 و400%. تعكس هذه الزيادة الكبيرة الطلب المتنامي على العقارات الفاخرة وثقة المستثمرين في مستقبل الاقتصاد الطويل الأمد لدولة الإمارات العربية المتحدة.
برزت دبي، على وجه الخصوص، كقوّة عقاريّة عالميّة، حيث توفّر مجموعة متنوعة من العقارات الفاخرة التي تلبي أذواق الأثرياء. من الفلل ذات الواجهة البحرية في نخلة الجميرة إلى شقق البنتهاوس في برج خليفة، يُعتبر سوق العقارات في دبي رمزًا للبذخ والتفرد. تستمرّ مشاريع التطوير الطموحة في المدينة، مثل ميناء خور دبي ومنطقة دبي للتكنولوجيا الحضرية التي ستبرز قريبًا، في جذب الاهتمام العالمي، مما يسهم في رفع قيمة العقارات.
ما يميّز دبي ليس فقط جودة عقاراتها، بل أيضًا نمط الحياة الفريد الذي توفّره. يتمتّع المقيمون بإمكانيّة الوصول إلى مرافق ترفيهية ومطاعم وتجارب ترفيهية عالميّة، وذلك ضمن مدينة تُصنَّف باستمرار من بين أكثر المدن أمانًا في العالم. هذا المزيج بين الفخامة والأمان والراحة يجعل من دبي وجهة مفضّلة للنخبة العالمية.
المستقبل: نزعة مستمرّة
يشير تقرير هينلي آند بارتنرز إلى أنّ العوامل التي تدفع بأصحاب الملايين للهجرة إلى الإمارات العربية المتحدة — مثل المزايا الضريبية، والفرص الاقتصادية، والرعاية الصحيّة ذات المستوى العالمي، والأمن، والاتّصال، وسوق العقارات المتنامي — ليست مجرّد مؤقّتة، بل هي جزء أساسي من سياسات الدولة ورؤيتها الاستراتيجية. مع استمرار التوترات الجيوسياسية، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والاضطرابات الاجتماعية التي تدفع الأفراد الأثرياء للبحث عن بيئات أكثر أمانًا وازدهارًا، ستظل جاذبية الإمارات العربية المتحدة تتزايد.
في الختام، إنّ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كوجهة مفضّلة لأثرياء العالم ليست من قبيل الصدفة. فهي ناتجة عن سياسات مدروسة، واستثمارات استراتيجية، والتزام بتوفير بيئة مثالية لازدهار الأثرياء. ومع التطلع إلى المستقبل، يبدو واضحًا أن الإمارات ستظل الوجهة الأولى لأولئك الذين يسعون لنمو أصولهم وتحسين جودة حياتهم. ومن المتوقّع أن يستمرّ تدفّق الأثرياء إلى الإمارات، ممّا سيضمن بقاء دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة سوق العقارات وإدارة الثروات لسنوات عديدة قادمة.