من المتوقع أن وصول إجمالي إنفاق المستخدمين النهائيين على أمن المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 3.2 مليار دولار في 2025، بزيادة قدرها 14% على أساس سنوي، وذلك وفقًا لتوقعات جديدة صادرة عن شركة الأبحاث العالمية جارتنر.
الجدول 1. إنفاق المستخدمين النهائيين على أمن المعلومات موزعًا بحسب المجالات الأمنية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 2023-2025 (بملايين الدولارات)
وقال شايليندرا أوبادياي، مسؤول الأبحاث في جارتنر: “إن التطوير المتواصل لبيئة التشريعات التنظيمية، وارتفاع الهجمات السيبرانية، يسهمان في النمو المستمر بالإنفاق على الأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أن الرقمنة والتوجه نحو البيئات السحابية يؤديان إلى توسعة نطاق التهديدات الماثلة أمام المؤسسات، ما يدفع مسؤولي أمن المعلومات في المنطقة إلى الحرص على ضمان الامتثال للأطر التنظيمية المتغيرة على صعيد الأمن والخصوصية، ومواجهة التهديدات المستمرة، فضلاً عن معالجة مخاوف المسؤولين التنفيذيين وأعضاء مجالس الإدارة بشأن حالة الأمن السيبراني وقدرة مؤسساتهم على الصمود”.
أما على المستوى العالمي، فمن المتوقع أن يبلغ إجمالي إنفاق للمستخدمين النهائيين على أمن المعلومات 212 مليار دولار في عام 2025، بزيادة قدرها 15.1% عن عام 2024، وتتوقع الشركة أن يصل الإنفاق العالمي للمستخدمين النهائيين على أمن المعلومات إلى 183.9 مليار دولار في عام 2024.
وأشار شايليندرا أوبادياي إلى إن منظومة التهديد المتعاظمة باستمرار، والنشاط المتزايد في البيئات السحابية، ونقص الموظفين المختصين، أمور تدفع بالأمن السيبراني إلى أعلى سلّم الأولويات المؤسسية وتضغط على كبار مسؤولي أمن المعلومات لزيادة إنفاق مؤسساتهم على الأمن. وأضاف: “تُجري المؤسسات حاليًا عمليات تقييم لاحتياجاتها الخاصة بمنصات حماية النقاط الطرفية (EPP) وحلول اكتشاف التهديدات عند النقاط الطرفية والاستجابة لها (EDR)، كما تجري التعديلات اللازمة لتعزيز مناعتها التشغيلية وقدرتها على الاستجابة للحوادث في أعقاب العطل التقني الذي ضرب العالم مؤخرًا والناجم عن خلل في تقنيات شركة “كراودسترايك” للحماية الأمنية”.
يؤدي استمرار الاعتماد المؤسسي لتقنيات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي إلى ارتفاع متزايد في الإنفاق على البرمجيات الأمنية، مثل أمن التطبيقات وأمن البيانات والخصوصية وحماية البنية التحتية. ومن المتوقع بحلول عام 2025، أن يؤدي تزايد الإقبال على الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى حدوث ارتفاع حاد في موارد الأمن السيبراني المطلوبة لتأمين تقنياته، وبالتالي زيادة متوقعة بنسبة 15% في الإنفاق على البرمجيات الأمنية (الجدول 2).
ويتزايد، منذ ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، استخدام المهاجمين السيبرانيين أدواتٍ تعمل بدعم من النماذج اللغوية الكبيرة لتنفيذ هجمات واسعة النطاق قائمة على مبادئ الهندسة الاجتماعية. وتتوقع شركة جارتنر أن ترتبط 17% من إجمالي الهجمات السيبرانية وحوادث تسريب البيانات بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بحلول عام 2027.
ويتوقع محللو جارتنر، في ظل استمرار المؤسسات في الانتقال إلى السحابة، حصول ارتفاع في الإنفاق على حلول الأمن السحابي، ونمو في حصة السوق من الحلول السحابية الأصلية. ويُتوقع أن تصل قيمة سوق وسطاء أمن الوصول إلى السحابة، وسوق منصات حماية مهام العمل السحابية، مجتمعتين، إلى 8.7 مليار دولار في عام 2025، وذلك ارتفاعًا من 6.7 مليار دولار متوقعة في 2024.
من ناحية أخرى، يسهم النقص العالمي في المختصين من أصحاب الخبرة والمهارة في قطاع الأمن السيبراني في زيادة الإنفاق على سوق خدمات الأمن، التي تشمل خدمات الاستشارات الأمنية، والخدمات الأمنية المهنية، والخدمات الأمنية المُدارة، والتي يُتوقع لها أن تنمو بسرعة تفوق سرعة النمو في مجالات الأمن الأخرى.