- يتوقع غالبية صنّاع القرار والمسؤولين التنفيذيين في دول مجلس التعاون الخليجي انتعاشاً اقتصادياً خلال النصف الثاني من عام 2024، وفقاً لاستبيان جديد أجرته شركة “تينيو”.
- يكشف الاستبيان الذي شمل نحو 500 من كبار قادة الأعمال والمسؤولين في القطاعين العام والخاص في دول مجلس التعاون الخليجي عن تحديات كبيرة في مجال استقطاب المواهب وأصحاب الكفاءات، إضافة إلى وجهات نظر وآراء متنوعة حول التأثير الإيجابي للاستراتيجيات والرؤى وخطط التحول على المستوى الوطني في أداء مؤسساتهم.
كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة “تينيو – Teneo”، الشركة العالمية المتخصصة في تقديم الاستشارات الاستراتيجية للرؤساء والمديرين التنفيذيين حول العالم، أن صنّاع القرار في دول مجلس التعاون الخليجي تسودهم – في غالبيتهم – حالة من التفاؤل والنظرة الإيجابية بشأن آفاق النمو الاقتصادي في المنطقة خلال النصف الثاني من العام الجاري، وذلك رغم التحديات والمخاطر التي تلوح في الأفق، ولا سيّما تلك المتعلقة بالتوترات الجيوسياسية، والضرورات الاستراتيجية الملحة لمواكبة متطلبات التحول الرقمي وتعزيز التكامل التكنولوجي، فضلاً عن التحديات المتعلقة باستقطاب المواهب وأصحاب الكفاءات عبر مختلف القطاعات.
وتشير مخرجات الاستبيان الذي أجرته “تينيو” في ضوء دراستها تحت عنوان “استبيان آراء صنّاع القرار في دول مجلس التعاون الخليجي 2024“، وشمل نحو 500 من كبار القادة والمديرين التنفيذيين في القطاعين العام والخاص في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى أن 65% من صنّاع القرار في المنطقة يتوقعون استمرار التحسّن في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي خلال النصف الثاني من عام 2024.
ورغم حالة التفاؤل التي هيمنت على آراء المشاركين في الاستبيان، إلّا أنّ التحديات المتعلقة بحالة عدم الاستقرار الجيوسياسي تبقى مصدر قلق كبير لمجموعة من المسؤولين التنفيذيين في المنطقة، حيث يشكك أكثر من ربع صنّاع القرار الذين شملهم الاستبيان في المنطقة في مدى استعداد وجاهزية مؤسساتهم للتكيّف مع أي تصعيد في التوترات الجيوسياسية في المنطقة. كما سلّط الاستبيان الضوء على التحدي المتمثل في استقطاب أصحاب الكفاءات والمواهب إلى المنطقة، إلى جانب تقديم العديد من الرؤى ووجهات النظر المتنوعة حول أولويات تنفيذ ممارسات ومتطلبات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
وفيما يتعلق بمدى التأثير الذي أحدثته وتحدثه البرامج والاستراتيجيات والرؤى الوطنية في أداء مؤسساتهم، فقد تباينت وجهات نظر وآراء المشاركين في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أشار أكثر من 90% من المشاركين في الاستبيان من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى التأثيرات الإيجابية للغاية لرؤية “نحن الإمارات 2031″ و”رؤية المملكة 2030” في أداء مؤسساتهم. ورغم أن النتائج تبقى إيجابية بشكل عام، إلّا أن نسبة أقل (74%) من المشاركين في قطر وعُمان والكويت والبحرين عبّروا عن آراء إيجابية بشأن خطط التحول الوطنية في بلدانهم. وعلى صعيد التوقعات والنظرة المستقبلية خلال السنوات القادمة، أعرب صنّاع القرار في دول مجلس التعاون الخليجي عن تفاؤلهم على نطاق واسع بشأن آفاق النمو في المنطقة على المدى الطويل، حيث تتوقع الأغلبية منهم أن تصبح دول مجلس التعاون الخليجي مركزاً رائداً للأعمال على الساحة العالمية خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة.
وتبرز التحديات المتعلقة بالأمن السيبراني أيضاً من بين أكثر التحديات التي تشغل بال العديد من المسؤولين التنفيذيين في المنطقة، حيث وصف 25% من المشاركين في الاستبيان عبر المنطقة تحديات الأمن السيبراني بأنها “أكبر تهديد للنمو”، في حين يرى 23% من المسؤولين التنفيذيين في المنطقة بأن مؤسساتهم غير مستعدة لمواجهة مخاطر الأمن السيبراني. وتسلّط هذه النتائج الضوء على الفجوة الكبيرة بين المخاطر المحسوسة والمتوقّعة وبين مستوى الجهوزية والاستعداد التنظيمي الذي ينبغي أن تتمتع به المؤسسات والشركات في المنطقة للتعامل مع تلك المخاطر، ما يعكس الحاجة الملحة للارتقاء بكفاءة تدابير وممارسات الأمن السيبراني.
وقالت أورسولا بيرنز، رئيسة مجلس إدارة شركة تينيو: “تقدّم دراستنا الحديثة “استبيان آراء صنّاع القرار في دول مجلس التعاون الخليجي 2024″ مجموعة متنوعة من وجهات النظر والرؤى الثاقبة والقيّمة حول العديد من المسائل والقضايا والعوامل المؤثرة في مشهد الأعمال في جميع أنحاء المنطقة. ويسلّط هذا التنوع في وجهات النظر الضوء على الفرص والإمكانات المتاحة للمديرين والمسؤولين التنفيذيين والمستثمرين أيضاً، وسُبُل تحويل التحديات المحتملة إلى مجالات واعدة لتحفيز النمو ودفع عجلة الابتكار”.
وبدوره قال بول كيري، الرئيس التنفيذي لشركة “تينيو”: “يواصل صنّاع القرار في دول مجلس التعاون الخليجي المضي قدماً في تنفيذ خططهم ورؤاهم الاستراتيجية طويلة المدى وذلك رغم الاضطرابات والتوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، فضلاً عن المشهد التكنولوجي والرقمي سريع التطور. وفي خضمّ هذه التحديات والتحولات المتسارعة، ينبغي على قادة الأعمال والمسؤولين الحكوميين تركيز جهودهم ورؤاهم بشكل جماعي على تسريع وتيرة التحول على المدى الطويل في كلّ من القطاعين العام والخاص. ويشكّل هذا التوافق في الرؤى أمراً بالغ الأهمية وركيزة أساسية لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم للمستقبل”.
ومن جهته قال نيكولاس ماكدونا، مدير عام أول ورئيس شركة “تينيو” الشرق الأوسط: “نفخر في “تينيو” بنهجنا الاستراتيجي متعدد التخصصات الذي يركز دائماً على تحديد الفرص والتحديات التي يواجهها عملاؤنا الإقليميون ومساعدتهم على تحقيق أفضل النتائج. وتعمل فرقنا متعددة التخصصات على توجيه العملاء خلال فترات التقلبات وحالات عدم اليقين لتزويدهم بأفضل الخدمات الاستشارية بما يتماشى مع أهدافهم وطموحاتهم على المدى الطويل. وتُظهر نتائج الاستبيان الذي أجريناه على مستوى قادة الأعمال والمسؤولين التنفيذيين في دول مجلس التعاون الخليجي أن المؤسسات التي تتصدّى للتحديات على نحو استباقي، وتسعى باستمرار إلى تبني حلول واستراتيجيات أكثر مرونة، تتميز بكونها أكثر قدرة على الاستجابة والتكيف مع مختلف الظروف، وفي وضع أفضل للتغلب على التحديات التي تواجه أعمالها، إضافة إلى جهوزيتها لاغتنام الفرص والاستفادة من الإمكانات التي توفرها هذه المنطقة سريعة النمو”.
جدير بالذكر أن الاستبيان الذي أجرته شركة “تينيو” استطلع آراء 480 من “صنّاع القرار” في دول مجلس التعاون الخليجي، 55% منهم في القطاع الخاص و45% في القطاع العام. وشمل الاستبيان رؤساء ومديرين تنفيذيين وأصحاب أعمال ورؤساء شركات وشركاء ونوّاب تنفيذيين ونوّاب رؤساء العديد من الشركات والمؤسسات الرائدة في المنطقة. وأُجري الاستبيان خلال الفترة بين 13 مارس و12 أبريل 2024.